الجنس كحق طبيعي بين العنف والمشاعة


امينة بوشايت
2015 / 11 / 11


يعتبر الجنس من الطابوهات المحرمة وخطا احمرا ولا يزال الكثير مهما تقدم فكريا ونظريا وتبنى الافكار التحررية الا انه لا ينسلخ عن النظرة الدونية للجنس وللمراة بصورة واعية او لا واعية تعتريه رواسب المجتمع والتقاليد وتسكنه التمثلات الرجعية للم يتخلص منها بفعل التربية والمحيط وتاثيرات خارجية واخرى موروثة في العادات المبنية على الفكر الرجولي والخرافة والحط من المراة باعتباره عنصرا ضعيفا لا يكتمل الا تحت الرجل وفي السرير واشباعها جنسيا...
وعندما نتطرق لهذا الموضوع لا نتطرق اليه بدافع خالف تعرف او تكريسا للفكر البرجوازي المائع بل لان هذه المواضيع لازال الكثير يجد الحرج ليخوض فيها كما ان مايسمى بالمشاعة الجنسية شيء مرفوض واصبح شائعا في الوسط من يسمون انفسهم يساريين تقدميين ليبراليون ماركسيون ..
بالرغم ان الجنس ضرورة انسانية وحالة طبيعية (حق طبيعي ) لا يوجد فيها المقدس ولا المحرم، ومسالة المشاعة الجنسية شيء دخيل على الثقافة الماركسية اللينينية ويمكنني في هذا الجانب أن أذهب إلى قول لينين : "انني اعتبر نظرية (( كأس الماء )) الشهيرة غير ماركسية اطلاقا ومعادية للمجتمع فوق ذلك، ففي الحياة الجنسية لا يظهر ما اعطته الطبيعة وحسب بل وكذلك ما تجلبه الحضارة من اشياء وضيعة او سامية، ففي اصل الاسرة يركز أنجلس على اهمية كون الغريزة الجنسية البسيطة قد تطورت وصقلت حتى اصبحت حبا فرديا، وليست العلاقة بين الجنسين مجرد تعبير عن الحركة بين الاقتصاد الاجتماعي والحاجة الفيزيولوجية، ان السعي إلى حصر تغير هذه العلاقات بحد ذاتها في القاعدة الاقتصادية للمجتمع مباشرة بمعزل عن علاقاتها العامة بالايديولوجية كلها لن يكون بالماركسية بل العقلانية . صحيح ان العطش يتطلب اطفاؤه، لكن هل يستلقي الشخص الطبيعي في الظروف الطبيعية وسط الطريق وفي الوحل ليشرب من بركة ماء ؟ او حتى من كأس مست حافته عشرات الشفاه . بل الاهم من ذلك كله هو الجانب الاجتماعي . ان ارواء الظمأ عمل فردي ، بينما في الحب يوجد شخصان عليهما ان ينجبا شخصا ثالثا ، كائنا جديدا . "
إن بهذا يمكن ان نجعله فنا في الحياة وطريقة تصريف الجنس وفق اسس علمية وليس اعتباطية و القاضي إلى تقوية الذات وتكوينها لتكون مؤهلة اكثر للمساهمة في القضايا الكبرى ، لا مجرد بقايا حيوانية غريزية لصيقة بنزوات الجسد وهكذا، يسري التقعيد القيمي لبعض الفرضيات الموروثة المحددة للفهم اليومي للممارسة الجنسية ، لعل أهمها محدادات الطّهرية وتقعيد اللذة وحجم استعمالها في حقل تتشكل فيه الهويات الجنسية من خلال إنشاء خطاب المحرّمات الجنسية في علاقتها بالدين، ومراقبة تداوله من أجل تيسير السيطرة عليه بالتشريع له والحد منه و حصره ضمن قطبي ثنائية المنع والإباحة، الجواز والتحريم.والغرض منه كبح هذه الغريزة للسيطرة على صاحبها .
وتبقى ممارستها رغبة متبادلة بين طرفين بالتراضي كما تبقى الطريقة والوضعية رهينة بالطرفين لاشباع بعضهما كما ان مسالة السادية الممارسة على احد الاطراف والمازوشية في تلذذ بتعذيب الذات في الجنس هو بشكل ضمني رغبة في ممارسة الجنس بشكل عنيف عن طواعية حتى تحقق الرعشة الكبرى وليس هناك ما سيدفع الرجل لممارسة العنف على المرأة اثناء الممارسة الجنسية الا إذا لاحظ ان لها متعة من وراء ولا تستقيم العملية الا به ويتخد هذا العنف اشكالا ماهو رمزي او مادي ولن ندخل في التفاصيل كثيرا حتى لانخرج من السياق العام وبالتالي لا يمكن تسميته عنفا ما دام يدخل في اطار المتعة وهذا موضوع مثير للجدل والنقاش، ولن يسمى عنفا على الاطلاق في حين نجد اكثر ان منظومة تشجع على العنف ضد الزوجة هو الاسلام الحنيف (آية النشوز)، وتعتبر الضرب اهم اسس تربية الزوجة باعتبارها ضلع اعوج يحتاج الى التقويم كل مرة بتجريدها من انسانيتها وكينونتها فماهي الى وعاء جنسي يخضع لرغبة الرجل وفقط والجنة للوصول اليها مرهونة بترضية الرجل الذي لايجب ان يغضب عليها دون مراعاة لمشاعرها ورغبتها انه ابشع استغلال باسم الدين .
اما مسالة شريكة وعشيقة فالاسلام هو من شجع على الاماء والي امرآة لن تقبل بوجود عشيقة في حياة الرجل فما بالك ان تشاركها سريره اما بالنسبة للشذوذ او ممارسة الجنس بطرق شاذة كما يحب البعض تسميتها، لا يمكن الحديث عنه في إطار العلاقة بين رجل وإمرأة.
وتدعو الضرورة في واقعنا الراهن إلى تناول السلوك الجنساني المغربي بالتحليل تمثلا وسلوكا وممارسة، من هذا المنطلق أمكننا تحديد وفهم هذه السلوكيات التي باتت تطفو هنا وهناك في المجتمع والتي يمكن دعوتها بالمحاكم الشعبيىة أو قضاء الشارع، التي يتم فيها الاقتصاص من المواطن أو تعنيفه أو إصدار أحكام قيمية وتقييمية لا تخلو من تبعات في حقه نظرا لكونه يخل بالأخلاق العامة ويكسر القواعد المعيارية بالخروج عن المألوف في نظرهم.