صرخة إمرأة



بنواحي هناء
2016 / 5 / 8

تصحو بين الحين والآخر وعلى حين غرة تلك الطفلة الصغيرة التي مازلت تستوطن روحها، تستيقظ فتقلب صفحات الألم والدموع وفراق وموت أحلامها والفراغ العاطفي، الذي يسكنها ، تلك الجراح التي فعلا لم تقدر على علاجها حتى الأن، ولا تعرف حقا كيف من الممكن أن تندمل. حيث جربت كل شيء لكن لم ينفع اي دواء، إتخدت جميع التدابير لكي تجعل تلك الطفلة تموت بداخلها، لكن لم تقدر تشعر هي بضجر منها ، لأنها تصحو في أوقات ترغب فيها أن ثتبت أنها قوية امام الملأ، فتفاجئها بحضورها فتجعلها تضطرب كليا ، وتصبح مثل طفلة صغيرة حتى الكلام يتجمد في لسانها وتعود خرساء، وتفضحها عيناها وتمطردموعا بغزارة، ومن دون سبب معقول، و التي تحاول أن تسجنها في بحار القساوة والصمت، لكن تتحرر من دون علمها وتفك القيود بنفسها ، وتجعلها تشعر بضعف لا يطاق حيث تشعر أنها لا حول ولا قوة لها .

رغم الألم والصراع والعنف سواء اللفظي أو النفسي أو الجسدي الذي عانت منه هي في حياتها، لم يجعل نفسيتها أن تتقوى جيدا، فعلا نفسيتها مكسورة إلى حد كبيرمثل قطع الزجاج المكسور.

رغم أن الذي يعرفها جيدا يظن أنها قوية كفاية وأن لا شيء من الممكن ان يدمر كيانها النفسي ، ذلك لأنها ترتدي قناع القوة لكن في بعض الأوقات يسقط القناع ليفضح حقيقتها أنها ليست قوية كفاية ، سبب كل هاته الأشياء ، سببها التربية التي تعتمد على العنف والصراع الأسري هذا الصراع الذي يحرق الأخضر واليابس والذي لا يعطي سوى ثمار مرة مثل ثمار شجرة الزقوم التي تعصر الفؤاد من مر مذاقها .