يظل رجلاً ولو زنا بمئة إمرأة .. وتظل عاهرة فقط إن أحبت !!



حسام روناسى
2015 / 7 / 19

يظل رجلاً ولو زنا بمئة إمرأة .. وتظل عاهرة فقط إن أحبت !!
أثار انتباهي وأنا أتصفح "الفيسبوك"، عنوان، أجج فيّ غضب عارم، فقلت مع نفسي:
الى متى تبقين يا امرأة أسيرة تقاليد وعادات فرضها رجال على النساء، عادات وقوانين وسنن حتى السماوية منها، جاءت وفق رغبات الرجل ومتطلباته ولذلك جاء أن الرجال قوامون على النساء، لماذا طعنت المرأة بشخصيتها واتهمت بأنها سبب المصائب؟ ألم يكن الرجل مشاركاً لها في أغلب المواقف، ألم يكن آدم مرافقاً لحواء حين قطفت التفاحة؟ أم كان أميراً متعبداً زاهداً، لم تحلو بعينيه تفاحة ولا برتقالة، حين زعموا أنَّ حواء هي التي سوَّلت لآدم أن يأكل من الشجرة التي نهاهما ربُّهما أن يأكلا منها؛ فقيل أنها كانت السبب وراء خروجهما من الجنة. ولكن هل تساءلت المرأة لماذا؟ لماذا يتحفظون على إتهام الرجل، بينما يتسابقون في توجيه أصابع الاتهام للمرأة؟ هل تساءلت المرأة من يقف وراء ذلك؟ ومن هو المستفيد؟ وهل المرأة ذاتها هي التي تشجع على ذلك؟
نعم، ربما هي تشجع أحياناً على أن تبقى الأدنى من الرجل في كل المستويات، حين نجدها تذل نفسها وتستسلم لأوامر الرجل، حين نجدها تتلذذ في أن تكون ضعيفة ولا حول لها ولا قوة أمام الرجل، حين نجدها وقد صدقت ما جاء في الكتب والروايات أن الرجل أقوى من المرأة في شتى الميادين، فصارت في هذه الحالة أشبه ما تكون عجينة بيد الرجل، يحركها ويغير من شكلها بين الحين والاخر.
هي في الحقيقة تبقى من أسوء العادات والتقاليد، تلك النظرة السائدة عن المرأة أن لا تأخذ حقها ونصيبها في مشاركة الرجل في تفاصيل الحياة، تلك النظرة المتخلفة التي تستند الى تمتع الرجل بالحقوق والمرأة بنصف الحقوق وهذا ما يترتب عليه شلل في نصف المجتمع، في الحركة والفكر والتقدم والمواكبة، مع العالم وفي شتى المجالات، لأن المرأة نصف المجتمع.
هل فكر أحد الرجال، أن يساعد إمرأته في تنظيف البيت؟ هل فكر أحد الرجال أن يساعد زوجته في غسل الملابس أو استقبال ضيوف زوجته بأن يعد لهم فنجان شاي أو نسكافه؟ حتى تأخذ زوجته حقها مع الضيوف مثلما يأخذ هو حقه لما يزوره أصدقاءه؟
بطبيعة الحال، شيء من هذا القبيل لا يمكن أن ينجز أن يتم في مجتمعنا !! لماذا؟ لأن الافكار المتخلفة الرجعية لا زالت تعشعش على عقول الكل، وخاصة الرجال، وهم يدعون الديمقراطية والمساواة والعدالة، إلا أنها كلها شعارات مزيفة لكي تبقى المرأة، خادمة للرجل.
المرأة العربية الشرقية، بحاجة اليوم الى ثورة شاملة منذ هذه اللحظة لمحو وإزالة ما وضعته أيادي الرجال، من رغبات وشهوات وأطماع وأنانيات، أنزلها رجال على صفحات سموها الدستور والقانون والنظام وما شابه من تلك المسميات التي راحت تقلل من أهمية المرأة وقيمة المرأة كإنسان. فربما تكون تطورات معنوية ملحوظة حصلت هنا وهناك، ولكن هل تلك التطورات هي بمستوى الطموح لكي تخرج المرأة من دوائر التخلف والسذاجة والخوف والمعاناة بسبب تقاليد المجتمع اللعينة.
على المرأة اليوم إثبات حضورها وهي تجد نفسها مهانة ومسلوبة الارادة وسط أمواج من العادات والقوانين القديمة التي همشت دورها وهمشت وجودها. فهل حصل على مرّ التاريخ أن أمسكت امرأة بمجموعة من الرجال وقامت ببيعهم في سوق النخاسين، يبدو المشهد للوهلة الاولى، مشهداً مضحكاً، تتعجب النساء منه قبل الرجال، ولكن هذه هي الحقيقة، هل تساءلت المرأة العربية إن كان بمقدورها يوماً أن تكون على غرار انجيلا ميركل أو هيلاري كلينتون أو سوزان رايس أو غيرهن من نساء الغرب، تقود مجتمعها، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وأمنياً وعلمياً وتربوياً و و و ... ؟
هل تساءلت المرأة العربية لماذا فرض عليها الحجاب بدون أن يُذكر ذلك في محفل أو مُنزل، ووصفت بالعورة ولم يوصف الرجل بذلك؟ الى متى ستبقى مآسي التسلط الابوي ومآسي التسلط الأسري والبيئي والمجتمعي بشكل عام واقعاً لا يتغير. مآسي لا يرغب ربما الطرفان بالاستغناء عنها. أقول الطرفان لأن المرأة ربما هي التي لا تريد أن تستغني عن تسلط الرجل، في البيت، داخل غرفة النوم، أمام الاولاد، أمام الناس، أمام نفسها ! وهذه هي المشكلة الكبرى.
حين دخل ذلك الشاب على أبيه يوماً، راجياً منه أن يزوجه بابنة الجيران، سأله أبوه إن كانت ربة بيت أم موظفة؟ أجابه: إنها موظفة يا أبي. عبس وتولى الاب الجبار وقال: ليس من عاداتنا أن تخرج المرأة خارج البيت من أجل العمل، فهذا عار على الرجل، بل مهزلة لن أسمح بها أبداً.
وذات يوم حين افتضح أمر ساهرة وسمير، قالت النسوة: هي التي راودته عن نفسه، وقال الرجال والوجهاء: يجب أن تغادر الفتاة وعائلة الفتاة المحلة، فهي وعائلتها عار علينا إن بقيت بيننا. أما الشاب سمير فقد رفع رأسه بين أقرانه متفاخراً متكابراً، أنه أصبح شاباً قادر على كسب إعجاب الفتيات.
إنها المعادلة التي وضعت بالغلط، نعم، فلقد جاءوا برياح تشتهي لها سفن الرجال، جاءوا بقوانين ونظم وعادات وتقاليد وفتاوى لصالح الرجال على حساب النساء، كل النساء، حتى القرآن ذكرَ وقال للرجال: واهجروهن في المضاجع، ولم يقل للنساء واهجروهم في المضاجع. لماذا؟ الى متى سيظل الرجل رجلاً حتى وإن زنا بمئة إمرأة، وتظل المرأة عاهرة فقط إن أحبت؟؟