الزواج العربي والزواج الغربي بين الإضطرار والأختيار



سمر محسن
2016 / 4 / 8

كثيراً ما تباهى العرب بقوة روابطهم الأسرية وسخروا من (التفكك) الذي يعتري العائلة الأجنبية ونسب الطلاقات العالية والإنفصال الذي يتواجد في زواجات وعلاقات الغربيين، وذلك لكون العرب (حسب إدعائهم) يمشون بما يرضي الله ويبتعدون عن الزنا قبل الزواج ويخافون غضب الله فيحسنوا إلى أزواجهم وأولادهم وكذلك يبر الأبن بوالديه حسب ما أوصاه ربه وبهذا نجد الزواج العربي والعائلة صامدة وتدوم لسنين وسنين قد لا يدومها الزواج الغربي أو العلاقة بين أثنين.
لربما كان هذا صحيحاً ولكن ليس للأسباب التي يدعيها العرب، أي نعم للدين دخل في ذلك ولكن ليس بتقويمه وتهذيبه لخُلِق المتزوجين بل بترسيخه لكثير من المفاهيم المغلوطة في صميم العلاقة الزوجية مما يضمن إستمراريتها إجباراً وليس أختياراً ولذلك للعديد من الأسباب، مثلاً:
1_واجب إطاعة المرأة لزوجها حتى لو قام بضربها وإهانتها أو حتى خيانتها، فالرجل رجل مهما أخطأ لن ينقص منه شيء وعليها أن تغفر زلاته (البسيطة) هذهِ حفاظاً على بيتها وأولادها ولا تنسى مطلقاً قوامته عليها.
2_الإعتماد المادي للمرأة على الرجل مما يجعلها تضطر صاغرة إلى خدمته وطاعته مهما تمنت دس السم له في غداءه! وذلك لكونها تحتاجه معيلاً لها ولأطفالها.
3_ المحاربة الإجتماعية التي ستمارسها ألسنة الناس عليها لو ألتصقت بها كلمة (مُطلقة) وهي في نظر الكثيرين قد أصبحت سلعة مستخدمة قل سعرها وخفت الرغبة في إقتنائها إلا ممن يكبروها عمراً بكثير أو يرغبون بالزواج منها كزوجة ثانية أو كخادمة لأولادهم من أرملاتهم المرحومات.
4_ التفكير بالأطفال ومصيرهم المرعب وهم يتلقون أسوء أنواع التربية من زوجة الأب أو زوج الأم دون وجود قانون يحمي ويرعى طفولتهم البريئة.
كل هذهِ الأمور وأكثر جعلت من الزيجة العربية كالحكم بالسجن المؤبد مع الأشغال الشاقة، سجن يبقون فيه إجبارياً وإضطرارياً وليس أختيارياً كما يتباهون ويدّعون فلو توفرت لهم حرية الغرب وحقوقهم لكانوا أول المطلقين الهاربين الناجين بجلدتهم من هذا السجن البائس.
وطبعاً سيتواجد الآن من يقول لي: حسناً حتى لو كان ما ذكرتيه من أسباب صحيحاً فالمهم هو إن نتيجته كانت بقاء هذا الزواج قائماً والحفاظ على أعمدة هذا البيت على الأقل من أجل الأطفال.
عزيزي هل نسيت كمية المشاكل الهائلة القائمة تحت سقف ذلك البيت المنخور؟
أب يضرب الأم أمام أطفاله.
أم تدعو ليل نهار على زوجها وأهله وتندب حظها العاثر لكونها تزوجت منه، والأدهى إنها ستحمل أولادها سبب تعاستها هذهِ ولن تتوانى عن لومهم في وجوههم وهي تقول (لولاكم لكنتُ حرة من هذا العذاب الآن).
عراك ومشاكل وصياح وكل ما سيدفع بالطفل المسكين إلى كره حياته وكره الزواج بأكمله.
أي نعم بقي ذلك البيت قائماً فوق رأس الطفل ولكن نتيجته كانت الكثير والكثير من العقد والمشاكل النفسية في داخل ذلك الطفل والتي سيكون لها وقعاً مؤلماً في حياته المستقبلية وتعامله مع الأمور والزواج.
نعم أنتم متزوجون أكثر من الغرب الكافر وتتباهون بذلك، حالكم كحال ذلك السجين الذي يمد رأسه من زنزانته ويخاطب حراً يمشي في الشارع ويقول (هيه يا هذا أنظر إلي، يومي منظم أستيقظ كل صباح بنشاط وآكل الطعام بمواعيد وأنظف زنزانتي بإجتهاد فأنا أنا النظامي في حياتي ، فماذا تفعل أنت يا فوضوي بحياتك ؟)
وبينما كان هذا السجين يتبجح بكلماته الكاذبة المختالة هذهِ فقد نسي أو تناسى حارس السجن الذي يقف له في باب زنزانته ممسكاً بعصاه الحديدية كي ينهال عليه بالضرب لو حاول أو فكر في لحظة من لحظات يومه بأن يتمرد على نظامه هذا!