منظمات نسوية أسلحة دمار ضد المراة وضد قضيتها



منى حسين
2015 / 11 / 16

[email protected]
باعوا لنا الاوهام واستثمروا كل طاقاتنا النسوية والتحررية.. تسابقت معهم كل الحكومات وجندو الاعلام وكل مؤسساته التي ظللتها اوهام نقطة العبور عن طريقهم.. فلم نجد في نهاية الطريق الا مؤتمرات وبرامج خاسرة.. ترمينا سذاجة وترشقنا باحلام متوارية خلفهم وعن طريقهم يتم تحقيقها.. هوامش قلقة لا تعرف اين تستقر ومن اين تنطلق.. تصورات القوة التي بدات تاخذ قضية المرأة الى المجهول او اللاعودة.. ماذا يمكن ان تربي الجهات الربحية التي اعتاشت على ايهام النساء بأن التحرر والمساواة يصدر منها... وماذا يمكن ان تنجب المؤسسات البرجوازية لنا غير خراب يجر خراب.. منظمات المجتمع المدني صنعوها بعنوان الامل لكل المقهورات والمضطهدات والمعنفات.. بعنوان الحرب على العنف ضد المرأة يسوقون تلك المنظمات..
نشر موقع شبكة "سي أن أن" الأخبارية بتاريخ 8 / 11 / 2015 مقال بعنوان (لماذا لا يزال رجم النساء حتى الموت حقيقة واقعة في 2015؟)، وقدمت الشبكة المقال بـ"مقال لزينب سلبي، مؤلفة عراقية أمريكية، ومؤسسة المنظمة الدولية الإنسانية "نساء من أجل النساء" الدولية منظمة إنسانية، ومضيفة برنامج "نداء" التلفزيوني للمرأة في العالم العربي".
المقال يتحدث عن رجم الشابة الأفغانية روخسانا حيث تقول الكاتبة "السبب وراء استمرار ممارسة رجم النساء لا تنبع من الدين نفسه وإنما من دور الدين في البحث عن هوية جديدة في منطقة تعاني من الاضطرابات، حيث تمثل النساء رمزا مهما جدا لشرف العائلة. ولكن دعونا نبدأ من البداية: في الإسلام فعلا حكم الرجم لأولئك الذين يمارسون العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج. ولكن قبل الحكم على المشتبه بهم، يجب أولا أن يكون هناك أربعة شهود عيان على الواقعة نفسها، وهو أمر صعب جدا الحصول عليه في أي مكان في العالم. ثانيا، يتعرض كلا الطرفين من الرجال والنساء لنفس العقاب على قدم المساواة. ولكن المتشددين يتجاهلون تماما هاتين الحقيقتين، ويصرون على اختيار فقط ما يحلو لهم من الإسلام". وتضيف "ولم يسبق في التاريخ الإسلامي معاملة النساء بهذه الوحشية، سواء كان ذلك من خلال الرجم في أفغانستان والعراق وإيران أو الخطف من قبل جماعة "بوكو حرام" في نيجيريا أو الاغتيالات في ليبيا".
مقال لأمرأة اسست منظمة من منظمات المجتمع المدني مركزها في العالم المتحضر!!؟؟.. منظمة عنوانها النساء لأجل النساء.. تدافع عن مشرع رجم النساء وتطالب بتنفيذ هذا التشريع بمسمى الشهود الأربعة والمساواة في التطبيق.. أمرأة يتم طرحها لنا بعنوان الدفاع عن المراة وقضيتها.. أمرأة تقود منظمة ولها برنامج تلفزيوني يخاطب المرأة من أجل القضاء على العنف ضد المرأة؟؟!! تكتب مقالا تدافع فيه عن جهة تشرع العنف والأضطهاد ضد المرأة وتبرا ساحته مما أرتكب من جرائم ضد المرأة عبر تاريخه.. تحت وصاية اي كارثة تعيش البشرية.. تحت نتاج اي دمار تعيش الأنسانية.. عوضا عن رفض تشريع الجرائم والعنف ضد المرأة عوضا عن رفض مشرعيها ورميهم ورمي تشريعاتهم خارج حاضر الأنسانية ومستقبلها.. تأتي ألينا قائدة منظمة مجتمع مدني لمنظمة تدعوا الى وقف العنف ضد المرأة!!؟؟. تأتي لتروج لجريمة الرجم وتجمل مشرعها.. يالروعة ما يتم أتحافنا به من منظمات وقائدات للحركة النسوية من أجل التحرر والمساواة.. ومن قلب العالم المتحضر..
جهات لا تريد ان تفك شباك الاستغلال والاستثمار الذي انتج لها تاريخها وحاضرها الربحي سواء كان الاقتصادي او السياسي.. جهات لاهم لها ولا عمل سوى ترسيخ العنف ضد المرأة تحت مظلة الأسواق والأرباح.. ليس زينب سلبي وحدها فهناك الكثير والكثير على شاكلتها وعلى شاكلة منظمتها.. تم نسجهن داخل اقبية دوائر الراسمال والربح والأستثمار.. السياسة التاتشرية حين بدأت كانت بوعي تام لحجم القوة التي تتمتع بها قضية المراة، فدشنت بداية مرحلة هذا الشكل من المنظمات النسوية التي استطاعت ان تمتص ما يمكن امتصاصه لتحجيم قضية المراة وتكبيلها داخل قيود النظام الطبقي نظام الاستغلال والانتهاك.. والأمثلة كثير وعديدة لجيوش من النساء وصلن الى السلطة او الى مراكز القرار او في الصحافة او في الاعلام او أسسن منظمات عالمية كبرى.. كلهن حملن اسلحة دمار شامل ضد المراة وضد قضيتها بستار التحرر والمساواة..
يانساء العالم أن تحررنا ومساواتنا بايدينا أن استعادة أنسانيتنا وحاضرنا ومستقبلنا بايدينا نحن ومعنا كل دعاة التحرر والمساواة في العالم.. نحن يقضون بما فيه الكفاية لما تحوكه جهات تبيع لنا الأوهام في وضح النهار.. يقضون لما تنسجه تلك الجهات من سراب تحت مسمى القضاء على العنف والتحرر والمساواة.. فلا يمكن ابدا لأنظمة العمل المأجور والأستغلال أنظمة الأسواق والربح، أن يخرج من طياتها تحرر ومساواة للأنسانية ولن ننتظره منها.. ليكن لهم ذلك مما يسطرون فنحن نعي جيدا ما يدس بيننا وفي عقولنا وعلى صفحات نضالنا وتصدينا..
رابط المقال المنشور على (CNN):
http://arabic.cnn.com/middleeast/2015/11/08/why-women-are-stoned-death-2015
********
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم