وهمٌ حولَ الحبّ



نادية خلوف
2016 / 5 / 27

نتوهمّ جميعنا حول الحبّ. صحيح أنّه حالة جماليّة في مرحلة من مراحله ، لكنّه قد يكون وجبة سريعة تحتوي موادّ سامّة.
الحبّ عند النّساء مرتبط بالأفكار المثاليّة، وعند الرّجل مرتبط بالرؤيا المؤقتة، هو يأكل ويشرب حبّاً بعينيّة ، بينما المرأة لا ترى إلا بقلبها ، ولا تنظر إلى لغة جسد الرّجل إلا عند الصّدمة التي تكشف لها بأنّ كلّ أفكارها كانت غير واقعيّة.
أتحدّث عن النّساء العربيات بشكل عام، وعن المرأة السّورية بشكل خاص.
القيود المفروضة على المرأة من قبل أهلها، والتي تطاردها من أجل الزّواج ، تدفعها أحياناً وتحت إلحاح داخلي إلى البحث عن زوج بطريقة ما، فالمرأة التي تتجاوز الثّلاثين تشعر بالعار الاجتماعي لأنّها لم تتزوّج، تتساءل: لماذا أنا مهملة ، لا يهتمّ بي أحد؟
تعتقد المرأة أنّ لديها خطأ ما يجعل الشّباب يهربون منها، وتستسلم لهذا التفكير، لكنّ النّصيب يحتاج إلى حبّ، والحبّ له شروط حدّدها الإسلام عندما قال: تنكح المرأة لمالها، أو لجمالها، أو لدينها. ولو تجاوزنا موضوع الدّين لأنّ الشباب لا يبحثون عنه، فإنّ الجمال منحّة نادراً ما تكون صالحة للزواج. هي صالحة للحبّ فقط.
تبقى المرأة صاحبة المنصب والمال، هذه المرأة التي يتنافس عليها الشبّان، فلو كان والدها متنفذّاً ، أو صاحب أملاك، أو أن تكون هي موظّفة في أسوأ الأحوال لأتى عندها المحبّ عاشقاً ولهاناً.
إذا كانت نسبة العنوسة قد زادت بين الجنسين إلى ما يقارب أربعين في المئة ، ونسبة الطلاق حوالي خمسون في المئة في سورية ، ثلاثون في المئة بعد مجيء الطّفل الأوّل ، وعشرة بالمئة بسبب وسائل التواصل، وعلى رأسها الفيس بوك.
أغلب حالات الطلاق تتمّ على يد الرّجل، وأحياناً يضع أهل الفتاة المسؤولية عليها لأنّها لم تحافظ على زواجها.
الكثير من النّساء السّوريات يرغبن بمغادرة سورية بعقد عمل أو هجرة لأسباب كثيرة من أهمّها موضوع المال ، والزواج، وقد التقيت بالكثير منهنّ ، من اللواتي تزوجنّ زواجاً عرفيّاً، أو زواج متعة ، أو مسيار، أو مصياف عندما كنت في الإمارات، وبعضهن رضي بزواج يصبحن فيه زوجة ثالثة ورابعة، لكنّ البعض لا يقبل بذلك ويحاول أن يعيش تجربة حبّ عادية، وتذهب الفتيات إلى البارات كي يلتقين بالشّباب، وقد ينجح بعضهنّ ، لكن أغلب الحالات تنتهي بالفشل .
ما تحدّثت عنه كان قبل " ثورات الرّبيع العربي" أما اليوم فحالة المرأة مأساوية في الدول التي يجري على أرضها الصّراع. انعكس هذا على العائلة بشكل عام، والمرأة بشكل خاص . المرأة اليوم تعيش حالة خوف ، وعبوديّة أكثر منها قبل مئة عام، كما أنّها تعيش حالة جهل بسبب عدم وجود منافذ خارجية لها، ثقافتها هي ثقافة المدارس التي تعلّم الدّين والمجتمع، وتبدو أن كلّ المناهج تنصبّ على جسد المرأة وعلى عفّتها وشرفها بينما يعيش الرّجل حالة انتصار الذكورة ، فهو الرحيم، والجبّار ذو البطش العظيم. .