مرافعاتُ سَبيّةٍعراقيّةٍ صاخبةٌ في-مجلس الأمن-



ابراهيم سمو
2016 / 3 / 6



مَثُلت،من قرية"كوجو"المُبادة ، السبية العراقية ـ الايزيدية "نادية مراد طه"بتاريخ 16/ 12 / 2015 امام جلسة "مجلس الامن الدولي"المعنونة ب "الاتجار بالبشر في الصراعات"،كيما تدلي بمعايشاتها الفظيعة،ك "مُسترَّقة" في الحضرة الداعشية الفاحشة ،فحدّثت الشابة ،ولاحرج ،عن صورالإستعباد الجنسي ،والانتهاك الاخلاقي، والانهيار القيمي،الذي تلقته في "مَداعِر" و"مَباغي "دولة الخلافة الاسلامية"،بكت نادية ،وهي تستحضر تلك الصنوف الشبقية ،من القهر والتعذيب التي اثقلت بدنها وروحها وآدميتها،فابكت رئيسة الجلسة ،والحضور وملايين مشاهدي شاشات التلفزة في العالم ،واستطاعت ان تمثل صرخةَ "المرأة العراقية"،التي تم التجاوز بلا رأفة على انوثتها وانسانيتها ،وان تنبضَ بمعاناة"اقليات ميزوبوتامية"المنكوبة ،ب"الإبادة الداعشية"معا،إذ تلتْ من وحي تجربتها الأليمة ،كإمرأة طُعنت في كرامتها وكبريائها، واستُعبدت وهي انثى يافعة جنسيا ،على شاكلة "متاع" او"مِلك يمين" او"سبية"،واوضحت كيف رجّسَ الطغاة /الدواعش ،ومريدوهم الجبابرة بوحشية ، جسدها الفتي ،الناحل ،النبيل ،مستهدين بنصوص واجتهادات دينية ،ومُبتنين إجماعا شرعيا استقر بينهم ،على ان هذه الفتاة وسواها من الايزيديات ،لَسْن اكثر من"غنيمة حرب"،محقَّرة وذليلة .

"غنيمةُ الحرب" نادية ؛هذه المُحَرَّرة لم تكن في القاعة الاممية اسيرة/ طليقة ،تخوض في المأساة الإبادية وحسب، بل استطاعت ان تترفّع على "جراح الذات "،وتسمو كي تكون محامية مقتدرة ،عن فسيفساءالعراق المتنوع ؛كموروث انساني، حضاري، تاريخي ،سائر في طريقه ،ان لم يُسعَف، الى الإبادة.. هي بكت في الجلسة ،وكأنها اخذت تندب مآثِر سومر وبابل وآشور وميديا،التي غدتْ قاب قوسين او ادنى، من الزوال على "مذبح داعش"، كان تحشرجها بالبكاء ،بين فينة واخرى بحد ذاته مرافعةً، تُنازِلُ به "الصمت الدولي المطبق"، وكان كلامها كله استغاثة ،تستعجل عبره المجتمع الدولي ،للتدخل الفوري وإنقاذ ما يمكن انقاذه ،من العراق المُنتهَك، المنهوك.. استطاعت هذه الفتاة الناجية ،ان تشحن الحضور الاممي ،من بعض اكتئابها ،وتنقل اليهم "الواقع البربري "،الذي كابدته بذاتها ،ومايزال كثير مضاعف، من الحرائر والمحصنات العراقيات ،اللائي شُمِلنَ قسرا، ب"الشريعة الداعشية" اللانسانية يذقن علقمه، وضمَّنتْ الأَمَة الفارّة نادية مرافعتها، التأكيدَ على ضرورة سعي المجتمع الدولى الحثيث ،نحو تحرير كل المسبيات العراقيات، من آلة الإبادة والقهروالبغاء داعش ،وألحت على التحرك الدولي الجاد ،من اجل انهاء وجود "الدولة الداعشية" ،والعمل،من ثم على المعالجة الانسانية المتوجبة ؛ان امنيّا ام اجتماعيا ام اقتصاديا / خدميا ام صحيا ،فضلا عن مناشدتها بوجوب خَصّ المنطقة ،التي تنتمي اليها مع اقليات اخرى ،بالحماية الدولية ،و بلزوم توصيف ما تنكب الايزيديون به ،جراء ابتلائهم بالنقمة الداعشية، ب ال "جينوسايد" ،وإفراغ ذلك في قرار دولي صريح.

الاسيرة الناجية "مراد طه "رافعت ،فكانت ناطقا عن كل مَنْ مسَّه ،"السرطان الداعشي" في العراق ،وقدّمت ،وهي المستضعفة ،ما عجزت او توانت عنه المكونات، والمنظمات ،والاحزاب ،والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية ،في كل من اقليم كردستان ،وعراق المركز ،واثبتت ان المرأة العراقية ،ماتزال تتنفس برئة "سميراميس" ،وان مكونات الرافدين الاصيلة ،التي استحالت الى اقليات مُستقوى عليها ،لاتغفل عن ان تحصّن نفسها ،وتقارب معضلاتها الحقوقية والوجودية الكبرى ،بمنهجية"حمورابي" ،لقد تجاسرت الشابة المُحرَّرة على معاناتها الشخصية ،ووضعت من قلب الحدث الشائن، الافعال الداعشية بين يدي الامم المتحدة، بلغة عربية بليغة ،وعرض حقوقي ،رصين قد يعجز عن صياغته، المتمرسون في الصنعة الحقوقية ؛حيث القت ،بذلك، الكرةَ ،وسط تقاعس إعلامي ،عربي فاضح عن التغطية، في المرمى الاممي / الدولي .

والسؤال المُسائِل حيال إفضاءات "عرضحالها" الكئيبة، الهاتكة..مالذي يمكن ان تقدم عليه، المؤسسة الأممية الاكثر فاعلية، في هذا الكون من قرارات ،حذاء سرد نادية قضيتها ومطالبها، التي طُرِحت على المائدة الدولية ،سوى دموع رئيستها والاعضاء ..هل يكون قرارهم بعد المداولات والمشاورات : "نادية" الناجية بكتْ ..نحن بكينا "ونكتفي بالنُّواح "!. .. هذا اغلب الظن ،او" اعظمُ الايمان" في قرارات "مجلس الامن" والدول الساطية..فثمة "سابقات" تفيد ان الامم لن تتحرك ..لكن.. الغريق قد يتعلق بقشة و..ايُّما قشة !.