7000 شرطي سري لمراقبة النساء في طهران



فلاح هادي الجنابي
2016 / 4 / 21

في الوقت الذي ينتظر البعض من المنبهرين و المصدقين بمزاعم الاعتدال و الاصلاح التي ينادي بها روحاني، بأن تکون هناك خطوات ما بإتجاه تحسين أوضاع حقوق الانسان و المرأة و السماح بمساحة أکبر من الحريات المصادرة أساسا، فإن شرطة النظام المتطرف قد أعلنت عن إنتشار 7000 شرطي سري، من رجال ونساء بملابس مدنية، في العاصمة طهران، بدءا من الثلاثاء 19 نيسان 2016، لمراقبة حجاب الفتيات والنساء واعتقال المتبرجات ومن لا يلتزمن بالحجاب الشرعي الكامل.
هذه الخطوة القمعية التعسفية التي تعکس حقيقة هذا النظام و کذب و زيف مزاعم الاعتدال و الاصلاح جملة و تفصيلا، تأتي مرة أخرى کدليل إضافي على عدم جدوى إنتظار أية خطوة جدية من جانب هذا النظام بإتجاه الاصلاح و الاعتدال، وإن سعي النظام لنشر 7000 من الشرطة السرية في طهران، من أجل مراقبة النساء و مدى إلتزامهن بالتحجب، يٶ-;-کد حقيقة أن النساء الايرانيات و بعد أکثر من 36 عاما من عمر هذا النظام، يقاومن إجراءاته القمعية التعسفية و يصرن على رفضها و عدم القبول بها.
معاداة النساء و الحط من اقدرهن و إعتبارهن الانساني، لايزال يشکل جوهر هذا النظام و معدنه الاساسي، وحتى إن إصراره على هذا النهج قد تجلى في إصداره للقوانين المنتهکة لأبسط حقوق الانساء خلال فترة رئاسة روحاني نفسه، وإن إقدامه على هذه الخطوة التعسفية و بعد الاتفاق النووي بشکل خاص، يٶ-;-کد بکل وضوح إستحالة تحقيق الاعتدال و الاصلاح في ظل هذا النظام، وهو يثبت أيضا مادأبت على تأکيده المقاومة الايرانية بکذب و زيف مزاعم الاصلاح و الاعتدال وإن روحاني يمثل امتداد للنظام نفسه و هو يعمل جهد إمکانه من أجل المحافظة عليه.
الشعب الايراني الذي أکد دائما على رفضه لهذا النظام و مقاومته له، خصوصا وانه خلال العام الماضي قد شهد 6500 حرکة و نشاط إحتجاجي ضد النظام، وليس بغريب او عجيب رفض النساء الايرانيات لهذا النظام و إجراءاته و ممارساته القمعية بحقهن خصوصا وانهن لعبن دورا محوريا في الثورة الايرانية و إسقاط نظام الشاه، وإن النظام يتخوف منهن و من دورهن التعبوي کثيرا ولذلك فهو يصر على قمعهن و تهميشهن الى أبعد حد، لکن الحقيقة التي يجهلها هذا النظام هي إنه ستبقى النساء الايرانيات رافضات له بکل قوة وانه ليس 7000 شرطي وانما ملايين الشرطة لايمکن أن تثني إرادة النساء الايرانيات و رفضهن القطعي لهذا النظام.