همسات في أذن الرجل الشرقي



مصطفى حسين السنجاري
2015 / 10 / 20

همسات في أذن الرجل الشرقي

المرأة بالاهتمام تملكها
بالاحترام تستعبدها
الدين المعاملة
والمعاملة أخلاق
والأخلاق تهذب الانسان
عاملها بلطف تعاملك مع أرق المخلوقات
انسانيتك تتجلى في طريقة تعاملك مع الآخرين
هي شريكة حياتك
من ربطت مصيرها بشخصك
ظنا منها أنك من يستحقها
ويستحق خزائن عشقها وبيادر حبها
تفرش بين يديك أنوثتها وجاذبيتها
لتمنحك الحب والحنان دون باقي البشر
لا تخذلها بطباعك الشرقية
ولا تعد إلى جاهلية القوم بقساوتك وغلظتك
ولا تجردك من أنبل سجايا الانسان
مع كائن رقيق خلقه الله لامتاعك واشباعك
حافظ عليها من الكسر والخدش
كما تحافظ على أناقة ملبسك
كما تحافظ على سلامة سيارتك
وسلامة أعضاء جسمك
فهي النصف الثاني منك
النصف الأرق الذي يشقى لتوفير الراحة لك
هي سجينتك اعتقلتها بين جدران أربعة
وأصبحت أمانة عندك
أهلها وجدوك كفؤا لصونها فصنها
وتوخوا فيك الشهامة والأهلية لامتلاكها
لو حاولت خدش مشاعرها تذكر أمك
وأختك وابنتك بين يدي غيرك
يكفي أنها ربة منزلك وأم لأطفالك
والمشرفةعلى تربيتهم في غيابك
وفي غمرة انشغالك
توقظك في الصباح وقد أعدّت لك الفطور
ولأطفالك وعائلتك
وجهزت لك ملابس الدوام
وتجهز لك الغداء والعشاء
فتكنس وتطبخ وتجلي كالآلة الصماء
وترقد بين ذراعيك متى طلبت منها
دون تذمر ولا شكوى
راضية بما عليها من مسؤوليات
قانعة بقدرها المخلوقة لأجله
تعمل بدون ساعات عمل محددة
ولا راتب أو علاوات أو حوافز أو هدايا
تعمل بدون مقابل وبلا انتظار
حتى لكلمة شكر على ما تقوم به
دون أن تتذمر من ضغط العمل
ولا من رتابة العمل اليومي طول العمر
ألا تستحق بعد كل هذا قليلا من اهتمامك
الموزع بين عملك ومشاويرك
وقراءتك للصحف ومتابعاتك للتلفزيون
أو السهر خارجا بعيدا عنها
وتركها كالشمعة التي تحترق للأعمى
بلا اهتمام وبلا رعاية ولا شكر
وهي راضية منك بنظرة رضا
أو كلمة لطيفة تمسح عتها غبار التعب
وثقل بقائها بين الجدران الأربعة طوال النهار
ومع ذلك تمن عليها بأنك معيلها
وولي نعمتها ومن له الحق في توبيخها
والصراخ عليها وضربها في بعض الأحيان
هي المربية والخادمة
هي الزوجة والحبيبة والعشيقة
هي الطباخة والخياطة والكناسة
هي الحارسة والراعية
هي السجينة والأسيرة
ليس لها الحق سوى البقاء صامتة وساكتة
بل عليها أن تقبل يديها وجها وظهر
أنها حظيت بزوج في زمن العوانس
وما أكثرها في وطننا الاسلامي العربي
في شرقنا المتخم بالجهل
المقيد بالتقاليد والعادات البالية
ألا ترى أن وجودها في بيتك نعمة
فلم أنت تنفخ إن تأخر الشاي قليلا
ولم تصرخ إن تأخرت في المجيء بمنديلك
أو نسيت تلميع حذائك
تركت كل أهلها أعز الناس على قلبها
لتكون لك وحدك طوع أمرك
كن معها كما تتمنى لأختك زوجها يكون
فاجئها بالعمل ولا تخبرها بما ستفعل
فليس كالوعود الكاذبة
ما يطفئ فيها لذة الحياة
يسرق بسمتها ويعكر طيبتها
واخش عليها من الهواء والهراء
ولا تهجرها بلا سؤال
لا تحقّ{ معاناتها بل دقق في تفاصيلها
لا تتعلل على تركها بالظروف
بل اخلق الفرص لقضاء وقتك معها
هي بحاجة إلى رجل يؤنسها
يمنحها الأمان وليس ذكرا
يمارس غطرسته وسلطته عليها
لا تتركها بعد الزواج مهملة
كي لا تفقد فيها الحبيبة
ليست الرجولة الحقة أن تخاف منك زوجتك
بل الرجولة أن تحتمي فيك من غدر الزمان
أن تجدك الدفء ساعة البرد
وتجدك النسمة ساعة الحر
وتجدك المنديل الذي يمسح دمعها
والصدر الذي تتوسده
والقلب الذي يداعب نبضها بحنان
كن رجلا لها ولا تكن رجلا عليها
تحية اجلال وتقدير لكل امرأة
أما
وأختا
وزوجة
وبنتا
عاملة
أو ربة بيت
متزوجة
أم على أبواب