هل تستحق المرأة العراقية كل ذلك ..؟؟



رقيه الخاقاني
2016 / 3 / 8


يحتفل العالم كل عام في الثامن من آذار بعيد المرأة ، ونحتفل نحن في العراق بهذه المناسبة ولكن بطقوس خاصة ، على وقع موسيقى جنائزية لجيوش الارامل وطوابير اليتامى ...
فالمرأة العراقية موشحة بالسواد اسوة بأرضها المسماة بأرض السواد ، ما ان تخلعه من جسدها حتى تعيده ثانية لان مصيبة اخرى قد نزلت على رأسها ، أو حربا كونية قد دخلنا فيها ، فساستنا مولعون بالحروب والمغامرات والرقص على حد السيف وافتعال الازمات والقاء الخطب والتباهي بالانتصارات التي تأكل من الضحايا مالا طاقة للمقابر والمصحات والمشافي على استيعابهم ...
اما الجانب الاكثر كارثية فهو احتفالنا كل عام بهذا اليوم على وقع مليون ونصف المليون ارملة من ضحايا الحروب المتعاقبة التي قادتها التصرفات الغبية للساسه ، ناهيك عن جرائم الارهاب والعنف الطائفي الذي شهده العراق.. نساء فقدن ازواجهن في الحروب وتركن بلا معيل ، واعداد كبيرة منهن لايجدن فرص عمل او غير مؤهلات لممارسة اي عمل سوى التنظيف او الطبخ ، واخريات يتعرضن لمضايقات اثناء عملهن من قبل ارباب العمل او العاملين معهن طمعا في جرهن الى مآرب دنيئة على اعتبار انهن محرومات من مستلزمات الحياة الزوجية... والبعض منهن يوافقن على العمل بأجور زهيدة لمجرد توفير لقمة لاطفالهن وينتظرن صدقة او مساعدة من اقرباء او فاعلي خير ....
اكثر من مليون ونصف المليون ارملة يواجهن تحديات اجتماعية واقتصادية بالغة الصعوبة وسط تخلي المؤسسات الحكومية عنهن ، دون احتضان او اعادة تأهيل أوتوفير فرص عمل ، سوى بعض المساعدات المالية المذلة من شبكة الحماية الاجتماعية والتي لاتسد جزءا يسيرا من متطلبات الحياة ، فليس باستطاعة الارملة ان تدفع ايجارها الذي يصل الى عشرة اضعاف ماتتلقاه من معونات ناهيك عن شراء المشتقات النفطية والمواد الغذائية واجور النقل والعلاج وغيرها من المستلزمات الاخرى ....
منظمات المجتمع المدني هي الاخرى تخلت عن هذه الشريحة الكبيرة سوى بعض المهرجانات الاعلامية وتوزيع هدايا مقابل صفقات مالية تدخل الى جيوب القائمين عليها ....
نشعر بالخجل ونحن نحتفل بعيد المرأة وكلنا عتب على النائبات في البرلمان والناشطات النسويات لعدم قيامهن بواجبهن تجاه الارامل والصراخ بصوت عال بوجه الحكومة للضغط عليها من اجل الاهتمام بهذه الشريحة والتي هي ضحية لتصرفات الحكومات المتعاقبة ولااحد مستثنى من القائمة ، فلكل منها دور في سحق الارامل وعدم احتضانهن وكأنهن شماعة اخطاء لافلاس خزينة الدولة التي توزع مواردها للايفادات والامتيازات والمكارم والهبات ونفقات الحرس والخدم والمرافقين ولمن يؤدون الدبكة الشعبية بكل زهو امام هذا المسؤول او ذاك ..
من المعيب يا ايها السادة ان يكون لديكم هذا الكم الهائل من الارامل واضعاف اضعاف هذا العدد من الايتام ولنا من الموارد مايكفي لاعادة تأهيلن واحتضانهن بدلا من دفعهن لممارسة الشحاذة واستعطاف الناس والمارة في الشوارع والتقاطعات ....
فلنستح ولو قليلا امام محنة الارامل والايتام وليعي الساسة بكل فئاتهم والوانهم واطيافهم ان هناك افواها جائعة تلتقط لقمتها من فم الاسود وماعليهم الا ان يراجعوا حساباتهم لا ان يبقى غضب الله والشعب يلاحقهم الى يوم الدين ...