نساء الحائط ..



قاسم حسن محاجنة
2016 / 2 / 1

نساء الحائط ..
والمقصود بالحائط هنا ، هو حائط المبكى ، وهو ،كما تقول الرواية اليهودية ، الحائط الغربي للهيكل الثاني. بينما تقول الرواية الاسلامية بأنه حائط البراق ... لذا فهو مكان مقدسٌ لدى الديانتين.
وعبر التاريخ الحديث ، وقعت أحداثٌ راح ضحيتها العديد من المسلمين واليهود ،وهي الاحداث المعروفة عربيا وفلسطينيا ، بثورة العام 1929، والتي يطلق عليها اليهود أحداث الحائط ..
في العام 1967 وبعد احتلال القدس ، قام قوات الاحتلال بهدم حي المغاربة ،لتوسعة ساحة الحائط ،بحيث يتمكن المتدينون من الصلاة في ساحته . ويقوم اليهود بوضع رسائل بين جدرانه موجهة للخالق ، يطلبون منه تلبية حاجاتهم وطلباتهم .. ويقوم الراب المسؤول بتجميع هذه الاوراق وحرقها على ما اعتقد .. مرة واحدة كل عام ..
وكأي مكان مقدس ، فهو حصر على الرجال ، ولا يجوز الاختلاط في الصلاة بين الذكور والاناث .. فالصلاة عند اليهود كما هي عند المسلمين ، ليس فيها اختلاط ، ففي الكنيس هناك مكان مخصص لصلاة النساء، كما في بعض الجوامع .
وبما أن اليهودية كدين ، تحوي تيارات متعددة ، أهمها التيار الارثوذكسي ، الحاكم فعليا في اسرائيل ، من خلال الأحزاب الدينية الشريكة في الائتلاف ، ومن خلال "الرابانوت" (المؤسسة الدينية الرسمية )، والتي "تتحكم" بالسلطة في شؤون الاحوال الشخصية ، وهي "المرجعية " الدينية الوحيدة في اسرائيل ، بالإضافة الى "مجالس حكماء" الاحزاب الدينية .. والى جانب هذا التيار ، هناك في اسرائيل تياران صغيران ، هما التيار الاصلاحي (الريفورمي) ، والتيار المحافظ (الكونزرفتيفي) ، وهما تيارا اقلية .
لكن الأمور بين يهود الولايات المتحدة مختلفة جدا ، فالتياران الاصلاحي والمحافظ ، هما تيارا الأغلبية بين اليهود الامريكان .. ومن هذين التيارين تأسست مجموعة نساء الحائط (المبكى).. والتي طالبت ومنذ فترة طويلة بالسماح للنساء بالصلاة في هذا المكان المقدس . خصوصا وأن التيار الاصلاحي يؤمن بالمساواة بين الجنسين .. خاصة في المهام الدينية ،فهناك "راب" من الاناث ،يقمن بما يقوم به "الراب "الرجل .
القضاء المدني سمح لهن بذلك في بعض المناسبات ، لكن المؤسسة الدينية بما فيها ادارة حائط المبكى كانت ترفض بإستمرار ، مما أدى احيانا الى حدوث اعتقالات للنساء من هذه المجموعة ..
وأخيراً ، أقرّت الحكومة الاسرائيلية ، تخصيص مكان للصلاة المشتركة والمختلطة بين الجنسين ..
الارثوذكسية الدينية تعترض ، كما كانت دائما..
لكن السؤال ، لماذا في هذا التوقيت ؟
يعتقد البعض بأن نتانياهو يُغازل يهود الولايات المتحدة ، خاصة وانهم استقبلوه بحفاوة اثناء زيارته الأخيرة هناك ..
لكن هؤلاء النساء ، اثبتن للجميع ، بأنه "لا يحُكُّ جلدك مثل ظفرك " ..