قراءة ,, حول المراه العراقية



سلمان محمد شناوة
2005 / 10 / 21

المراه العراقية ,,بين الواقع ,, ,, والامل

المراه العراقية مثلها مثل الرجل شاركت بكل نواحي الحياة ,, وربما رغبتها بالحياة اكثر ,, فالعراق الخارج من دهاليز الدولة العثمانية ,, التي كانت تجعل العراق فى الخطوط الخلفية لحضارة الانسان فى القرون السابقة ,,نجد العراق عاني من كل شي , من استبداد دولة تجعل العراقيين درجة ثانية بعد الاتراك ,, والاقطاع ,, والجهل ,, والظلم ,, والاستبداد ,, والعادات والتقاليد ,, وقطاع الطرق ,, وبعد مسافة بين الاهل ,, والزوج ,, وبعد المسافة بين الحق ,, والواقع وبعد المسافة ,, بين الجهل والعلم ,,,

فترة الستينات والسبعينات من القرن العشرين ,,يمكن اعتبرها العصر الذهبي للعراق ,, حيث تحرر العقل والمنطق ,, والانسان العراقى من الكثير من الموروث ,, الثقيل على قلب العراقيين ,, فالعراق انفتح على كل الدول والافكار والاتجهات الفكرية ,, مرت الكثير من التجارب المؤلمة ,, التيارات الشيوعية والاشتراكية والليبرالية التي مرت على العراق ,, دخول التلفاز والراديو ,, انتشار الكبير للصحف ,, القدرة على انتشار الاراء ,,تطور تدريجي ,,, ولكن كانت هناك قدرة كبيرة على الكلمة ,,,

وكل ذلك المراه,,, وان كانت مثقلة بعادات وتقاليد ,, وان كانت مثقلة ,, بقيود الدين ,, وان كانت مثقلة ,, بحيطان البيت ,, واسوار الزوج والاخ ,, الا انها استطعت ان توجد لها كيان مستقل ,, كيان ,, جعل للمراه العراقية ,, تواجد واسم ,,وقدرة على التجمع للوقوف امام ,, تيارات ظالمة او مستبدة ,, تيارات نست او تناست المراه ,,
يكفى انه فى نهاية السبعينات ,,, حقق العراق نصرا ,, كبيرا وهو القضاء على محو الامية ,,, وبهذا النصر شمل المراه مثلما شمل الرجل ,,,
حتي كانت ثمانينات القرن الماضي ,,,
فالمراه التي تزوجت فى اوساط الثمانينات ,,, لم تهنا بعرسها وزوجها ,, الا قليلا ,, حتي ياتيها خبرا انه قتيل او مفقود او اسير او معوق حرب ,, هذه ماساة ,,,,, ومأساة كونه مفقود !!!! ماذا تعني هذه الكلمة ,, انها الدمار ,, فليس هو اسيرا فتنتظره ,, وليس هو ميتا ,, فتحزن عليه ,,, انما حزنت على نفسها ,, وتقوقعت حول انوثتها ,, اختزنتها ,, فى خزانة النسيان ,, فلا يحق اكمال مسيرة حياتها ,, والعادت والتقاليد ,, ونظرات الاهل ,, واهل الزوج ,, وذئاب المجتمع ,, وكلما سار بها الزمان ,, تقادم عليها ,,, الاحساس ,, بعدم الامان ,,حين يحاول الكل التقرب منها ,, يرغبون بعلاقات لا التزام بها ,, ونشوة ,, فى ظلام الليل ,, وخلف ستار ,,, وجهادها ,, الذى لا مثله من جهاد فى المحافظة على نفسها ,, والقانون والدين ,, الذى لا يسمح لها ,, بالحداد ,, ,, والبقاء لسنين ,, فط للتاكد من حياته او وفاته ,, فيجب انتظار اربع سنوات للحكم لها بوفاة الزوج ,, ومشكلة ازدواجية الدين والقانون حيث لا يعترف احدهما بالاخر ,, فان اخذت قرار من قاضى المحكمة بوفاة الزوج لا يعترف فيها الدين ,, حتي تاخذ الموافقة من المرجع الديني ,, وان اخذت الموافقة من المرجع الديني ,,, لا تستطيع ان تفعل شيئا الا بموافقة القانون ,,, والجوء ,, الى الممرات الخلفية لتتذكر انها انثي ,, فياتي من يحمل الفتوى الشرعية ,, للزواج فى الغرف المغلقة البعيدة عن الاهل والمجتمع تحت مسميات زواج المتعة او المسيار ,, او الزواج العرفي ,, ومن يحمل لواء هذه الفتاوى لا ينظرون للمراه الا ,,, فراشا للمتعة مجردا من اى التزام نحوها ,, او ابنها اذا (( لا قدر الله كان لها ابن من هذا الرغبة ))
كم تمنيت من يحملون فتاوى المتعة والمسيار على ظهورهم واكتافهم ورؤسهم يدللون بها فى كل محفل او منبر ,,, سعوا الى اصدار قانون لا ظهار هذا الزواج الى العلن ,,, فان كان هذا الزواج يحقق لها اكتفاء طالما احتاجت له ,, ولا تستطيع ان تصرح به الا من خلال القنوات المظلمة ,, فان اصدار قانون ,, يحفل للمراه كرامتها من الامتهان ,, ولغط الناس .
.
للقانون مسيرة من احتياج الناس الى تثبيته على اساس انه عرف ,, الى جعله قاعدة قانونية مكتوبة ,, فى تشريع يفيد الناس ,,, هذا النوع من الزواج ,, اذا كان يفيد الناس ,, ومع الاقرار به كقاعدة قانونية ,,, واخراجه للنور ,, حتي لا تتجه اصابع الاتهام والشبه الى هذه وتلك ,, يجب ان يكون به ما يحفظ حقوق الزوجة ,, والابناء ,, ولا يبقي ,, شرعا ,, يمارس فى الظلام ,, فكل شي يمارس فى الظلام لا اعتقد ان الله يرضى عنه ,,, وثيقة الزوج يجب ان توثق فى دائرة عدلية سواء محكمة او كاتب عدلى ,, وتحفظ وثائق الزواج هذه كما تحفظ عقود الزواج الدائمة ,, لا بد من الحفاظ على كرامة المراه ,, لانه بخلاف ذلك ,, سيتولد لدينا افرادا ,, هم نصف المجتمع ,, حاقدين على النصف الاخر ,, وبدل البناء يكون الهدم .

