مفهوم الBitch عن المرأة



حمودة إسماعيلي
2015 / 6 / 18

بالواقع الحالي هناك قواسم مشتركة بين الخيول والنساء : "الأصيلة" منها أكثر سمواً من أن تربطها بِعَرَبة. "الأصيلة" منها ليست للخِدمة إنما للاستعراض الجمالي، للاعتناء، للدّلال والحرية. "الأصيلة" منها لن تمتلكها إلاّ إذا كنت تعشقها. "الأصيلة" منها لا يقودها أي شخص. "الأصيلة" منها رمز للنخوة والتحضّر وليس مجرد وجودٍ حيواني. المخصي ـ أي الخائف من انفضاح أنه مجرد بوكيمون ـ تيبغي يربّي كلب ! لأنه الحيوان المطبوع على الخضوع المطلق لمن يمشي على قدمين. لذلك قد يربط مفهوم المرأة بصفة عامة (بما فيها الأم التي احتضنت تكوين جيناته)، بالكلب ! من هنا تأتي المقولات السخيفة بتحقير كل ما هو أنثوي حينما لا يطيع ويتمرّد - خاصة في اللغة الإنجليزية (كما بأغاني الراب والأفلام) التي تربط التصرف السافل أو الحقير للمرأة ك"وصف" بـbitch (كلبة !) والتي يدل مفهومها ك"فعل" عن تصرفات النساء من: شكوة، تذمر، ثرثرة، صراخ.. (وهي تصرفات اجتماعية مألوفة ومتداولة لكلا الجنسين !!).. وذلك بعيدا عن الذكر سبيدرمان عقل القداسة !

الغريب هو حينما تألف المرأة دور التّكلبن، وتعتبره خاصيتها الطبيعية، والأمر إن لم يتعلّق بمكتسب تربوي (تلقين) فإنه كَلاَخْ وجودي ! والكَلاَخْ هو الغباء بدرجة أكبر.

ما علاقة الكلبة المتهتّكة بالمرأة، مع أن الرجل بالظاهر يتصرّف كالحِمار ؟! (باستثناء ربما Gustave Le Bon في إشارته لنساء الشرق) تاواحد ماشاف الحِصان ؟!! هل رأى أحدهم الحصان ؟ لا أحد رأى الحصان ؟ الكل لا يرى إلاّ الكلب.. وإن الكلب يركض خلف ذي القدمين أو ليحضر شيئا لذي القدمين؛ إلقي بشيء ما بعيدا واطلب من حصان "أصيل" إحضاره. إذا أحضره ها وجهي !

إن الأمر لا يتعلق بالمقارنة بين الحيوانات، كتسخيف الكلب، وتجميل الحصان، فهذا نوع من الالتباس الفكري المعوّق. إنما يتعلق الأمر بالمفاهيم الإنسانية، التي تربط اختلاقات أخلاقية من تصرفات حيوانية (بعيدة كل البعد عن الإطارات الأخلاقية الضيقة للمجتمعات البشرية السخيفة) بالإنسانية : كإسقاط بالتقسيم الجنسي. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد.. بل يتجاوزه نحو تهافتات بعزل أخلاقي لمواءمة الأيديولوجيات اللاموضوعية، يتم ربط المرأة بالكلب بعد عزل خصال الوفاء والشجاعة والحماية (المخترعة من حماقات الإنسانية التي ترى الحيوانات شبيهة أخلاقيا بها) والاحتفاظ بالجبن وقلة الحيلة والذل، حتى يوائم الكلب إطار المرأة. مثلما يتم الإبقاء على القوة والافتراس والسلطة بالأسد لكي يوائم الذكر، بعد عزل خصال الكسل والاعتماد والقطيعية.

إن الحيوانات حيوانات ! خصال الزّفت تتعلق بالإنسان، بتفكيره السطحي الغير الناضج ! وأخلاقياته الهبلة من غبائه !