ابتسمي



نرجس عبد الحسن الكعبي
2015 / 11 / 24

ابتسمي لأنك انسانةحينما نتناول موضوع المرأة ومظلوميتها يكون عبارة عن جدال اجتماعي لا يخلوا من المصالح الشخصية فللأن لم يبرز من يمثل المرأة بكل كينونتها كانسان مطالباً بحقوقها سواء امام المجتمع ككل ام امام الذات الكلية للمرأة.وفي ظل مجتمع غائم دائما ما يعاني نقصاً في احدى الجوانب الاكتمالية للنهوض بفكرة او عقيدة او واقع ، وغالبا ما يكون النقص متركزا في ارادة مزعومة او دفاع ذاتي نادر ، لذلك اذا ما حاولنا في ابراز المرأة كإنسانه وتناول موضوع حقوقها سواء الذاتية او الاجتماعية يجب ظهور امرأة كمثال وامرأة كمُطالب او متحدث فمن يستطيع ان يمثل المرأة بمطالب سواء اجتماعيه او سياسية او غيرها سوى المرأة نفسها كما قال -"رديارد كبلنج" من ان "المرأة وحدها. . هي التي علمتني ما هي المرأة " ومن هذا ان يكون المتحدث شخصية اخرى كأن يكون شخصا من عالم اخر كل ما يفقهه هو مقتطفات من كيان المرأة ككل ، وفي مجتمع عربي نادرا ما يكون ظهور المرأة متكاملا ومقتصرا على كونها انسانه فقط لا غير، لذلك تُحارِب المرأة و تُحارَب لكي تثبت من تكون ... لكن الادهى والامر ان تكون المرأة ذاتها لا تعي من تكون هي وما تملك وما يتوجب عليها لكونها انسانه لا انثى. يحدث اننا لا نعي انفسنا من نكون وماذا نملك..؟ كل شيء علينا يبدوا شاهق العلو واسع الفضاء ونحن نطفو كأجرام صغيرة جدا غير مدركين " ما لنا " كلما ازداد الزمن تقدما كلما تصاغرنا اكثر وتصاغرت احلامنا ورؤانا، تهدينا الحياة عمرا مع الكثير من البدايات ونهديها موتا بطيئا بحجمنا ، ومن وسط هذه العتمة المتعمدة يظهر بجلاء افتقار ظهورها في اغلب مجالات الحياة فتضل قابعة في مكان واحد اما عمل ذا توجه واحد يتركز على قضاء الوقت او كسب المال فقط من غير أي ابداع او تنوع ، او المنزل بوصفه المملكة المتعددة المسؤوليات ظناً منها ان لا وقت لغيره متجاهلة كليا ان لكونها انسانه فهي قادرت على الابداع في شتى المجلات واستكمال ظهورها كإنسانه خلاقة .استكشاف الذات السعي خلفها او بالأصح خلف حلمنا الذي نأجله دوما كحكم مع وقف التنفيذ لوقت اخر قد لا يكون لنا من غير ايمان بأنفسنا هو اسوء مقت وجناية على الذات .غيرنا كان يحلم بشراسة وبعنف ويحقق كل شيء بأراده كذلك ولو طالعنا التاريخ للاحظنا ان من نطلق عليهم لقب العظماء لم يكونوا سوى اناس مثلنا من دون أي نقص او زيادة الا في الارادة.او افضل الرأي انه عصر السرعة حيث لا وقت لأحلامنا ، اوهمونا بمطارة الراحة فالوقت عجول ، عانقنا احلام رسموا بها حجمنا على مقاسهم .. او رسمنا بها حجمنا الذي ارتأيناه وارتضيناه كأكبر تقدير للذات .كل ما تحلم به أي امرأة او رجل بيت زوج او زوجة اطفال واذا ارتفع السقف قليلا مهنة للقوت واذا وسعنا الفضاء اكثر هواية للمتعة واذا ازداد الاوكسجين حلم للعيش اما اذا ضاق الوقت وتأخرنا بقيلولة الضحى حتى العصر متيقنين اننا نحن وهذا اقصى ما نملك فقد لا تجد شيئا سوى انت ونفسك ، نفسك التي تفقدها لاحقا متبرئة من جسد كسول وعقل خاملولنلقي الضوء على من تكون المرأة كشخصية فلا نحتاج للإيضاح سوى امثلة قليلة تفي كهدف لمحاربة من اجل واقع اكثر نورا.ومن وسط الحياة كواقع لدى كل انسان قوى هائلة بأماكنها تغيير العالم اذا ما لمحت النور واستنطقت الارادة بالعمل الجاد و كما قال احدهم " المعجزة اسم اخر للعمل الشاق" الا ان الكثير منا يجهل من يكون لذلك هو لا يعيش سوى بأطار محدد جداً ، وبإهمال كبير يركن قدراته جانبا ملقباً القدرات الذاتية البسيطة مواهب وانجازات عظيمة وابداع ، مع انها لا تشكل سوى جزء بسيط منه كانسان .لنكف ان نلقي الصمت بعد سؤالين دائما ما يكونا اساس لانبثاق الاوليات لوصول الفرد نحو افاقه الواقعية والذّين هما من؟ ومتى...؟ولننشر النور الساطع للحقيقة نبدأ من من ... المرأة كانسان ومن هنا نتناول اربعة نقاط اساسية في كيان المرأة1ـ العلم2ـ البلاغة 3ـ التبليغ4ـ الشجاعةفالمرأة في ميـدان العـلم والبـلاغة اثبتت جدارتها في كل العصور فهي لا تقل فهماً وادراك عن الانسان الاخر وكمثال يكفي ذكر اسماء كفاطمة الزهراء (ع) منبع العلم والبلاغة وابنتها زينب الكبرى (ع) التي ما زالت الخطب النصية لهما تنيران دروب الالاف ممن يبحثون عن الشمس الواقعية للحياة او كقدوة واضحة وسط مغبات الروح ، ومن بعدهن سيدات التاريخ من الكاتبات والشاعرات والسياسيات. وبما أن المرأة هي المدرسة الأولى في حياة الإنسان والموجهة ألأولى كان لا بد من العلم لتربي الأجيال القادمة وتثبتهم على منهج لمجتمع سوي قائم على الثقافة والتكامل.اما عن التبليغ والذي نعني به هنا نسخ العلوم والمعارف والأخلاق لأجيال متلاحقة فالمرأة فطريا مبلغة فهي كأم مدرسة ، واخت قدوة وابنه مثال ...اما عن الشجاعة فلا احد ينكر مواقف لنساء تاريخنا الطويل وان كن قلائل الا ان هذا يثبت بوضوح انها احدى سمات المرأة الكثيرة فالشجاعة هي دوما المنبع الأساسي للمضي بشتى جوانب الحياة من مواهب وابداعات واخلاق مجيدة وتريبة رفيعة لأجيال لاحقة فمن الإرادة تنبع القوة لدحر المستحيل وإظهار قوى ذاتية رائعة تنير بها المجتمع المظلم.اما متى...؟فهذا فقط حين تكف المرأة عن كونها محدودة القوى او مجرد سلعة او غرض للغير وتحاول ان تكون امرأة جدية تنشر عبق حياة واقعية تمثل فيها نفسها كإنسانه متكاملة لن يوقفها أي عائق مهما كان للنهوض من تداعيات الكسل الجماعي والسبات الطويل لترينا انها انسانة لها الحق في كل وقت ان تكون وسط المجتمعات تقوم بكل ما يظهر انها انسانه قبل ان تكون امرأة وانثى.