انت طالق



سناء بدري
2015 / 6 / 12

مجرد كلمتين ينطق بهما الرجل للمرأه انت طالق وتكون نهايات محزنه مقلقه كارثيه وتفتيت وتشتيت الملاين من النساء والاسر في وطننا العربي نتيجة الموروث الديني والمجتمع الذكوري الذي يبيح الطلاق لاتفه الاسباب لعدم وجود قوانين مدنيه في دول تتخذ من التشريعات الدينيه لامواثيق حقوق الانسان تشريعا.
ان لا يكون هناك طلاق بتاتا او ان هناك مجتمعات خاليه منه هذا مستحيل لان الطلاق اصبح سمة العصر.لكن التشربعات الدينيه سهلت الطلاق للمسلمين للرجال خاصة في مجتمعاتنا فيكفي النطق بالطلاق لكي يصبح الطلاق نافذ المفعول.
عندما يحلل الشرع بالزواج من اربع عندها يستسهل الطلاق.عندما تكون كلمة الرجل هي الفيصل يستسهل الطلاق.مجتمع دون تربيه جنسيه ومفهوم صحيح لقدسية العائله والزواج يستسهل الطلاق.عدم وجود قوانين رادعه ملزمه بالتكفل بأعالة المطلقات يستسهل الطلاق.
الرجل هو الامر الناهي ولا تستطيع المرأه ان تنطق انت طالق لكي يصبح مفعول الطلاق نافذا ولو انه اليوم اصبح هناك ما يعرف بالخلع وهو اجراء قضائي تتعامل به بعض الدول ومطول وصعب تستطيع به المرأه الطلاق.
لا اعتقد ان مقالا واحد يستطيع ان يجيب على الكثير من الاسئله في موضوع طلاق النساء لكننا نحاول تسليط الضؤ عن افه ومشكله خطيره تتهدد مجتمعاتنا اذ ان نسب الطلاق في مجتمعاتنا اخذه بالارتفاع والزياده.حتى المجتمعات المحافظه مثل السعوديه هناك معدلات مرتفعه من الطلاق.
قد يطرح البعض ان الطلاق موجود حتى بالمجتمعات الغربيه وهذا صحيح لكن الدوله على الاقل تقوم بواجبها لفرض الحمايه للمطلقات عن طريق الدعم الحكومي بالاضافه الى المحاكم النافذه على الازواج بالنفقه الشهريه على المطلقات والاطفال ومع ذلك هذا المقال ليس للمقارنه ما بين وبين.
المرأه هي الحلقه الاضعف والهش والاكثر ضررا من الرجل وهذ لا يعني ان الرجل لا يتضرر لكن بالقياس النسبي والواقعي فهي المتضرره الاكبر و اكثر.
اسباب الطلاق عديده فعدا عن الموروث الديني الذي اعتبر ان ابغض الحلال هو الطلاق لكنه يبقي في خانة الحلال المشرع والمقبول.
الفروقات العمريه اي كبر سن الازواج.زواج الاكراه والاجبار والوصول الى الطرق المسدوده الا وهي عدم التفاهم والانسجام والعيش المشترك.الخيانات الزوجيه.البطاله والفقر.العجز الجنسي اذ ان مجتمعاتنا نتيجة الاوضاع والحالات النفسيه للكثير من الرجال هناك عجز جنسي مقلق ومرتفع. عدم انجاب الاولاد رغم ان ملاين الحالات كان سبب عدم الانجاب هو الرجل ومع ذلك كان الطلاق من نصيب المرأه والزواج باخرى والطلاق مره جديده رغم العجز الواضح , فذكورونا يرفضون فكرة عجزهم.حتى عند انجاب الاناث والتي مصدرها الرجل لا المرأه تحصل حالات طلاق لانجاب الذكر الموعود. الخلافات الاسريه بين الحماه والكنه والصراع الاجلي بينهما.شهوات وغرائز الكثير من الرجال في التجديد والحصول على زوجات اصغر سنا واجمل. وهناك الكثير من الاسباب الاخرى.
ما هو مصير الملاين من المطلقات خصوصا ان الكثير منهن غير متعلمات وصغرات بالسن غير التشرد والتشتيت ان كانوا لوحدهم او مع وجود الابناء.من يحفظ حقوقهم اذا كانت الدول تعاني من الفشل السياسي والاداري ودول النزاعات والحروب والارهاب.
في احدى مقالاتي عن حقوق المطلقات في الدول العربيه بادرني احد الاساتذه الافاضل العاملين في السلك الحقوقي ان في مصر اليوم الدوله فيها قوانين لحماية المرأه. لا ادري اذا كان علي ان اضحك ام ابكي.عن اية حقوق نحن نتكلم اذا كانت الدوله عاجزه وغير مستقره والقانون لا ينفذ.ماذا عن الارياف والقرى والصعيد .حتى في المدن الكبرى من ينفذ ومن يطبق القوانين.
سمعة المطلقات سيئه اذ ان مجتمعاتنا تحمل المرأه كل الاخطاء والاسباب فهي غير قادره على حماية زواجها ولم ترضي زوجها كفايه وبشكل مناسب ومقصره في تلبية طلباته ومقصره حتى في الانجاب وان كان زوجها السبب وهي الخائنه و و .
اقل كلمه هي هذه مطلقه وهذا يعني من السهل الحصول عليها وهي مشروع جنسي قائم.
كلمة مطلقه تعني العيب والعار والخيانه والعجز والاستغلال والتشرد في مجتمعاتنا.
كلمة مطلق لا تعني شيئ غير انه متاح للزواج ولا يعيبه شيئ سوى جيبه وحتى هذا لا يعيبه . حتى ان كان بلا اخلاق وشرس وفظ وسكير وجاهل وعاطل عن العمل وغير متعلم المهم انه رجل يملك قضيبا.
الدوله لا ترعى المطلقات فلا يوجد قوانين ملزمه تضمن الحقوق والاعانه للمطلقات.
رغم صعوبة ايجاد حلول لمشاكل الطلاق لكن على المرأه ان تعي وتتعظ من التجارب وان تتخذ من العلم سلاحا لكي تحتمي به من غدر الزمن والطلاق .عليها الانخراط بالعمل والتحصيل العالمي والوظيفي والاستقلال الاقتصادي لمجابهة مثل هذه المشكله في حياتها.عليها ان ترفض الزواج صغيرة السن .ان تشارك بالعمل السياسي لضمان سن قوانين لحماية المرأه والاطفال في حالات الطلاق.عليها محاولة اختيار الزوج المناسب ورفض فكرة ظل راجل ولا ظل حيطه.
ختاما ان افة ومشكلة الطلاق اصبحت مقلقه وتهدد النسيج الاجتماعي لمجتمعاتنا وارى انه يجب البحث عن حلول ومطالبة الدوله بحماية وسن تشريعات لضمان حقوق المرأه بشكل عام والمطلقات والاطفال بشكل خاص.