المرأة المتحررة في أذهان الرجال



دينا الغزولي
2016 / 1 / 27

حينما نتحدث عن الحرية تبدر إلى أذهانهم المرأة ، متجسدة في ملبس عار في إحدى البارات تقوم بالسكر والتمايل على إحدى الرجال
حينما نتحدث عن الحرية تبدر إلى أذهانهم المرأة ، متجسدة في ملبس عار في إحدى البارات تقوم بالسكر والتمايل على إحدى الرجال
هذه هي الحرية للمرأة من منظورهم كل الرجال من الطائفتين التي تنادي بحرية المرأة أو التي تنادي باستعبادها ، الأول يريدك أن تتعري ليستمتع الجميع ، والثاني يريدك بغلاف من أجل متعته هو فقط .
فالمرأة أصبحت في الجانبين أداة جنسية تصلح للذَّات لا أكثر ، ليس ذلك مطلقا ولكن العقول الواعية فى المجتمع العربي أصابها تشوه منذ الصغر لم يستطع أن يتخلى عن النظرة الأبوية للمرأة ، فالواعي المثقف يستطيع أن يحكم على المرأة المتحررة بإحدى الألفاظ التي تتناسب مع فتيات الليل حينما يعطيها ظهره ، أو يحاول مجدا اسقاطها في حباله منقضا على فريسته .
هذا الرجل الشرقي بجميع أطيافه إلا من تفوق على غريزته ببعض الإنسانية. ناهيك عن ذلك كيف يتعامل الرجل عموما مع المرأة التي سقطت بالفعل في بئر العاهرات ؟
أتذكر في إحدى ليالي رمضان كنت أتناول وجبة السحور مع عائلتي ويأتي مشهد صادم في إحدى المسلسلات عن فتاة هربت من أهلها و زوجها الذي يكبرها بعشرات السنوات لتعمل ريكلام في إحدى البارات وجينما عرف أخوها ( الصعيدي ) مكانها ذهب وقتلها أمام الجميع وحملها رافعا رأسه أمام العالم ، دون أي معالجة لخطورة الأمر أو تخطئته في المسلسل التليفزيوني .. كأنه يتعامل مع أمر حتمي سليم ،اندفعت قائلة ( ليس من حقه قتلها ربما إن تهذيبها أفضل ) - للعلم أني من بيت صعيدي – لم أجد ردا غير أن طاولة الطعام انقلبت على رأسي , لا أبرر ذلك أنتم تفهمون ما حدث جيدا . لكن الأمر الذي أذهلني هو تبرير هذه الثورة العارمة على قولي أن هناك حديثا في البخاري و مسلم يحكي عن إمرأة من الصحابيات متزوجة زنت وكانت حبلى فذهبت للنبي تائبة تطلب منه إقامة الحد عليها فرفض إلا أن تضع طفلها ، وبعدما وضعته جاءت الرسول فقال لها أرضعيه أولا و أقام عليها الحد بعد عامين . يتحدثون عن الحديث وكأنه رحمة محمدية ، كيف تحاسبها و تقيم عليها حدا أسقطته التوبة، إذن ليس هناك حق التوبة للمذنب؟! وهل يعقل أن يولد طفلا من أم زانية تم قتلها رجما ويحيا كريما ؟! الإجابة نعرفها جميعا ولا أحب الخوض في تفاصيل نعرفها ونقيمها جميعا بإهانة الأطفال بأفعال أمهاتهم ( أبناء حرام – أبناء زنا ) , المشكلة الحقيقية هي تعامل المجتمع مع تلك المواقف تصحيح خطأ بخطأ ، محاسبة دنيوية قبل حساب الآخرة , يقيمون بدور الله في الأرض باسم الدين .
ومن ثم فهذا المجتمع المشوه الذي يرى في المرأة شرفه ، يحكم على تحررها بالانحلال ، حتى لو كان تحررها عقليا ولا يخالف الأخلاق لكنه يخالف الموروثات العقيمة ، فمقالي هذا سيجعل بعضهم يحكم عليَّ بالانحلال ، إذن يا سيدي العزيز أنا بالفعل منحلة عن تقاليدكم و موروثاتكم وثقافتكم المتخلفة ، أنا منحلة عن معاييركم للحكم على الأشياء للحكم على الإنسان للحكم على الآخر أيا كان ، و أفخر بانحلالي هذا .!