ألذكورية : وجهة نظر فقط ..!!



قاسم حسن محاجنة
2015 / 12 / 19

ألذكورية : وجهة نظر فقط ..!!
هذه المقالة ساخرة وجادة في آنِ واحد . تُحاولُ إلقاء الضوء على جانبِ من جوانب الذكورية ،وهي الإداء الوظيفي الجنسي عند الذكر ودوره (أي الإداء الوظيفي) في البُنية الإجتماعية الذكورية المُعاصرة .. ولا تهدفُ هذه المقالة إلى التقليل من دور البُنى الإقتصادية ، الإجتماعية والدينية في تثبيت أركان الذكورية في المجتمعات الإنسانية المعاصرة ، وخصوصاً العربية منها...!!
يقولُ بعض المُختصين وخاصة من مجال العلاج الجنسي والزوجي (السكسولوجيا) ، بأن غالبية الذكور "ينشغلون" كثيرا بشكل ،حجم وقوة قضيبهم ...وعادةً هم غير راضين عن شكله وحجمه ، ولا يهم في هذا السياق، إذا كان هذا الذكر أو ذاك يملك قضيبا كبيراً ، قصيرا أو متوسط الحجم ... فغالبيتهم يُريدون إدخال تعديلات وتحسينات عليه.. لكي لا يخذلهم إذا جدّ الجد ..
وينطلق الذكور من "حقيقة" يؤمنون بها ، وهي أن الأنثى "تمتلك" معياراً مقياسيا لشكل وحجم القضيب الذكري المثالي .. لكي تحصل على المتعة المرجوة ..
بينما يتغاضى الذكور عن العامل الهام والوحيد في العلاقة الجنسية ونجاحها ، وهو الرغبة المتبادلة ، المشاعر المتبادلة ، التواصل السليم والصحي مع الشريك والذي بدونه ، لن يكون للعلاقة الجنسية طعمٌ ولا رائحة ..!!
أما النساء ،فلسنَ مشغولات كثيرا بالعضو الذكري ، لكنهُنّ ومع ذلك ، وفي جلسات "الصديقات" يُمارسن "النميمة" وتبادل المعلومات حول الشركاء في العملية الجنسية ، وهذا أخشى ما يخشاه الذكر ..
وقد زادت حدة "الوسواس " عند الرجال بالعضو الذكري مع انتشار أفلام البورنو ، والتي "يظهر" فيها الأبطال والبطلات في هذه الافلام ، ذوي اعضاء جنسية ضخمة وخاصة الذكور ويُمارسون الجنس بطريقة تفوق قدرة الرجل والأنثى العاديين ، بل ويمارسون جنساً "بهلوانياً" ، لا يربطه بواقع الرجل والمرأة رابط البتة ..!!
والذكور الذين يُشاهدون مثل هذه الأفلام ينشغلون وبشكل كبير في إجراء المقارنات بين ما يملكون وبين ما يملكُ "نظراؤهم" في الأفلام ، ويُقارنون القدرات "الهائلة " لأبطال الافلام بقدراتهم المتواضعة ، مما يؤدي بهم الى الشعور بالنقص وخيبة الأمل من أنفسهم ومن شريكاتهم ..!!
لكنهم يتغاضون عن الحقيقة بأن ما يشاهدونه هو مجرد وهمٍ ، ومُفبرك ..!! لكنهم ومع ذلك يريدون عضواً كعضو البطل "المحسود " ...!!
تحدث مختصٌ في برنامج تلفزيوني عن "التدخلات" الجراحية والتقنيات المستعملة في إظهار ابطال هذه
الأفلام وبطلاتها على هذا الشكل وعلى هذا النحو ...
وبما أن أخشى ما يخشاه الذكرُ أن يكون لشريكته شريك جنسي آخر ، فهو "يحمي" مخاوفه بالحجر على حرية المرأة في شريك جنسي آخر ، قد يكون "أفضل" منه في السرير ..!!
لذا وبما أن "إمتلاك" المرأة في المجتمعات الغربية على يد الرجل ، أصبحت مستحيلة ، فإن "الصناعة" التي تتخصص بإدخال التعديلات والتحسينات على الاعضاء الجنسية ، أصبحت هذه الصناعة رائجة ..
الرجل العربي "مرتاح" من هذا الهم ، فشريكته لا تعرف ولن تعرف في الغالب الأعم ، شريكاً غيره ، لذا لن "تِنّم" عليه مع صديقاتها ، لا عنه ولا عن قدراته !!
فالذكورية ، ومن وجهة النظر هذه ، هي "كتمان السر" إلى الأبد .. ويا دار ما دخلك شر ..!!!