اضحية العيد



شذى احمد
2015 / 9 / 25





يقال عن الدين والتراث ثم العبر المستخلصة منه والدروس بانها القيم الاخلاقية التي تحفظ للأمم صورتها الساطعة والمشرقة امام الاخريات اللاتي يتنافسن معها بعادات وتقاليد وطقوس وان كانت
مختلفة الا انها تهدف لارساء نفس المثل والمبادئ



...فريضة الحج واحدة من الاركان الاسلامية الخمس يتطلب ادائها
حج البيت من استطاع اليه سبيلا.... القيمة الاخلاقية والدينية للحج تعلم المساواة والاحساس بالاخر ،يليها مشقة البحث برحلة الحج عن تلك المعاني السامية التي تميز الجنس البشري عن غيره من المخلوقات التي نسميها غير العاقلة لتفوقنا عليها! .اليس كذلك

ومن الطقوس المصاحبة للحج هي ذبح اضحية العيد والمتخصصون بالدين اوسع اطلاعا عن فوائدها ،فترى بسبب توافد الحجاج كثرتها ونفوق تلك الاضحية في الطرقات ورميها بالنفايات امر لا يبرر من قريب او بعيد ما قيل عنها وعن اسباب وجودها كطقس . قرون ولا يجرؤ احد على مناقشة هذا الامر . فعلينا تنفيذ وتأدية كل شيء بمنتهى الخنوع ولا يرفع احد رأسه متسائلا كيف نحج واخوتنا في العراء. كيف نحج وبيوتهم مسبية من قبل رعاع الارض واراذلها ، اولئك الوافدين من كل حدب وصوب ، ابتغاء مرضاة غرورهم واشباع غرائزهم النهمة. واحلال شريعة الغاب باسم الدين. لما لم يستعمل مسلم او مسلمة هبة الله عقله ويتسائل ايحق لي الحج والاضحية من شعبي وناسي لا مواسم لها ،ولا مواصفات مترفة بعضها كبيرة واخرى صغيرة ثالثة تحبو ورابعة رضيعة لم تفطم. خامسة تتعلم سقاية الزرع النابت في اصص الشبابيك المهدمة. سادسة تلتهم اوراق كتابها التهاما قبل احتراقها بنيران حكومتها او تحالف لا يميز بين اخضر ويابس. وضحية سابعة تجذل ضفيرتها وتتطلع لمرأتها لأول مرة متحسسة انوثتها التي تناهض جشع تجار الموت والاسحلة والدمار. وثامنة عرف قلبها لحنا جديدا عجبت من تسلله لقلبها وسط ضجيج الاحزان.وتاسعة بينها وبين العسل قاب قوسين او ادنى. وعاشرة نحرت لعينيها النجلاويتين وفمها الذي ما زالت قطرات الحليب ترطبه. من من تلك الملايين التي يعلو وجوهها الخشوع والايمان ـ ولست اشك بذلك ـ من منها قال لا حج في عامنا هذا ، ولا اضحية تنحر بل ندخر المال والجهد لايواء اخواننا المسلمين المشردين في بقاء الارض. اولئك الذين تفترسهم اسماك البحر او ينحرون على اسوار اوربا العالية. من من الحجاج هزته صبية نحرها الغزاة باسم دين وشريعة احلوها بانفسهم فسال دمها الطاهر حارا راعفا، لكنه لم يحرك مشاعر ذوي الدماء الباردة. اولئك الحالمين بجنان طقوس لا مواقف. جنان مراءة لا جنان شجاعة. تنتظرهم في العالم الاخر

هذه اضحية العيد التي لا ايام محددة لنحرها ،واولئك هم المسلمين الذين يتخيلون عدالة بعلم الغيب ، وهي اقرب اليهم لو ارادوها. لكنهم عنها معرضون ،فهي تكلفهم غاليا. تكلفهم صدق ايمانهم وعقيدتهم باسباب الحج التي اقيمت من اجله هذه الشعائر. ليعيش من مثلهم من المسلمين بضياع وتشرد ،فلا يلتفوا اليه طالما هم في امان وسكينة ببيوتهم .