المرأة و إصلاحات روحاني



فلاح هادي الجنابي
2016 / 1 / 12

خبت و هدأت العاصفة الوهمية للإصلاحات المزعومة لرئيس النظام الديني المتطرف في إيران أخيرا کزوبعة في فنجان، لکن وکما کان العهد دائما مع وعود و عهود هذا النظام و رموزه، فإن الشعب الايراني لم يشهد أي تطور أو تغيير إيجابي يکسر جمود التطرف و التشدد المهيمن على البلاد، وإنما إستمر النهج السائد للنظام کما کان الحال عليه دائما مع ثمة تغيير ملحوظ جدا نحو الاسوء في کل المجالات.
حقوق الانسان کان في مقدمة الشعارات الاصلاحية لروحاني، ولذلك فقد توسم العالم بإن المرأة الايرانية سوف تشهد عصرا مميزا في عهد روحاني و سوف تنال بعض المکاسب و المنجزات التي تساعدها مستقبلا على تطويرها و تقدمها بهذا الخصوص للأمام، خصوصا وان روحاني عهد ببعض المناصب للنساء في حکومته، نظير الناطق بإسم وزارة الخارجية الايرانية أو حتى نائبة رئيس الجمهورية، لکن المشکلة إن الذي جرى و يجري على الارض مختلف تماما!
روحاني، عمل و يعمل کنظامه الديني المتطرف تماما، بصورة توحي في ظاهرها عکس باطنها تماما، فهو عندما يٶ-;-کد إهتمامه بحقوق الانسان، فإن ذلك يعني مضاعفة الانتهاکات الحاصلة بهذا المضمار، أو عندما يٶ-;-کد إهتمامه بتحسين الاوضاع المعيشية للشعب الايراني فإن ذلك يعني المزيد من الافقار و المعاناة، أما عندما يدعي روحاني بإنه مهتم بحقوق المرأة، فإن ذلك يعني الإيغال في النيل منها و تهميشها و إقصائها أکثر من السابق.
في عهد الاصلاحات"الورقية"و"النظرية" لروحاني، شهدت إيران مفارقات غريبة و فريدة من نوعها فيما يتعلق بحقوق المرأة، ففي الوقت الذي کان روحاني يتمشدق بإن عهده مميز من حيث إهتمامه و رعايته للنساء، فإن هذا العهد"الغريب"، قد شهد صدور قوانين مجحفة ضد النساء نظير حرمانها من نيل علومها في العديد من المجالات الدراسية بسبب جنسها أو منعها من مزاولة العديد من المهن بنفس السبب، ناهيك عن منعها من السفر أو أمور أخرى مشابهة، والملفت للنظر إن هکذا قوانين رجعية و همجية لم تصدر حتى في أسوء عهود النظام الديني المتطرف، وإن صدورها في عهد"الاصلاح و الاعتدال" لروحاني يبين بوضوح ماهية و معدن هذا الاصلاح و ذلك الاعتدال والذي قطعا لاوجود له أبدا إلا على الورق أو التصريحات التي يطلقها روحاني و غيره بهذا الخصوص.