يا امرأة عظيم هو أيمانك

جملة قال لها السيد المسيح ليمتدح أيمان امرأة كنعانية أتت إليه من أجل شفاء أبنتها فأجاب وقال (مُعبِّراً عن المشاعر العدائية التي تكمن في داخل مَن هم حوله حتى يردَّ على هذه المشاعر ليس بكلامه هو بل بإيمان المرأة الكنعانية): ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب. فقالت: نعم يا سيد، والكلاب أيضاً تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها. حينئذ أجاب يسوع وقال لها: يا امرأة، عظيمٌ إيمانُكِ! ليُكن لكِ ما تريدين. فشُفيت ابنتها من تلك الساعة» (مت 15: 21-28).
الأيمان و قوته و عظمته ليس قاصراً على الرجال و أيمان المرأة ليس أضعف من أيمان الرجل بل أنها قد أحيانا ً تتفوق على الرجل في قوة الأيمان
فجنسها كامرأة لا يمنعها من أن تنمو و تترقى في درجات الأيمان و تصل إلى أعلى مراتبه و تاريخ كنيستنا القبطية مليء ببطلات قديسات قدموا أرواحهن بشجاعة من أجل عظم محبتهن في المسيح لم يستطيع ملوك و أباطرة بما يملكون من قوة و سلطان ووسائل تعذيب أن يخفيهن و أن يجعلهن يسجدون لأصنامهم
و قديسة صغيرة مثل دميانة توبخ والدها على تركه الأيمان و قالت له: "كنت أود أن أسمع خبر موتك عن أن تترك الإله الحقيقي"اعلم يا والدي أنك إذا تماديت في هذا الطغيان لست أعرفك وسأكون بريئة منك هنا وأمام عرش الديان و نتيجة توبيخها لوالدها يرجع إلى الأيمان و يقول لها مباركة هي هذه الساعة التي رأيتك فيها يا ابنتي. فقد انتشلتنني من الهوة العميقة التي ترديت فيها و يذهب إلى الوالي و يجاهر بأيمانه و ينال أكليل الشهادة
بفضل قوة أيمان أبنته و لسان حاله يقول يا ابنتي عظيم هو إيمانك
يجب أن نوضح لبناتنا و أولادنا كيف المسيحية كرمت المرأة و أنه لا فرق بين الرجل و المرأة و أن ما يحدث من انتهاكات لحقوق المرأة نتيجة تعاليم ظالمة أنتقلت إلينا من أعلام مرئي و مسموع و مقروء يصور المرأة كأنها شيطان كلها عورة و أنها نجسة و أداة استمتاع فقط و...........
ووسط ضجيج من يدعون أنهم يكرمون المرأة نجد صوت المسيح الرقيق يقول للمرأة عظيم هو أيمانك
أتخيله الآن يقول :
سمعت أنه قيل لك أيمانك غير كامل و عقلك غير ناضج أما أنا أقول لك عظيم هو إيمانك
سمعت أنه قيل لك أنك نجسة و أما أنا أقول أنت كاملة و طاهرة و عظيم هو إيمانك
سمعت أنه قيل لك أنك متاع أما أنا أقول لك أنك إنسان على صورتي و مثالي عظيم هو إيمانك
سمعت أنه قيل لك أنك نصف الرجل أما أنا أقول لك أنك مثل الرجل و عظيم هو إيمانك
سمعت أنه قيل أنك ضلع أعوج أما أنا أقول لك عظيم هو إيمانك
سمعت أنه قد قيل لك أنك كلك عورة أما أنا أقول لك أنك كلك مباركة و طاهرة عظيم هو إيمانك
سمعت أنه قيل لك أنك محتاجة إلى ولي أمر يقوم سلوكك و يكون وصي عليك أما أنا أقول لك عظيم هو إيمانك
سمعت أنه قد قيل للرجل يحق له أن يضرب امرأته أما أنا أقول لكم أحبوا نسائكم كم أحببت أنا الكنيسة و أسلمت نفسي من أجلها
سمعت أنه قد قيل لك أن معظم أهل النار من النساء أما أنا أقول لك عظيم هو أيمانك و ملكوت السماوات في انتظارك
المرأة ليست شيطان أنها خلقت على صورة الله و مثاله مثل الرجل تماماً
و لست أدري لما لا تنقح كنيستنا كتاب بستان الرهبان من تلك القصة الغريبة التي يقول فيها أحد الرهبان لصبي ( لم يرى امرأة قط ) عن ألامرأة أنها الشيطان و رغم ذلك أكثر ما أعجب الصبي هي المرأة
هل تصور كنيستنا المرأة أنها شيطان ؟! لا هم لها ألا إسقاط الرجل في الخطية و أن يفقد طهارته هل هذه تعاليمنا ؟ أنها ضد تعاليم المسيح و ضد تعاليم الكنيسة ومن هنا أدعو قداسة البابا شنودة الثالث أطال الله عمره
إلى حذف هذه القصة السذاجة من بستان الرهبان لأنها تسيء إلى كرامة المرأة التي كرمها المسيح وضد التعاليم المسيحية التي لا تعرف التعصب ضد جنس أو دين
و ما كرمه الله لا يهينه إنسان