وفى قراءة بسيطة فى القوانيين العراقية ,, ومع ان المراه العراقية تسعى لافضل منها ,,, وبمقارنة بسيطة بين المراه العراقية ,, والمراه السعودية المحرومة حتي من
قيادة السيارة ,, نجد ان وضع المراه السعودية مع ضيق الافق فى القوانيين التي سنت للمراه السعودية ,,, افضل حالا بكثير ,, من المراه العراقية ,,,,

لقد فقدت المراه الكثير ,, من رصيدها الفكرى والثقافى ,, والمعنوى ,, وتراجعت كثيرا الى الخطوط الخلفية للمجتمع خلف اسوار البيت والعباءة والتقاليد والاعراف ,,والنظرة
المتعالية عليها ,, ثم تراجعت اكثر بسبب الحروب التي شنها العراق ,, فكانت حصادا للحروب وهى فى فى خطوط المجتمع الخلفية مثلما كان الرجل حصادا للحروب فى خطوطه الامامية ,,فصارت المراه العراقية تحمل بين طياتها الارملة والمطلقة ومكانة الام والاب معا لغياب الاب القصرى والطويل عن البيت ,, كذلك زادت صفحات الالم بعد التحرير او الاحتلال كيفا اردنا ان ننظر ,, للامر ,, حيث حملت هموم المجتمع ,, وتركت ,, اماكن الصدرة لتحافظ على ما يمكن المحافظة عليه او انقاذ ما يمكن انقاذه من انوثتها ,, او احساسها كاامراه ,, بعدما توارت خلف اسوار المجتمع والعباءة واعراف المجتمع العشائرى ,, والذى امتد حتي حواضر المدن الكبيرة مثل بغداد والبصرة والموصل
فى العراق كل شي اصابه الذبول والرجوع للوارء ,, مليون سنة للخلف ,, كأن تركيب المجتمع العراقي ,, تم تركيب مفرداته من المتناقضات ,,, وفلسفة حياتنا طغى عليها اللون الاسود ,, ونداء الموت ,, وفلسفة زيارة القبور ,, وتركنا حياتنا الدنيا ,, يرتع بها الغرباء ,, وانزوينا ,,, الى ركن لا يستقيم ابدا مع التطور العصر الحديث ,,,
والمراه ,, شاء لها القدر ان تكون فى اسفل التطور الحضارى للانسان ,, وكذلك شاء لها القدر ,, ان تتحمل رزايا المجتمع والعشيرة والرجل ,,,