النص حمال أوجه



منعم وحتي
2015 / 10 / 28

ما الذي يعطي لنص أيا كان، حصانة تجعله غير قابل للنقاش او التاويل او حتى الاستنباط ؟

هل اللغة حين تكون مشددة او مخففة في نص قرآني، لا تسمح بمجال التأويل العقلي لتكييف تطبيق النص مع إكراهات معيش الناس، فمن يوصي ليس كمن يوجب او يحرم او يبيح او يلزم.

هل الصيغة التدريجية التي أتى بها الموقف القرآني من الخمر، لا يحيل على إعمال نفس الالية مع إرث الاناث، خصوصا ان التحول المجتمعي للقبائل القرشية زمنيا، سمح بمرونة التدرج، لكي لا يكون القطع ضربا من زعزعة معيش الناس.

فالمرور من وأد البنات الى المناصفة أيضا، ما كان ليتلاءم إذاك مع معيش الناس، لكن اعمال التدرج قياسا مع تطور التشكيلة الاجتماعية النشيطة الحالية يقتضي قراءة مجددة، تأخذ اكراهات عيش الناس بعين الاعتبار، وتحول المرأة الى محور اساسي في إنتاج الثروة.

ان ما نحتاجه ليس حراسا للمعبد، بل من يحكم عقله و روحه حين تمس كرامة الناس من طرف بعض الناس، و أكيد أن في أي ملة مجددون تنويريون يجرؤون على اجتهاد في قراءة النص، يرفع الجمود على النص.

ليس المهم من أثار إشكالا بعينه، و لكن المهم هل الاشكال جدير بالطرح، فلا القدح المجاني و لا التكفير او الاخراج من الملة يمكن ان يقدموا نقاشا صحيا من هذا النوع، فأعداء الملة يمكن ان يكونوا من داخلها حين تحكم تأويلاتهم مصلحة ذاتية.

" فحيث وجدت المصلحة فثم شرع الله ".

منعم وحتي / المغرب.