نساء ..في مهب الريح 14 / إعكَالك .. جلّب باللوري



نادية فارس
2005 / 12 / 5

استجابة ً لمقال السيد طالب الشطري الموسوم بعنوان .. أبو شوارب




قامت قائمة ُ العرب ِ والعروبة إثر َ إهانة ِ القائد ِ الهمام .. وفحل الأمة العربية المقدام .. ورجلها الذي لاتغمض ُ عينه ُ أو تنام ..ورمزِ مجدها صدام .. بانتزاع ِ عقالِه ِ العربي أثناء محاكمته ِ ..

ثار َت ثائرة ُ الأمة ِ ورجالها .. رغم َ عدم َ تجرؤ هيئة ِ المحكمة ِ على حلق ِ شواربه ِ الكريمة ِ .. أو على قطع ِ عضوه ِ التناسلي الذي نثر َ قذاراته ِ في أرحام ِ الكثيرات ِ من البريئات العراقيات ! !



حوكم َ صدام .. وتأجلت محاكمته ..وحوكم مرة ً أخرى .. ونحن ُ ننتظر ُ سماع شهادة ٍ واحدة ٍ لامرأة ٍ تقف ُ أمامه ُ لتضع َ أصابعها في عينيه .. وعيون طراطيره من محامين وأزلام ورفاق وإسلاميين .. ودراويش .. وقومانيين .. وهيئات حقوق إنسان .. وجامعة دول ٍ عربية .. لتقول : أنا التي اغتصبني هذا الجرذ ُ القابع ُ أمامكم ! لاتعيدوا له عقاله الذي اغتصبني به !

كل ّ ماسمعناه هو حادثة ُ الدجيل !

وكأن ّ حادثة َ الدجيل هي الأختراق الوحيد الذي ارتكبه صدام ضدّ حقوق الأنسان في العراق !

تحول َ مشهد ُ المحاكمة الى كوميديا .. منحت الكثير من الأمل لمؤيدي صدام .. بعودته الى كرسي الحكم .. مزدانا ً بعقاله وشواربه ..وعضوه التناسلي الذي ضرب الرقم القياسي في الفحولة العربية من أجل حماية الحدود الشرقية للأمة العربية والأسلامية !!



تقزمت جرائم صدام واختُصِرَتْ .. لأن ّ الجرأة َ خانت نساؤنا في أن يقفن في المحكمة ِ شاهدات ٍ على فروجهن ّ.. مما يسهّل ُ على صدام الأفلات من قبضة العدالة !



ومربط ُ الخيل هنا .. ليس لاثبات جرائم الأغتصاب التي ارتكبها صدام ..ولكن كي أثبت أن وهم العقال العربي وارتباطه بالشرف .. ليس إلا وهما ً قوميا ً ارتبط بذكورية الشرف العربي .. رغم ارتكاب الكثير من الجرائم المخلة الشرف تحت حماية هذا العقال ورفيقته الكوفية !

فحين كان صدام يقوم بجولاته السرية ومغامراته الجنسية الايروتيكة . .كان يصول متخفيا ً بالزي العربي .. ملثما ً بكوفيته في أغلب الأحيان .. وعليهم .. أو عليهن .. يالنشامة ها خوتي ها !

اتفقت معظم ضحيات حالات الأغتصاب على يده ويد أزلامه .. أنهم كانوا يقومون بغزواتهم عليهن وهم بكامل عدتهم العربية .. فوسخوا الرمز العربي .. وأدانوا الشرف العربي .. باستخدامهم الحقير لهذا الرمز.



ومع هذا .. استنفر محاموه روح الأمة .. لمجرد أن هيئة المحكمة نزعت عنه عقاله!



وكما ارتبطت الشوارب بالفحولة .. ارتبط العقال .. فمنهم من يحلف به .. ومنهم من ينزعه غضبا ً حتى يستعيد حقه .. ومنهم من ينكسه ُ حتى يغسل عاره بقتل ابنته أو زوجته .. ومنهم من يميله الى أحد جانبي رأسه غرورا ً .. ومنهم من يطرزه بخيوط الذهب .. ومنهم من يتوارثه مختالا ً : هذا عكَال الوالد !



صدام اغتصب العراقيات مرتديا ً عقاله .. لكنه يحاول استغفال العالم كله .. بادعائه المحافظة على هذا الرمز العربي ! والعالم ملئ بالمغفلين والمتغافلين.. يتغافلون عن عمليات تسقيطه لشرف الكثير من النساء العراقيات تحت حماية ورعاية هذا العكَال!



وسيبقى صدام مغتصب النساء محميا ً بالصمت القسري لضحايا مغامراته الجنسية!

وسيبقى أعوانه ومومساته سعداء لأن محاكمته ارتبطت برمز الشرف العربي وعقاله المقدس !

فليست هناك امرأة واحدة فينا .. شجاعة .. حذ أن تطالب هيئة محكمته بتسليمها عكَال صدام لتدوس عليه بنعلها !

ومن أين ستأتيهن الشجاعة .. وهن ّ يعرفن مسبقا ً .. أن ّ ملايين الفحول العراقيين والعرب بانتظار القصص المدهشة .. والأزدراء لهن ؟

كيف سيكون بإمكان ضحايا الأغتصاب .. أن يساهمن بتنكيس عقال ذكور عشائرهن ؟



المشكلة هي ..مشكلة العقال والشوارب !!

الكثير من جرائم الشرف ترتبط بطريقة أو أخرى .. محمية برموز تحمي وتديم ذكورية هذا المجتمع الذي تسعده سرية الجرائم .. بدلا ً عن كشفها أو الخوض فيها .



في المجتمعات الغربية .. تلك التي لايرتدي رجالها عقال أو كوفية أو يشماغ .. لكنها مع هذا علمتنا أننا بشر ٌ ولدينا حقوق .. بأمكان امرأة ٍ مثل مونيكا أن تواجه رئيس جمهوريتها وأن تحاكمه بتهمة الأغتصاب !

أما في العراق فهذا هو المستحيل بعينه ! حتى وإن كان الرئيس رئيسا ً سابقا ً.. حتى وإن تطلبت إزاحته تهديم بلد ٍ بأكمله ! حتى وإن كان داخل قفص الإتهام!

أتعرفون لماذا؟

لأننا مجتمع ٌ يرتبط فيه تنكيس العقال بفرج المرأة وعفتها .

لأننا نضحي بالضحية .. ونحمي المجرم بأنظمة ٍ متوارثة ورموز استسخفها مستخدموها .. قبل أن يسخفّها الآخرون .



نحن مجتمع ٌ لا يحمي المرأة .. ولايجرؤ على الدفاع عنها !

نحن مجتمع ٌ تُستَخدَم ُ المرأة ُ فيه . . للجنس ِ والأستعباد .. لتعديل العكَال أو لتنكيسه .. لتوجيه العملية السياسية أو لكسب الأصوات في الأنتخابات ! لحماية الدين والشرف .. لإمتاع السياسيين ولتخليد فحولتهم !

لو كان العرب غيارى .. لما طالبوا بإعادة العقال العربي لصدام !

ولكن

واضح ٌ جدا ً .. أن ّ لهم فيه مآرب ُ أخرى