بايامها من 8- 21 العراقية تلبس السواد



مهند نجم البدري
2016 / 3 / 8

كالعادة في كل سنة من هذا الشهر يمر علينا عيد المراة العالمي وسيمر بعده عيد الام ولكن (( وكالعادة ايضا)) سيمران والمراة العراقية ترتدي السواد على حالها وحال بلدها ، وستذكر فقط بخطاب للعبادي واحتفال رمزي لبعض الاحزاب وبدون ان يحمل هاذان اليومان اي دلالة أو بادرة يصحبها تغيير نوعي ولو بمجرد تغير طفيف , فلازالت المراة تعاني وتكابد الامرين في مجتمعاتنا حيث الاعراف البالية والفهم الخاطئ للشرع , وخلال العقد المنصرم دهمت حياتها الكثير من الأخطار وواجهت صعوبات كثيرة في الحياة اليومية، فهناك ملايين الأرامل نتيجة العنف المتواصل والقتل والاختطاف للرجال وللنساء أيضا، إضافة إلى ملايين الأيتام.ولاجئة ونازحة والكثير من الفتيات قد حرمن من التعليم، وأصبحت العراقية لاجئة أو نازحة داخل حدود البلاد.
ورغم ظهورها في الواجهات السياسية مثل البرلمان ومجالس المحافظات، فإن تغييرا جوهريا في الحصول على حقوقها لم يحصل، وهي تظهر في مواقع مختلفة ضمن نظام المحاصّة وتعمل تحت لافتة الأحزاب المشاركة في السلطة وبقيت المرأة العراقية ولازالت تصارع حزمة واسعة من الاعتراضات والعوائق المصطنعة والمفاهيم المتشددة التي وضعت في طريق انعتاقها ونيل حقوقها،وباتت المرأة العراقية أسيرة ضمن نظم وأطر سياسية واجتماعية واقتصادية جعلتها بعيدة جدا عن الموقع الاجتماعي المناسب لقدراتها الجسدية وكفاءتها الفكرية والمهنية.

أن التمعن في التشريعات الخاصة بالأحوال الشخصية المنصوص عليها في القوانين العراقية المعنية بحقوق النساء سوف يظهر مدى الإجحاف والإيذاء الذي يطال حياتهن ووجودهن المعنوي وكيانهن الإنساني، وتلك التشريعات تشير لاستعصاء قضايا المرأة العراقية وفي ذات الوقت تكشف المأزق الحضاري السياسي والاجتماعي الذي يعيشه المجتمع العراقي.
تجد المرأة العراقية نفسها ما بين المطرقة والسندان، نتيجة الأوضاع الأمنية والمعارك في المناطق السنية بشكل خاص.

المعارك التي تدور بين تنظيم الدولة من جهة وقوات الجيش العراقي مدعومة بمليشيات الحشد الشعبي الشيعية من جهة أخرى، فاقمت من حالة الفزع والخوف لدى الأسر العراقية في المناطق الساخنة، خاصة النساء والأطفال، ما دفع أغلبهم إلى النزوح إلى مناطق أخرى داخل العراق، وهو ما خلق شكلا جديدا من أشكال المعاناة.

وقد بينت بعثة الأمم المتحدة في العراق، أن نحو 1.2 مليون امرأة عراقية قد شردن منذ بدء بدء القتال، وهن يكابدن الآن ظروفا قاسية.



ويشير التقرير إلى أن ما بين 90 و100 امرأة عراقية تترمل يوميا نتيجة أعمال العنف والقتل الطائفي، حيث ارتفع عدد الأرامل في البلاد إلى أكثر من مليون أرملة، وذلك مع الاشتباكات التي يشهدها العراق في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة.

من جانب آخر، يلخص تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش الانتهاكات التي تتعرض لها المراة العراقية بالقول: "لا أحد يأمن انتهاك حقوق المرأة في نظام العدالة الجنائية العراقي"
واستند تقرير هيومن رايتس ووتش إلى شهادات 27 امرأة وسبع فتيات كن معتقلات، وأقاربهن، ومحامين ومسعفين، إضافة إلى وثائق من القضاء ولقاءات مع مسؤولين في الحكومة العراقية.




الذي نريده ونطالب به هو ان تاخذ المراة حيزا اكبر .. بحيث يصبح لها دور ايجابي وبارز وان تنزع عن نفسها رداء الجواري والامات , وبالطبع بدون مطالبتها بان تصبح خليعة ومتحررة من بعض الثوابت بقدر ما نطالب بان تصبح فاعلة في مجتمعها ولها كلمتها المسموعة والمؤثرة في اتخاذ القرارات المهمة , وان تكون - المراة- شريك لنا نحن الرجال في الانسانية قبل كل شئ و بعيدا عن جنسها وانوثتها.. فمثلما هي تتحمل مسؤولية افعالها فمن الانصاف والعدل ان تكون مسؤولة عن نفسها .