أبناء معتوهات يعتلون منابر الاسلام!!



رحاب العربي
2016 / 1 / 29

إمام الجمعة بحينا السكني الشعبي لا زال مصرا على أنه ابن معتوهة بقوله إن المرأة ناقصة عقل، وأنه يتوجب علينا منعها من الخروج لوحدها ومنعها من استعمال وسائل المواصلات العامة خوفا عليها من قطعان الذئاب البشرية التي تصول وتجول دون كابح او رادع.. استفزني هذا التناول المختل لمسالة أخلاق عامة، وهو تناول يكتفي بمعالجة عقيمة رجعية لمظاهر المشكلة دون المساس بأسبابها أو التطرق لأبعادها ..

فقول هذا المتفيهق إن المرأة ناقصة عقل كما يدعي، مردود عليه ، فهل تستطيع ذئابه البشرية التي يستعملها كفزاعة لتخويفنا، هل تستطيع الاقتراب من رئيسة وزراء المانيا ميركل او الضحك عليها؟ او تستطيع حتى مجرد التحرش برئيسة وزراء نيبال تلك الدولة الفقيرة التي لا تختلف عنا كثيرا في وضعها الثقافي؟.. أليست مريكل ونظيرتها النيبالية امرأة؟ فهل اختار الشعبان الألماني والنيبالي ناقصات عقل لبناء دولتهم وتطويرها؟!!

وإذا صدقنا جدلا ترهات هذه الفئة الظلامية بأن المرأة ناقصة عقل؛ ترى فمن المسؤول عن هذه النقيصة والخلل؟ هل هي كأنثى أم هم كمجتمع ذكوري يرفض الاعتراف بالمرأة كإنسان متكامل أنجبهم ورعاهم ليصبحوا أعدى أعدائه؟ ألا يجدر به أن يحرض على معالجة هذه النقيصة التي يفترضها بدل تعيين حراس على ضحيته وإيداعها سجن العته الذي يراه أضمن حام لها، فيما هو اظلم سجن لها؟!!

كان حريا بهذا الشيخ أن يبحث ويكشف الدوافع الكامنة وراء الثقافة العدوانية للمجتمعات المحكومة بثقافة ذكورية، وكان حريا به ان يدعو هذه الذئاب الى مغادرة ثقافة التوحش و تبني ثقافة التمدن والانفتاح على ثقافات العالم المتقدم والكف عن التفكير بغرائزهم، بدل قمع المرأة وحجزها في معتقلات مظلمة واتهامها في أعز ما ميزها به الله عن بقية الكائنات ؛عقلها..

هذا الشيخ وأمثاله كثر يحتكرون هذه الأيام منابر مساجد المسلمين في أرجاء المعمورة كافة، وهم لا زالوا أسرى لثقافة أصولية ظلامية تجاوزها الزمن، وضعها مجتهدون قبل قرون وفق مقتضيات عصرهم ولم تعد تصلح لعصرنا اليوم، فالمرأة في القرن الواحد والعشرين في معظم بلاد الدنيا خرجت من عبودية الثقافة الذكورية وأصبحت عضوا فاعلا في المجتمعات التي غادرت ظلام التاريخ، وهي كما نراها اليوم تعتلي أعلى المناصب وتقود المعارك الحربية والسياسية والتنموية، ويصر هذا لشيخ وبطانته من الظلاميين على تجاهل هذا الواقع ويدعون الى الإبقاء عليها أسيرة لثقافة الظلام..

يتجاهل هؤلاء المنغلقون على ثقافة اصولية جامدة، أنهم بادعائهم أن المراة ناقصة عقل ، إنما يشتمون أنفسهم ويحق القول عنهم أنهم ابناء مخبولة او مجنونة، المرأة التي يصفها بأنها ناقصة عقل هي التي أنجبته وأرضعته عامين من صدرها ورعته طفلا حتى شب وأصبح رجلا له لسان سخره ليسبها به وينعتها بأشنع النعوت وهو الجنون والبله جزاء لها على ما قدمته له!!..