من هي مرجعية السيد العامري و هيئة الحشد الشعبي؟(1)



ابراهيم الحريري
2015 / 9 / 3



طرأت، خلال الأيام الماضية، تطورات لافته على مواقف و سياسات هيئة الحشد الشعبي و رئيسها السيد العامري غير المنتخب و غير المعين(لم اعثر,حتى الآن، على وثيقة او امر ديواني يحدد الوضع القانوني للسيد العامري، هذا بينما تروج شائعات تؤكد ان الرئيس الفعلي، او المرشد الروحي، المحلي، للسيد العامري و لهيئة الحشد الشعبي، كأمر واقع، هو السيد المالكي)
معلوم ان السيد العامري ونائبه المهندس قاما، قبل ايام، بزيارة لرئيس هيئة القضاء الأعلى، السيد مدحت محمود اعلنا خلالها ان القضاء( اي السيد محمود) الذي تطالب الملايين باستقالته كخطوة اولى باتجاهأِأصلاح القضاء،يؤيدها في ذلك الناطق باسم المرجعية الرشيدة ،خطيب الجمعة في كربلاء، السيد الكربلائي، هذا فضلا عن التصريحات والمطالبات المتكررة الصادرة عن السيد مقتدى الصدر و السيد العبادي،اعلنا ان السيد مدحت المحمود هو خط احمر. اعقب ذلك في اليوم التالي بيان- او تصريح - صادر عن هيئة الحشد الشعبي يعلن ان الحشد س "يدافع" عن القضاء ( اي السيد الممود ) و النظام و الدولة! لكن لدى مراجعة الفتوى الصادرة عن السيد السيستاني، وهي دعت الى " الجهاد الكفائي" لمواجهة الأخطار التي تشكلها داعش على العراق وشعبه، و التي بموجبها تشكل الحشد الشعبي، لم يرد اسم السيد المحمود، الا اذا اعتبر السيد العامري،ان السيد المحمود هو رمز للنظام و الدولة في العراق! و يصح ذلك اذا اعتبرنا المحمود ، قياسا على الدور الذي كان يلعبه، و الذي يراد له ان يستمر في ادائه, رمزا لنظام و دولة الفساد و المحاصصة، ليس ، فقط، كقاض، بل كمحامٍ للشيطان!
كيف" تطور" موقف السيد العامري و هيئته، من مدافع عن الوطن بوجه المخاطر التي يشكلها داعش، بحسب فتوى المرجعية، الى مدافع عن السيد المحمود و النظام الذي برّر له ودافع عنه، كما برّر، من قبل، لنظام صدام حسين ودافع عنه؟
يكمن الأمر في موقف السيد العامري من الموجة العارمة و شارك فيها مئات الآلاف – مؤخرًا الملايين- من العراقيات و العراقيين، ضد الفساد و الطائفية و المحاصصة، مطالبة باِلأَصلاح و التغيير.
اثارت هذه الموجة قلق السيد العامري(لا ندري لماذا؟!) فطار الى طهران، من بين من طار، و مكث هناك، كما جاء في الأنباء، يوما واحدا، و عاد يعلن، شأنه شأن اكثر المتورطين، الذين لم يجدوا بدًا من الأنحناء امام العاصفة، عاد ليعلن تأييده ل"حزمة" اصلاحات السيد العبادي، مُبديًا، في الوقت ذاته، تخوفه من الحراك المتعاظم، المتطور، سعة و شعارات، بدعوى انه يمكن ان يضعف "المواجهة" مع داعش، ! كأن من تسبب في وجود داعش على الأرض العراقية و الفظاعات التي ترتكبها بحق العراقيات و العراقيين، من كل دين و مذهب و ملّة، هم المطالبون بالتغيير، لا الذين شخّص بعضهم تقرير اللجنة البرلمانية، و على رأسهم "كبيرهم" السيد المالكي.
ثم قصد السيد العامري النجف بامل السماح له بمقابلة السيد السيستاني، و عندما لم يحظ بذلك، انتقل الى اللقاء بمرجع آخر و عبر له عن مخاوفه من" تاثير" المظاهرات السلبي على مواجهة داعش، كما نقلت الأنباء، التي لم تورد ما اذا كان اللقاء اسفر عن تأييد المرجع لموقف السيد العامري.
و عندما لم يجد السيد العامري سندا محترما لموقفه، قفز للألتقاء بالمحمود! كان كل منهما يحتاج للآخر...
و هكذا استبدل السيد العامري المرجعية الرشيدة بالمشبوه غيرالمحمود، و مواجهة داعش بمواجهة الحراك الشعبي المطالب بالأصلاح و التغيير...