المرأة بين الإنجاب والإهمال



عباس ثائر الحسناوي
2015 / 7 / 10

ان اغلب الأمور التي تأكل بجسد المجتمع الشرقي تطرق لها الكاتب والشاعر جبران خليل جبران وكأنه طبيب نفسي يحاول علاج مرضاه الرافضين للعلاج تخوفا منه، وكي لا يكونوا شاذين وسط مجتمع "شب على شيء فشاب عليه" فمخالفة المجتمع ولو بشيء بسيط يجعلك مذموما طيلة حياتك ومادمت حيا.
فمثلاً المرأة التي لا" تنجب" أو لا تلد مادامت لا تلد فهي صغيرة في عين زوجها أو أهله فأغلب الأحيان يحاول الرجل اللجوء إلى زوجة أخرى كي تلد له ولدا يحمل اسمه ويستمر بهذا نسله ولا ينقطع كل هذه الأمور هي دوافع مادية دنيوية تجعله يقاتل نفسه من أجل ابقاء اسمه .
جبران خليل جبران قد سلط أضواء حروفه على هذه القضية بأسلوب رائع حيث قال:

"المرأة العاقر مكروهة في كل مكان لأن الأنانية تصور لأكثر الرجال دوام الحياة في أجساد الأبناء فيطلبوا النسل ليظلوا خالدين على الأرض
أن الرجل المادي ينظر إلى زوجته العاقر بالعين التي يرى بها الانتحار البطيء فيمقتها ويهجرها ويطلب حتفها كأنها عدو غادر يريد الفتك به".
هذه المقطوعة النثرية مُقتطعة من قصة قصيرة عنوانها " المنقذ" لجبران في كتابه "الأجنحة المتكسرة" والتي كان المغزى منها علاج لقضية مهمة قد عانت الزوجة الشرقية منها فاغلبهن هجرن وطلقن لهذا السبب اللا مقنع والقرارات المجحفة التي يتخذها أغلب رجال الشرق ولاسيما العراق ومنطقة الخليج العربي تجاه زوجاتهم
وأخيراً لاتزال المرأة الشرقية تشكو هذا الوجع الذي عجز أطباء الشرق عن علاجه.