نعم لتحرر الرجل



فوزية بن عبد الله
2016 / 4 / 7

نعم لتحرر الرجل

" لن تتقدم المجتمعات المتخلفة إلا بتحرر المرأة"، مقولة نسمعها مرارا وتكرارا بهذه الصياغة أو تحت صياغات مماثلة تنصب في نفس المعنى، غير أني أرى أن مجتمعاتنا العربية لن تتقدم إلا بتحرر الرجل، وقد يتساءل متسائل " آ ليس الرجال متحررون في بلادنا"؟، أ قول نعم بالتأكيد، فمادام الرجل لم يتحرر من عقدة المرأة وخوفه منها كشريك قد يسحب البساط من تحت رجليه، ويعيد قلب التاريخ الى عهده الأول أين كانت القداسة للأنثى، فهو نتيجة لهذه العقدة يلجأ دائما الى السلوك العدواني والعنيف، وسلوك الاقصاء والتحقير والتصغير، وحصر دورها في دور امتاعي وتوصيفها لها توصيفا جسديا جنسيا شهوانيا.
فهو في محاولة لابعادها كل البعد عن مجال التنوير والثقافة واكتساب العلم، يحملها مسؤولية الطبخ والغسيل، وتربية الأطفال والحفاظ على تبادل الزيارات الاجتماعية والاهتمام بكل ما هو مادي على حساب تنمية عقلها وفكرها.
"الأنثى هي رمز الجمال"، " الأنثى هي رمز التضحية"، " الأنثى هي الحنان والطيبة والتسامح وهي من تغفر الخيانات..."، وأتساءل أنا في حيرة من أمري
ألا يرى الرجال في أجسادهم الجمال؟، أ يعتقد الرجال أنهم خلقوا لكي يكونوا أنانيون؟، أليست الطيبة والتسامح والحنان والغفران صفات انسانية أم هي تقتصر فقط على المرأة؟، أ ليس الأطفال نتاج التقاء رجل بامرأة؟، أليست تربية الاطفال واجب على الرجال؟، ألا يؤثر الغياب الرمزي للأب الذي يمثل السلطة والقانون على تنشئة الأطفال؟، وقد يؤدي بهم الأمر الى سلك طريق الإجرام أليست الجريمة خرق للقانون؟، ثم نتساءل " لماذا تتزايد نسبة الجريمة يوما بعد يوم رغم أن المجتمع والدين يحثان على الأخلاق؟"، لأنه و ببساطة وفي اعتقادي أن غياب الدور الفعال للأب في تربية الاطفال أحد الأسباب الجوهرية في ذلك، فالمرأة وحدها لا تستطيع القيام بذلك وأنا من هنا أدعوا الى تحرر الرجل من عقدة المرأة، فأيها الرجل لا تخف من المرأة فهي لا تريد السيطرة عليك ولا أن تعيد عصرها الذهبي وقداستها الاولى هي تدعوك لتكون شريكا لها، تبنيان سويا جنبا الى جنب مجتمع انساني بالدرجة الأولى، فل تتحرر أيها الرجل.