المعتقل



فوزية بن عبد الله
2016 / 1 / 19

فتحت الباب
رفعت رأسي لأرى من الداخل
ورأيت وجهها الشاحب
قلت في سري، "يا إلهي كأنها هربت من معتقل
اني لا اتحدث عن ناشطة سياسية، و لا عن حقوقية ولا حتى عن المغضوب عليهم، اني اتحدث عن استاذة جامعية رغم مستواها التعليمي الذي وصلت اليه لا زالت تعيش في معتقل، معتقل العادات والتقاليد، "ممنوع عليك أن تكوني حرة"، "ممنوع عليك أن تتخذين قراراتك بمفردك"، " انت ومالك لابيك"، "انت انثى، انت أنثى، أنت أنثى"، عبارة تسمعها في كل مشادة كلامية بينها وبين افراد أسرتها التي من المفروض ان تكون الملاذ الآمن لها، أصبحت كأشبه بمعتقل تفقد فيه حقوقها في العيش بكرامة.
الأنثى معناها "لديك الحق في الاكل و النوم"، و واجباتك " أن تكوني خادمة لأهلك، ثم عندما تتزوجين، نخدمين زوجك، و عندما تنجبين، تخدمين أولادك" وأحد أعظم أدوارك " اعداد فراش الزوجية",
فبالله عليكم يا من تطالبون بتحرر وبالمساواة بين المرأة والرجل، آ لا تعون أن من يقتل حق المرأة هو أهلها بالدرجة الأولى، مادام الانتماء والمحافظة على التقاليد البالية هي أحد ركائز استمرار وبقاء خصائص المجتمع فيجب علينا ان نهدم مجتمعنا ونعيد تأسيسه اذا اردنا للمرأة ان تتحرر.
فلا تعليم يحرر ولا مظاهرات تحرر، ولا شعرات جمعاوية تحرر.
أن تتحرر امرأة في بلادي معناها أن تفقد أسرتها وان تعلن عدم الانتماء، وحينها ستجد اما النبذ او الحرمان من الميراث أو التعذيب النفسي والجسدي. أن تخلق لها مجتمع موازي، أن تكفر بالعادات والتقاليد، أن تنسلخ وتعيش في حالة اغتراب أن يمتليء قلبها بالحقد والكراهية أن تلعن قدرها الذي أوجدها امرأة في مجتمع شرقي، أن تتمنى مرارا وتكرارا " ليتني كنت رجلا"، " كم هم محظوظون الرجال في بلادي".
فلتكفوا عن شعاراتكم الزائفة، لن تتحرر المرأة ما دام المعتقل معترف به ولديه حق الفيتو...