البائسة وحفلة التكليف الشرعي



زينب علي
2015 / 8 / 29

لا اعلم مايدور في عقول اولئك المؤمنين,
وكيف ينظرون للامور ويقومونها.
كيف يحكمون ان هذا الشيء خطأ تجب معالجته فورا، وذلك الامر ليس بتلك الاهيمة،،
وليس من الواجب الالتفات اليه او اعارته اي
اهمية..
في طريقي الشبه اسبوعي تقريبا، تقابلني تلك الفتاة التي يتراوح عمرها بين الرابعة عشر و السادسة عشر حسب تقييمي لها, فتاة مراهقة ترتدي ثيابا رثة, ممزقة, متسخة, وعباءة اكثر اتساخا وتمزقا ويحيط بها اخوتها الصغار, لا اعلم ان كانوا اخوتها ام لا ولكن منظرهم الرث والذي يفطر القلوب يجعلني افكر بانهم اخوتها. تتراوح اعمارهم بين ال ٦-;-سنوات الى العشرة تقريبا عددهم خمسة كما اظن. يجلس الجميع على ذلك النصب الذي يقابل قاعة الاحتفالات العامة في وسط المدينة،،
هذا النصب كان يوما ما نصب لصورة القائد,, اما الان فانه نصب من حجر بلا صورة ولا قائد, بل اصبح مكانا لهذه الفتاة ورعيتها الصغار. يجلسون امام المارة مختلفي المزاجات والخلفيات والثقافات. تتعرض للمضايقات وتحرشات المراهقين الذين يتسكعون حولها ذهابا وايابا, وعند عودتي في المساء اجد الفتاة قد احيطت تماما بمجموعة من الشباب اغلبهم باشكال مخيفة, وهيئات يرتجف لها القلب.
في احد الايام، وكالمعتاد كانت هي تجلس ويحيط بها مجموعة من الشباب المنحرف واخوتها ملتصقين بالسيارات المتوقفة بانتظار المسير، للاستجداء,,
وحينما نظرت الى الجهة الاخرى الى (قاعة المدينة) حيث تقام فيها الاحتفالات والفعاليات والعروض المسرحية شاهدت فتيات صغيرات يرتدين اثوابا بيضاء طويلة كانها نقاب( لباس الصلاة) ومعهن امهاتهن. تحمل الصغيرات اللواتي يرتدين هذا الزي الموحد كتب صغيرة لم اميزها ووردة بيضاء, ثم وقعت عيني على اللافتة المعلقة على الباب الخارجي للقاعة ( تقيم مؤسسة................ حفل التكليف الشرعي لبناتنا اللواتي بلغن سن التكليف برعاية السادة........... وبحضور الشيخ............).. بكيت بداخلي قهرا,, وتبسمت ساخرة ظاهريا على هذه المهزلة..
الم يشاهد اولئك السادة هذه الفتاة ( المكلفة شرعيا)التي تقابلهم ليلا نهارا ( الباب بالباب)، وهي تجلس في الشارع ممزقة الملابس ويحيط بها الشباب المنحرف؟
الم يشاهدوا اخوتها الصغار وهم يستجدون طوال السنة؟؟ بملابسهم الممزقة و وجوههم الشاحبة؟؟
الم يفكروا بمصير هذه الشابة الصغيرة التي تجلس في الشارع ليلا نهارا؟؟!!
والتي ربما سيقودها الشارع يوما ما للانحراف؟؟؟ بل سيقودها للانحراف وهي في الطريق اليه..
الاموال التي صرفتموها على تحجيب الصغيرات,
حرمانهن من شرائطهن الملونة,
حرمانهن من فساتينهن الزاهية التي تجعلهن كانهن راقصات باليه،،
فراشات. ملونة،،
ادخال الافكار الغريبة الى عقولهن البريئة وجعلهن يفكرن بأن الاخر ينظر اليهن بشهوة، النظر الى هذه المخلوقات الصغيرة بشهوة ولفها كي تبعدكم ايها السادة عن الاغواء.
كان من الاحرى بكم ان تنقذوا بها تلك الشابة من الضياع المحتم,
ولم يكلفكم ذلك الا التفكر بضمير,
بمصداقية,
باخلاص,
وبعبور الشارع الى الجهة الاخرى, حيث تنظر تلك المسيكنة المحاطة بالوحوش، للصغيرات وهن يخرجن من ( حفلتكم التحجيبية), وتتحسر,,
ليس على على حجاباتكم الرخيصة الملفوفة بالشهوة,,
بل على ضمائركم الميتة.