اعترافات امرأة



صاحب الربيعي
2005 / 11 / 3

مهما بلغ الرجل من الجرأة في مغازلة المرأة لايمكنه إطلاقاً اقتحام مشاعرها وأحاسيسها دون أن تأذن له بيحاءات معينة في الاستمرار أو تجبره على عدم تخطي الحدود أو التوقف عن المغازلة.......فالمرأة هي صاحبة القرار في بدء العلاقة، لكنها تتنازل من ذاتها عنه عند مصادقتها على علاقة الحب. لأنها في الأولى تحتكم إلى عقلها وفي الثانية تحتكم لعواطفها بعكس الرجل الذي يحتكم في بدء العلاقة لعواطفه وعند المصادقة على علاقة الحب يحتكم لمنظومة عقله.
وتبقى المشاعر والأحاسيس المحتكمة لمنظومة القلب هي المحددة لشروط العلاقة والحرص على استمرارها، فالمرأة تفوق الرجل بالقدرة على قراءة الأحاسيس والمشاعر ولها القابلية على التقاط الذبذبات وتحليل الإشارات والتلميحات البسيطة الصادرة عن الرجل قبل أن يتمكن من قراءة تفاصيل جمالها واكتشاف لون عينيها وتحليل تلميحاتها في الاستجابة من عدمها.
تخاطب ((زينات نصار)) حبيبها قائلةً:"أنت مخطئ يا عزيزتي، فالمرأة بإمكانها أن تفهم كل رجال العالم قبل أن يكتشفوا لو عينيها. وأنا أثنى أشعر باحتياجات الرجل لأي شيء في العالم قبل أن يعبر عن حاجته".
تلعب تجارب الحب الفاشلة في حياة المرأة دورها في لجم مشاعرها وأحاسيسها عند خوضها تجربة جديدة للتقليل من حجم خسارات وانكسارات منظومة القلب، فتصاب بجمود المشاعر وعدم قدرة الطرف الثاني من العلاقة على تفسير ذلك، فيلجم هو الأخر مشاعره ولايسعى لسبر أعماق الأخر وكشف أسراره.
هكذا علاقة تشوبها الحذر والتوجس لايكتب لها النجاح، لأنها تفترض في الأخر سوء النية وتجعله في قفص الاتهام وتحت اختبار الحب لإثبات براءته أو نجاحه في الاختبار. فالنجاح في الاختبار قد يحجم علاقة الحب لحدودها الدنيا لأنها احتكمت منذ البدء لمنظومة العقل وحجمت دور منظومة القلب الموسومة بفطرية انسياب المشاعر والأحاسيس.
تعترف ((زينات نصار)) بلجم عواطفها بعد فشل تجربتها الأولى في الحب قائلةً:"تعلمت بعد فشل أول علاقة حب ألا أعطي كل مشاعري وحناني كي لايقتلني جرح الفراق بعمقه. وكي لا أعاني الجفاف والخوف الذي عرفته أول مرة، تعلمت أن أخبئ لنفسي بعضاً من الحب الذي عرفته أول مرة. تعلمت أن أخبئ لنفسي بعضاً من الحب لأحيا به، ويكون الضوء الذي ينير لي دورب المستقبل".
إن الحذر والخشية هما من خاصة العقل، فالقلب كتلة من المشاعر والأحاسيس والمحبة والتسامح لاتعرف الحقد والحذر، إنه منبع يغذي كل روافد العلاقات الإنسانية لأنه يستمد سماته ومفرداته من الروح وتُعرف الروح بقدسيتها وبالتالي فإن مفرداتها وسماتها لابد أن تكون مقدسة وساعية لتوحد الكيانات عبر المشاعر والأحاسيس الفطرية في اللاوعي.
فشل علاقة الحب، يعني إعادة فصل مكونات روحين توحدت في روح واحدة بعملية معقدة. وتتطلب عملية الفصل آلية معقدة لكنها في جميع الأحوال لاتكون عادلة في إعادة جميع مكونات الروح لكيانها نتيجة تنازع الروحين في اللاوعي على الاحتفاظ بجزء من مكونات الأخر فيشعر أحد الأطراف أنه الخاسر الأكبر عند فسخ عقد علاقة الحب!.
وبالرغم افترق الطرفين ورحيل المشاعر عبر سفر طويل لاعودة له، تبقى الذكريات تأسر كلا طرفي علاقة الحب مدى العمر بما تحمله حقائب السفر الطويل من ذكريات حلوة، وذكريات مريرة تتنازع في اللاوعي كلما هوت الروح في دهاليز الذكريات لتجتر حلاوة ومرارة الأيام في محطات العمر.
تتحدث ((زينات نصار)) عن رحيل حبيبها قائلةً:"راقبتك ترحل ولم يقتلني رحيلك، فأنا تعودت رؤية حقائب السفر. وتعلمت إلا أحمل إلا حقيبة ذكريات لأضيف إليها أوراقاً جديدة من مذكرات عاشقة".
يعتبر الرجل هو المبادر في عرض مشاعره وأحاسيسه لعقد علاقة الحب، والمرأة هي المقررة على المصادقة على العلاقة. وغالباً ما تتنازل عن دورها في العلاقة لصالح الرجل (خاصة فالشرق!) لكنها تستعيد دورها في العلاقة عند شعورها بالغبن والاستغلال لعواطفها ومشاعرها من الرجل ولكن بعد فوات الأوان!.