لا تظلموا المطلقات



سناء بدري
2015 / 11 / 9

لا شك ان نسبة الطلاق في مجتمعاتنا اخذة بالارتفاع نتيجة عدة اسباب.منها الفروقات العمريه بين الازواج خصوصا وان هناك حالات يكون فيها الازواج بعمر اباء زوجاتهم.الفروقات الاجتماعيه اي بين الاغنياء والفقراء.الفروقات الثقافيه التعليميه.الخيانات الزوجيه. زواج الاكراه, والمتعه, والزوجه الثانيه .الاوضاع الاقتصاديه.الخلافات الزوجيه واختلاف الطبائع.المشاحنات بين الحماوات والازواج.الغيره القاتله.عدم الانجاب او كثرة الانجاب والتنصل من اعباء مسؤولية اعالتهم.العجز الجنسي او البرود الجنسي و و و و.
اعداد المطلقات اصبحت نسبتهم مرتفعه في مجتمعاتنا الذكوريه الذين ينظرون الى المطلقات بنظرات تشفي او استغلال او رفض او تحميلها كل الذنوب وتبرئة الرجل .حتى اذا حمل المجتمع الرجل المسؤولية والذي هو بالفعل سبب المشكله. تبقى هي الحلقه الاضعف والتي تتحمل تبعيات واخطاء طلاقها.
ملاين من حالات استغلال المرأه جنسيا والظفر بها ومن ثم طلاقها وتركها مع تحميلها مسؤولية اعالة وتربية الابناء اذا وجدو او الحالات المضاده اخذ الابناء منها وحرمانها منهم.
النظره الدونيه للمطلقه على اساس انها سهلة المنال لذا يطال من سمعتها ويحاول الكثيرين التحرش بها.
في مجتمعاتنا لا يوجد ضمان دخل للمطلقات لذا فالملاين منهن يقعن تحت طائلة العوز والاحتياج خصوصا الغير متعلمات منهن والغير مستقلات اقتصاديا.
لذا فأن المطلقات في مجتمعاتنا مظلومات بشكل خاص واضعاف مضاعفه من ظلم ومهانة كينونة المرأه العاديه بشكل عام.
نحن نرى ان على المرأه التحرر من تبعية الرجل اقتصاديا وان تتجهه الى العلم والعمل حتى في حال حدوث الطلاق ان تكون قادره على اعالة نفسها واولادها اذا كانوا تحت رعايتها.
على الاهل الاباء والامهات ان يدعموا ويتفهموا بناتهم المطلقات لا ان يقفوا لهم بالمرصاد ويحملوهن وزر حالاتهن واوضاعهن.وان تكون ابواب بيوتهم مشرعه ومفتوحه لبناتهم من اجل استقبالهم اذا حدث الطلاق لا اجبارهم على العوده في حالات صعب حدوثها او قول جملة اتحملي ما يجري لك وهذا هو ذنبك ونحن غير مسؤولين عنه.
في المجتمعات الغربيه المطلقات لا يواجهن نفس مشاكل مطلقات مجتمعاتنا اذ ان القوانين والحقوق مصانه لهن والمجتمع والعائله لا تجد حرج في ان هذه مطلقه او عزباء او حتى ام بلا زواج.
لماذا يجب على المطلقه ان تشعر بالنقص او الخجل وحتى العار بسبب حالتها الاجتماعيه .
لماذا هذا الاستغلال البشع من ذكور مجتمعاتنا ومحاولة التحرش بالمطلقات ومحاولة استغلالهن.ومن رسخ فكرة ان المطلقه رخيصه وعاهره وانها سبب ازمتها.
ان الطلاق حالات اجتماعيه لا دخل لها بالشرف والاخلاق ولا بالدين وعلى المجتمع ان يتقبلها.
اذا كان البعض يعتقد ان الدين والمجتمع والعادات في مجتمعاتنا حافظت على انخفاض نسب الطلاق عنها عن المجتمعات الغربيه فهو واهم ولا اريد ان اجزم انها في بعض المناطق تضاهي لا بل تتخطى المجتمعات الغربيه.
الطلاق هي حالات اجتماعيه غير مقتصره على الدين ولا العادات والتقاليد .لكن الدين احيانا لعب دورا على استفحال هذه الحاله بتسيهلها وقبولها شرعا وسهولة تطبقها.
اما اسباب ومسببات الطلاق والنتائج المترتبه عن تبعيات الطلاق فهي امور اجتماعيه حياتيه يجب ان تقابل بشكل يرقى الى مبادئ حقوق الانسان والحريه والاختلاف واستحالة دوام الزيجات لاسبابها المختلفه.
يجب ان لا يكون الطلاق هو المرحله الاخيره من حياة اي امرأه وعليها ان تتبابع مسيرتها وحياتها. واذا كانت في سن يسمح لها بالزواج مجددا فهذا تابع لرغبتها بتكرار المحاوله او رفضها, وعلى المجتمع ان بتقبل وضعها الاجتماعي الجديد بشكل عادي لا ان يشكك ويتوجسس ويتحسس ويستغل.
يجب ان لا توضع العراقيل برفض اشغال المطلقات نتيجة وضعهن الاجتماعي الجديد فقبولهن في العمل ليس منه او وضع اجتماعي يحتاج الى احسان قدر ما هو مؤهلها العلمي او العملي في اشغال الوظيفه.
اذا قبلت بوظيفه هذا لايعنى انه هناك طريده يسهل اصتيادها و لا حرج في مضايقتها و التحرش بها.
مع الاسف رغم كل ما قيل فمجتمعاتنا ظالمه ومجحفه تجاه المطلقات فحتى استأجارها لشقه سكنيه تواجه صعوبات ترفض في اغلب محاولاتها.
المطلقه مع الاولاد حظوظها في الزواج مره اخرى تكاد ان تكون معدومه.
لا تظلموا المطلقات لانهن لا يقدمن على الانفصال الا بعد ان يستنفذن كافة المحاولات للمحافظه على زواجهن. فهم يعلمون ما ينتظرهن في حالة طلاقهن فهذه ليست خطوه سهله وفي كثير من الحالات تكون فيها النساء ضحايا وقرابين لاخطاء وافعال الرجال.
على الدوله ان تساعد في سن القوانين للمحافظه على حقوق المطلقات من ناحية النفقه والمشاركه في رعاية وتربية الابناء وان تحظى بسكن وضامن دخل .
ختاما على المرأه ان تكمل تعليمها وان تستقل اقتصاديا وان تتزوج عن قناعه وترفض الاكراه وزواجها في سن مبكر وان تحاول اختيار الشريك المناسب الذي تصل معه لقناعه انه نصفها الاخر وبمثل هذه الخطوات وغيرها على الاقل تقلل من نسب الطلاق والانفصال .
من المؤكد انها خطوات مساعده لكنها ليست مانعه مئه بالمئه لكن فرضيات استمرار دورة الحياه الزوجيه للشريكين هي اكبر وانجح وأأمن وافضل.