رسالة إلى امرأة ناضجة جدا



مصطفى حسين السنجاري
2015 / 10 / 29



نعم سيدتي نحن مشتركان
في إنسانيتنا
والكثير من طبائعنا
في المشتهى والمبتغى
في الحواس الست
لكن هذا لا يعني
أن ألغي أنني رجلٌ وأنت ست
ليس كلانا رجل
وليس كلانا أنثى
فالأنوثة سمة الأرق
قلبا وقالبا
لسنا المخلوقين الوحيدين
في الكون
نتقاسم الذكورة والأنوثة
فكل شيء حي
يتكاثر بالتناسل
من حيوانات ونباتات
وطيور وأسماك
حين أقول أنك أنثى
معناها أعترف بوجودك الحقيقي
وأعرف قيمتك ومكانتك محفوظة
حين أعترف بأنك هدية الله لي
أفرض على نفسي أن أصونك
وحين أعترف بأنك من ضلعي
يعني بأنك نصفي الآخر
هذا لا يعد نقصا
بل ميزة وهبها لك الباري
فشرّفك بالأنوثة والأمومة
وخصك بمفاتيح العشق والحنان
وخصك بما يعجز الوصف
أنت مكانك القلب
وليس أن أرسم لك شاربا
وأربط في خصرك نطاقا
لتكوني عاملة بناء
أو عاملة كهرباء
أو سائقة حافلة أو طائرة
فطبيعة جسدك البض الطري
خلق لخلق اللطف في الحياة
نحن نصفا الحياة
بدون أحدنا لا يكمل الثاني
سيدتي
ولأنك الأجمل والأعذب والأحلى
زيّن الله بك جنائنه إغراء لعباده
وحافزا للعمل الصالح في الحياة الدنيا
ليفوز بك هناك
كل قانون يفرض عليك
ما فرض على الرجال مجحف وجائر
كل قانون يساويك بي
في الحقوق والواجبات مجحف لك
عم سيدتي الأمر كما تفضلت
ولكن مهما بلغ نضجك
لا يتيح لك أن تكوني أبا
وأن لا تكوني أما في حالة الزواج
هي الطبيعة التي لا يمكن الاحتيال عليها
ولا التغلب عليها
لك جسد خاص بك
ولي جسد خاص بي
وأشيائي هي غير أشيائك
مهما حاولنا العبث بهذه الطبيعة
نكون كمن يناطح الصخر
أو يحلب الذكر
أنا لا أحدد ما تريدينه
لك أن تطلبي كل شيء
وأي شيء ضمن نطاق قدرتك