المرأة للصالون الثقافي



ماري مارديني
2016 / 4 / 18

قالت زميلة و هي مُعجة برأيها ! ان المرأة خُلقت للمطبخ! و للبيت! و ان مكانها هو المطبخ!!! فقلت لا هذا برأيك فقط، و بنمط تربيتك فقط، و ثقافتك المُغلقة يا زميلة. فالمرأة برأيي خُلقت للصالون و الثقافة و الفكر ، و لا تقل عن الرجل بذلك إلا اذا كانت هي قد نشأت و تربت على انها اقل من الرجل بالفكر و الثقافة و العقل،و ترى نفسها اقل منه، و تشربت من الصغر على ان مكانها المطبخ، وهي لا ترى غير المطبخ، و ما زالت تكرر نمط جداتها اللواتي لا يعرفن اكثر من المطبخ.
قُلتُ لها ان المرأة ليست طباخة، و ليست باربي في البيت و غرفة النوم ، فذاك الذي تذكرينه يا زميلة هو منطق العصر الحجري، و منطق سطحي خالي من البُعد التربوي، و الثقافي، و الاجتماعي الطبيعي . فكما ان المرأة تدخل المطبخ كذلك على الرجل ان يفعل، و طالما يريد الطعام فلا بد ان يُشارك بإعداده و هذا منطقي. و كما ان المرأة ستعمل خارج البيت فلا بد للرجل ان يشاركها العمل داخل البيت ، فكلا المرأة و الرجل قادران على الدخول للمطبخ، و الطبخ، و غسل اوعية الطعام، و ادوات اعداده. و بالمقابل فكما ان الاثنين لهما عقل فكلاهما مهيأ للعمل خارج البيت و للصالون و الثقافة و الفكر ، فهكذا تربيت و اعجبتني ايجابية و حضارة التربية التي تلقيتها بالعقل و الاحساس و الروح، لانها تحترم الانسان ، و تحترم امكانياته، و تساعد على تنميتها و تطويرها،فتشربت بها و اضفت عليها ايضا، و هكذا أربي و انصح، فالمرأة ذات عقل و ثقافة.
قالت الزميلة ان المرأة تتزوج للستر!!! فقلت و هل هي غير مستورة من غير الزواج !؟!! و تابعتُ كلامي قائلة لها ان المرأة تتزوج للاستقرار عندما تتزوج . و تتزوج عندما تقتنع . و ما اكبر الفرق بين المنطقين و النظرتين و المبدئين بين فكر سلبي و سطحي مثل كلامها ، و فكر ايجابي و عمق ثقافي مثله رأيي ." برأيي الشخصي"
ترجتني ان اجاملها و اقول ما قالت و اوافقها عليه ! فقلت اشفق عليك اذن.
و قلت مُضيفة ان المرأة ذات عقل يرشدها، و من تكون ناقصة عقل ترى ان المرأة تتزوج للستر، ا و انها خُلقت للمطبخ و البيت فقط. فما اشبه تفكيرها بتفكير العصر ما قبل الحجري! ا و كأنها تعيش بزمن الوأد للمرأة الذي ما زال حيا بتربيتها ، و بيئتها، و كلامها ، و رأيها الذي قالته! فهي لا تعرف و لم تنشأ على ان كلا المرأة و الرجل قادران على التفكير و الثقافة لان لكلاهما عقل و هما متساويان. و لم تعرف تلك الزميلة ان اشهر الطباخين بالعالم هم من الرجال، و ان اشهر الخياطين و مصممين الازياء النسائية بالعالم هم من الرجال، و اشهر خبراء المكياج و التجميل و تصفيف الشعر هم من الرجال . و لم تعرف ان اشهر من عمل بالتعليم ، و اول المفكرين ، و المخططين ،و المعترضين، و الممرضين ، و المعالجين، و المطورين، و المربين، و المناقشين للامور بشكل ايجابي و فعال هن من النساء لان لهن فكر، و عقل، و ثقافة. فالمسالة ليست بإمرأة او رجل انما بعقل و ثقافة و تربية يا زميلة.