لا حجاب ولا مجتمع متدين يمنع التحرش



سناء بدري
2015 / 7 / 21

http://www.panet.co.il/article/1049600
بالفعل صدعتنونا واوهمتمونا بان المجتمعات المحافظه والمتدينه هي مجتمعات خاليه من التحرش الجنسي وان الحجاب سيمنع المتحرشين.
كما وصدعتمونا وانتم تلعنون الغرب الكافر وكل المجتمعات العلمانيه من انها مجتمعات و بؤر خلاعه وفجورورذيله واننا مجتمعات افضل .محافظه متشدده ملتزمه بتعاليم دينها . وقد حجبنا نسائنا بعد ان حجبنا عقولنا.
التحرش الجنسي هو افه ومشكله عالميه ولكن هناك فرق ونسبه مختلفه بين ارتفاع ظاهرة وافة التحرش بمجتمعاتنا عنها بالغرب وكل من يدعي غير ذلك فهو واهم وغير صادق مع نفسه اولا.
ففي كافة ارجاء وطننا العربي وبلا استثناء اخذت هذه الظاهره تستفحل وتستعر واخذت منعطف خطير ومقلق تصل الى حد الاغتصابات الجماعيه .
فرغم زيادة تديننا وادعائنا بالصحوه الدينيه التي هبطت علينا منذ نهاية السبعينات وبالتحديد 1979 وعودة الخميتي الى ايران ومنها بدء مسلسل التغيب الديني لا الصحوه الدينيه كما يدعون ونحن اخلاقيا نتراجع الى الخلف .
لم يسهام الحجاب ولا الدين في منع التحرش لا بل فاقم من هذه الافه.الملابس لم تكن يوما سبب التحرش ابدا.
فالتحرشات الجنسيه في الاماكن العامه زادت بشكل مخيف عدا عن تحرشات ذو القربى في البيوت ..ففي مصر كلنا سمعنا وشاهدنا التحرشات الجماعيه وصولا الى حد الاغتصاب في الشوارع.قبل اسبوعين كتبت عن التحرشات بفتاتي التنوره في المغرب.
وها هنا في السعوديه تتعرض فتاتين للتحرشات العلانيه المقززه في منتزه عام بأيام العيد رغم حجابهن والادعاء بالمجتمع المحافظ المتدين والمتشدد الذي مازال يمنع المرأه من الكثير من الاشياء ومنها قيادة السياره.
في كل واقعة تحرش جنسي تبدء الاتهامات .
من المسؤول المتحرشين ام المتحرش بهم.
ما هو دور المجتمع والقانون وما هو رأي شيخونا الافاضل واين الخلل .وهذه عمليات فرديه ولن تتكرر وصدفه نعم صدفه.في مصر والمغرب والسعوديه والعراق والاردن وفلسطين وكافة ارجاء الوطن العربي وديننا فقط يمنعنا عن الفاحشه.وكأن الاديان الاخرى تحض على التحرشات والاغتصاب والرذيله.
تعالوا وشاهدوا في القدس ورام الله في العيد كم حالة تحرش جنسي حصلت بالشوارع.شاهدوا طوال العام تحرش الشباب بالفتيات عند انتهاء دوام المدارس.
شاهدت بعيني التحرشات في محيط الجامعات والمدارس بالاردن .ادخلوا مولات السعوديه والامارات وشاهدوا باعينكم .ماذا عن التحرش الجماعي بفتاه في جامعه بالقاهره.
لماذا نخجل ونبرر من اننا مجتمعات فاسده ومنحله (قولوها بالفم المليان اعترفوا).لماذا نعتبر ان الاخرين فقط منحلين اخلاقيا ومجتمعاتنا تعصف بها الرذيله والخلاعات .
خلال اربعة شهور في الضفه الغربيه والقدس 3 اطفال وجدو في النفايات والبساتين نتيجة علاقات غير شرعيه تخلصت منهم امهاتهم خوفا من الفضائح والقتل.كم عدد اطفال زنا المحارم في وطننا العربي.
كم عدد المغتصبات من زنا المحارم وذوي القربى في وطننا العربي.
اباء يمارسون الفاحشه باطفالهم الرضع ولا داعي لان نقول في البلد الفلاني او العلاني لان الفساد الاخلاقي الجنسي مستشري في مجتمعاتنا.
من اكبر الوقاحات والبذأت والاعذار والتبريرات والدفاعات عندما يكتب احدهم معلقا من ان في الغرب هناك ممارسات غير اخلاقيه اسؤ منما في مجتمعاتنا وكأننا في مجال مقارنة الادب والاخلاق بيننا وبينهم وان ما يحصل في مجتمعاتنا هو في المعدل الطبيعي اللاخلاقي الفاسد وهناك من هم افسد منا.
التشدد والتزمت والدين لن تردع المفسدين فالتربيه والاخلاق تنشئ في البيت والمدرسه والجامعه.والثقافه الجنسيه مطلوبه للذكور والاناث بالتساوي .كما وان الاختلاط والعيش في بيئه صحيه نفسيه تحسن من الاخلاق.ويجب ان لا ننسى وجود القوانين الرادعه التي تنفذ بحق المتحرشين.
ان وظيفة الحكومات هي خلق فرص تعليم وعمل للجميع ذكورا واناثا.القضاء على الفقر والبطاله ايضا تحسن الاخلاق والممارسات.فالوظائف تحسن الدخل وترفع من مستوى المعيشه وقد تدفع الشباب الى الزواج واقامة علاقات جنسيه مشروعه في حين ان البطاله تؤدي عكس ذلك وتدفع الى الجائم بكافة اشكالها ومنها الجرائم الجنسيه.
التحرش الجنسي في الغرب والدول المتقدمه يعتبر جريمه يحاسب عليها القانون ورجال في مناصب حساسه وحكوميه سجنوا نتيجة تحرشاتهم.........
اما التشدد والتزمت والتحجيب والفصل بين الذكور والاناث وتغيب العقول دينيا فهذه كلها تؤدي الى الكبت الجنسي وهيجان الغرائز والشهوات التى يصعب السيطره عليها في مجتمعات فصلت بين الجنسين فتسببت بأحتقان وهيجان ذكورها نتيجة الحرمان. فيكفي مشاهده الانثى وحتى لو كانت منقبه ويحرسها سياج كهربائي للتحرش بها وصولا لاغتصابها.
لن ندعي ان الدين يحرض على الرذيله لكن التشدد الديني ووصف النساء بانهم اصل البلاء ويجب تحجيبهم لستر عوراتهم واينما وجدت المرأه وجد الشيطان وان المرأه هي التي تحمل الشرف وهي التي تغري الرجل وكأننا بذلك حررنا الرجل من كافة مسؤلياته الاخلاقيه لان الاداه والمحرض هي المرأه.
اصبحنا نكرر انفسنا لكن بأختصار اشد من الشديد مقارنه ما كان في حتى ثمانينيات القرن الماضي واليوم سنرى البون الشاسع في كافة المجالات.والاهم الشق الاخلاقي التربوي.
يكفينا التعاضد بين كافة شرائح ومعتقدات المجتمعات التي كانت تحارب المستعمر والمحتل وحب الوطن والابتعاد عن الارهاب وما نراه اليوم من القتل على الهويه وعددالركعات والاعتداء على كل المعتقدات.
مجتمعاتنا زادت توحشاوالمرأه تغتصب وتباع في اسواق النخاسه نتيجة الارهاب وهذه الجرائم يحللونها شرعا.
ختاما نقول قبل ان نحاسب المجتمعات الغربيه على القشه التي في عيونهم حبذا لو نلتفت للخشبه التي في عيوننا.