نجوى كرم تجرح حقوق المرأة



عندليب الحسبان
2016 / 4 / 1

على سيرة تصريحات الفنانة نجوى كرم حول عمل المرأة وعلاقتها بالرجل ...
لا أفهم بصراحة ما الذي أغضب النساء والصبايا من تصريحات هذه الفنانة " الجميلة " ....
ما فهمته أنا أن نجوى كرم دعت المرأة إلى إعطاء أولوية الاهتمام لبيتها وزوجها وأطفالها , وليس في هذا ما يعيب دور المرأة ,
دور المرأة تاريخيا _ إن تزوجت وأنجبت _ هو رعاية طفلها عبر إرضاعه من ثديها ستة شهور متواصلة _ حسب الدراسات العلمية _ ثم متابعته صحيا وغذائيا وتعليمه قواعد النظافة واللياقة واللباقة ما تبقى من شهور تمتد إلى سنتين ....ليس عيبا أن تكون فترة حضانة الانسان طويلة دونا عن فترات حضانة الحيوان الأخرى , وليس ذنبا للطفل أنها كذلك حتى يعاقب بالهجران وتدويخه في الحضانات الصناعية ,
الطفل يحتاج دور الأم ولا أحد يمكن أن يعوضه هذا الدور وأولهم الأب ....
أما عمل المرأة , فمجرد انضمامها إلى أسرة هي فيها زوجة وأم , فقد تنازلت تلقائيا بفعل الطبيعة عن كثير من فرديتها لصالح هذه الأسرة , والأمر ذاته ينطبق على الرجل , في الأسرة لا يوجد أفراد . يوجد أعضاء , ولكل عمله ودوره , ولا أتفق مع كثير من اطروحات النسويات بخربطة وتداخل الأدوار , مثلا بأن يرضع الأب طفله , وأن تصلح المرأة عجلات السيارة , .ليس بالضرورة تغيير الأدوار لأن المشكلة ليست دائما بها , المشكلة هي في قيمة الدور , وهو ما علينا أن نصب اهتمامهنا عليه , بمعنى أن يكون عمل المرأة داخل المنزل من طبخ وتنظيف ورعاية الكبار والصغار ذا قيمة اقتصادية واجتماعية , لأن الأسرة أهم وحدة اجتماعية تنتج القيم , وأما عملها خارج المنزل فما قيمته إن لم يصب في مصلحة أسرتها أبا وأطفالا ؟!
أما ثورة نسويات اليوم على الأدوار الجندرية بطريقة القرن العشرين الآلوية ( دعوات اخراج المرأة من الخاص " البيت " إلى العام " المصنع ) ,, فهي اليوم لا تناسب حجم ونوع التغيرات داخل الأسرة ووحدات المجتمع وقد تساهم أكثر في تعظيم مشكلة المرأة عبر خلق اضطرابات نفسية اجتماعية داخل الأسرة , والمرأة نفسها أول الضحايا قبل الرجل .
محاولات اسقاط المرأة أعمال البيت من واجباتها من: رعاية الأبناء والتنظيف , والطبخ والغسيل والجلي .....محاولات هروب لا أكثر ولاأقل , وليس بالضرورة أن تصب في حقوق المرأة _ كما تحاول بعض النسويات تسويقه على أنه خطوة نحو تحرر المرأة ...
في النهاية هناك أسرة , لا تستوي إلا بأمرأة طريّة , ورجل بأكتاف عريضة ....
وفي النهاية هناك طفل يرضع , والرجل لا ثدي له
وفي البداية وحتى النهاية الرجل والمرأة جسدان يلتحمان معا في الليل لينجبا الحياة في النهار
فالعدو ليس رجلا