زواج الاكراه والقاصرات من يتحمل مسؤوليته


سناء بدري
2015 / 10 / 27

رغم اننا اليوم في القرن العشرين الاان زواج الاكراه والقاصرات لازال يمارس في وطننا العربي ومجتمعاتنا الاسلاميه.
والسؤال المطروح من يتحمل تبعية ذلك وما هي الاسباب التي تساعد على بقائه ووجوده وحتى تشجيعه والقبول به.
يجب الاعتراف ان الموروث الديني وسماح الشرع به لهو اكبر مسؤول على القبول به وتشريعه .ان الاقتضاء بما مارسه الاولون قبل 1400 عام اي منذ ظهور الاسلام وزواج النبي محمد بقاصر جعله مقبولا بالاضافه الى الاحاديث التي تسمح بزواج القاصر عندالبلوغ.
لكنه اليوم وفي زمننا الحالي ليس مقبولا .ان استنساخ الماضي على الحاضر يجب ان يستخلص منه العبر ,واذا كانت هناك ممارسه خاطئه في ذلك الزمان قام بها الرسول ومن بعده اصحابه لا يجب ان تطبق حرفيا لان الظروف الذاتيه والموضوعيه في ذلك الزمان تختلف عن ما وصلنا له من فكر ومنطق وعقل ووعي وحقوق.
فالحقائق العلميه تشير ان الفتاه لاتكتمل نموا كاملا الا بعد بلوغها سن الرشد اي الثامنه عشر وما فوق بالاضافه الى ان ممارسة الجنس مع القاصر يؤدي الى مضاعفات مرضيه اذ ان النمو للفتاه ليس تاما. ان القاصر تعتبر طفله, حتى من جهة الوعي والادراك اي ان النمو العقلي ايضا ليس كاملا ,فيجب مراعاة سن البلوغ للفتيات وحقوقهن المدنيه في الرفض والقبول.
لو قفزنا عن الوازع والمفهوم الديني نجد ان المجتمع متأثرا به بالاضافه الى الجهل والتغيب في حالة مجتمعاتنا فما يمارسه رجال الدين وعلماء المسلمين من تشجيع ومباركه على مثل هذه الزيجات يجعله مقبولا على قطاع كبير من الاهالي الجهله والمغيبين والفقراء بأن ما يقومن هو الصواب بعينه.
لاننسى هوس مفهوم الشرف لدى ذكور مجتمعاتنا وخصوصا الاباء يجعلهم يسرعون من زواج بناتهم وذلك للتخلص باكرا من هم رعايتهن حتى لا يلوثوا سمعة وشرف اسم العائله في حالة الوقوع في الخطيئه.
بالاضافه من التخفيف من العبئ المالي اذا كانوا فقراء او المقايضه والربح المالي اذا كان المتقدم للزواج ميسور الحال فتصبح عملية الزواج تجاره بيع وشراء ومرابح .
من ضمن من يتحمل المسؤوليه على استمرار هذه الافه هي الدوله التي لا تسن قوانين للمحافظه على الطفوله وحقوق القاصرات. فهي لا تصدر قوانين رادعه فعاله تقاضي وتحاسب وتفرض قيود على هذه الظاهره.
ان انتشار الجهل والفقر والاميه بالاضافه الى الحروب والنزاعات جعلت مثل هذه الافات ان تبرز وتمارس بلا حسيب ورقيب..
مع الاسف هناك استغلال بشع ومهين من قبل الاثرياء والاقوياء والقوادين تمارس على اللاجئات السوريات مثلا بشكل خاص نتيجة ظروفهن من العوز والفقر واللجوء.
اليكم هذا الرابط..كيف يجعل من اثرياء الخليج والسعودين وغيرهم من كبار السن يستغلون القاصرات بوهم الزواج بعد ان تخلوا عن ضمائرهم وانسانيتهم متذرعين بفكرة ان ما يقومون به هو حلال شرعا ولا يدخل تحت بند الاستغلال والانحلال الخلقي والتجرد من الانسانيه
https://www.facebook.com/video.php?v=478504125663691&set=vb247474595433313&type=2&theater
قد اكون ابتعدت عن فكرة المقال قليلا لكن نبقى مع زواج القاصرات السوريات الذين يستغلهم مواطني مشعلى الحرب السوريه من مواطني السعوديه والخليج.
لم تكتفي دول الخليج برفض قبول اللجؤ للسورين الهاربين من جحيم النزاع والارهاب في بلدهم ,ها هم رجالهم وقواديهم يستغلون ويهانون النساء السوريات لاغتصاب طفولتهم واستغلالهم .فهنيئا لكم باخوانكم في الاسلام والعروبه. لا بل هنيئا لكل نساء اوطاننا العربيه والاسلاميه بهذا التخلف والجهل والموروث الديني المحافظ على اصالته والذي يرفض الاصلاح والغربه وقبوله انسانيا .
زواج القاصرات والاكراه يعتبر دعاره اخلاقيه وحتى انسانيه وان سمح بها الموروث الديني في فتره من الفترات لكنها اليوم يجب ان تصتأصل ويجب رفضها لا بل ادانتها وشجبها.
على صعيد اخر هناك حالات من زواج القاصرات تؤرق مضاجع الدول الغربيه التي تعتبر عن حق بأن زواج القاصرات يعتبر جريمه يحاسب عليه القانون .فهي اغتصاب للطفوله والحقوق والحريه.
عدد طالبات الجؤ القاصرات المتزوجات من رجال اكبر منهن سنا يزداد وهنا تجد هذه الحكومات نفسها بمواجهة مسؤولية قبول مثل هذه الحالات وكيفية التعامل معها قانونيا واخلاقيا وانسانيا ومن ناحية ضمان الحقوق.
هذا رابط خبر عن زواج القاصرات السوريات اللاجئات الى هولندا
http://www.ahewar.org/news/s.news.asp?nid=2198563
الحكومه الهولنديه تجد نفسها عاجزه عن تطبيق القاوانين بالاضافه الى الانتقادات التي تتلقاها من منظمات حقوق الانسان والمرأه وغيرها من المنظمات النسائيه.
نعم هاي هي بضاعتنا وقهرنا وذل نسائنا واستغلالهن ومهانتهن نعرضها على الاروبين وبالاخير نتهمهم بانهم لا اخلاقين فهل من سميع ..ومتي تتوقف جرائم اغتصاب حقوق نسائنا في اي قرن يا ترى.