عيد الأم وعرفان الجميل



طاهر مسلم البكاء
2016 / 3 / 20

عام 1872 دعت جوليا وورد هاو النساء للانضمام من اجل دعم نزع السلاح وطالبن في 2 يونيو 1872 ان يقام عيد الأم من اجل السلام ،نداء إلى الأنوثة في جميع أنحاء العالم، وقد أشير إليه أحياناً بعيد الأم، ولكن يوم جوليا لم يكن لتكريم الأمهات بقدر ماكان مبادرة لتوحيد صوت الأمهات ضد الحروب ، وفي عام 1880 و عام 1890 كان هناك العديد من المحاولات من اجل اقامت عيد الأم في أمريكا لكن هذه المحاولات لم تنجح .
في جرافتون غرب فرجينيا قامت آنا جارفيس ، عام 1908،بمبادرة رائعة أعتبرت الأساس لعيد الأم ،حيث أقامت احتفال لذكرى والدتها ،و كانت تطمح لتحقيق حلم والدتها وهو اقامة أحتفال يشمل كل أم ،وقد قامت بحملة في عموم الولايات المتحدة لجعل عيد الأم عيدا ً معترف به ،وقد نجحت في ذلك عام 1914 عندما جعل الرئيس وردو ويلسون هذا العيد عيداً رسمياً وطنياً .
أصبح تقليدا ً متعارف عليه حيث يقوم كل فرد بتقديم هدية أو بطاقة أو ذكرى للأمهات ،وأصبح عيد الأم من أضخم الايام للمبيعات من الزهور و بطاقات المعايدة ،وكذلك أكثرها رواجاً لللأتصالات الهاتفية .
لماذا عيد الأم :
ان شيوع عيد الأم في كل العالم بسرعة ،جاء نتيجة تفهم ما تؤديه الأم من رسالة تضحية ورسالة عظيمة في الحياة ،دون ان تنال الرعاية المناسبة من الأبناء ،فعادة ماينسى الأبناء امهاتهم في خضم مشاغل الحياة ويتنكرون لتضحياتهن الجليلة ، ولا يؤدون الرعاية الكاملة لهن، فكان الرأي أن يجعلوا يوماً خاصا ً في السنة ليذكروا الأبناء بأمهاتهم، ويحتفل بهذا العيد في العديد من دول العالم ولكن يختلف يوم العيد من دولة الى أخرى ، وفي الأغلب يحتفل به في شهر آذار أو نيسان أو أيار ،أما في العالم العربي فيكون في اليوم الأول من فصل الربيع أي يوم 21 مارس، أما النرويج فتقيمه في 2 فبراير، و في الأرجنتين فهو يوم 3 أكتوبر، وجنوب أفريقيا تحتفل به يوم 1 مايو. وفي الولايات المتحدة يكون الاحتفال في الأحد الثاني من شهر مايو من كل عام، وفيه يتم الاحتفال بالأمهات وتكريمهن، فمثلا يتم عرض صور رسمها أطفال بين السادسة والرابعة عشرة من عمرهم وتدخل ضمن معرض متجول يحمل اسم "أمي" ويتم نقله كل 4 سنوات يتجول المعرض في العديد من الدول.
ومعلوم ان الشعوب القديمة كانت لها مناسبات شبيهة بعيد الأم مثل عبادة اليونان لكوبيلي، وعيد الرومان لهيلريا، واحتفال المسيحيين في أوروبا بيوم أحد الأمومة ،غير ان العيد الجديد شمل كل هذه البلدان ولكنه لايعني انه يلغي خصوصية كل بلاد في العادات والطقوس التي تشتهر فيها .
ان اعتراف العالم بعيد الأم يأتي تعبيراً عن الإمتنان والمحبة لها فهي رمز العطاء اللامتناهي ،والتي تعطي دون ان تأخذ وماهذه الفعالية سوى رد بسيط لجمائلها، ولكل محظوظ بوجود والدته عليه أن يصبّح علىها برسالة تهنئة معطرة بكلمات الحب .
عيد الأم لدى العرب :
اول من فكر في عيد للام في العالم العربي كان الصحفي المصري الراحل علي أمين ، مؤسس جريدة أخبار اليوم مع اخيه مصطفي امين ،حيث طرح علي أمين في مقاله اليومي فكرة الاحتفال بعيد الأم قائلا: ,,لماذا لانتفق علي يوم من أيام السنة نطلق عليه ‘يوم الأم’ ونجعله عيدا قوميا في بلادنا وبلاد الشرق.
ثم حدث أن قامت إحدى الأمهات بزيارة للراحل مصطفى أمين في مكتبه وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترمَّلت وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرست حياتها من اجل أولادها، وظلت ترعاهم حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها تماماً، فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير “فكرة” يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير بفضلها، وكان أن انهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، لكن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، وبعدها تقررأن يكون يوم 21 مارس ليكون عيدًا للأم، وهو أول أيام فصل الربيع .