سوالف حريم - من يسقي الورد؟



حلوة زحايكة
2015 / 6 / 10

سوالف حريم
من يسقي الورد؟
13/7/2003
اليوم موعد ري مزروعاتي التي على المدخل والشبابيك والشارع، انا مقسمة فترة ري المزروعات حسب اماكنها كل يوم في مكان، فانا لدي العديد من قواوير الزراعة تفوق ألف قوار غير الزراعة بالموجودة بالمساحة القليلة في حدود منزلي، ولا استطيع ريها جميعا في نفس اليوم، ففي الرصيف هناك النخيل والياسمين الأصفر والمداد وشجرة الصبار من الحجم الكبير ذو القراطيس الكرميدية الجميلة عندما يزهر، شاخصة برؤوسها نحو السماء، ونبات الجورانيوم بعدة الألون الفوشي، والزهر، والاحمر الجوري، تتلألأ بين الورقات الخضراء المعطرة تعطر الجو، ونبات المجنونة الأبيض والفوشي والبرتقالي تمتد على اغصان النخيل تلون عسفه، سحبت خرطوم المياه متوجهة لري النباتات الموجودة بالرصيف، لفت انتباهي بسرعة فقدان احدى القواوير الموجودة بالمدخل، فيه احد أنواع الصبار، وهو قوار كبير الحجم كيف حمل؟ الا عن طريق تحميلة بالليل بالسيارة، تركت خرطوم المياه وبدأت انظر شمالا ويمينا،اين ذهب ومن اخذها، شعرت انني اتمزق من الداخل، وبدأت ابكي وانوح عليه، من طاوعه قلبه وسرق قواري، ولو أنه استأذنني لأعطيته له بنفسي هدية، كيف سطا عليها وحرمني وداعها؟، فهو لا يعرف كم تعبت وسهرت ليالي وانا اشاهده يكبر شيئا فشيئا فهو قطعة من قلبي، وواحد من ابنائي، كيف هان عليه ان يتركني دون وداع؟ هل قاوم واستنكر قبل ان يأخذوه؟ كيف سيعيش حياته القادمة؟ هل الذي اخذه سيعتني به؟ هل سينتبه له، ام سيشعر بالعطش والجوع والحرمان من بعدي؟ كل تلك الأسئلة دارت في خلدي وانا امسك خرطوم الماء وأروي مزروعات الرصيف، وابكي بحرقة على فراقه، وكل من مر بي يسأل عن سبب بكائي، وعندما اخبرهم بالسبب يضحكون ويستهزؤون ، كل هذا البكاء والحرقة على قوار زريعه، وهم يلومونني لأني قمت بزراعة الرصيف واضع قواويري على رصيف الشارع، هل انا الملومة لأني أحاول ان ازين الطريق ولو بشيء قليل، يزيد من جمال شارع بلدتي، ويمتع الناظر اليها، معهم حق، فهم لم يعرفوا هذا الشعور يوما، ومعنى فقدان شيئ تعبت وسهرت ليالي وانت تراقبه يكبر شيئا فشيئا كأنه ابن لك ينمو في احضانك، فهو قطعة من قلبك ثم تفقده مرة واحدة.