لكي أكفر بباقي النساء...



محسين الهواري
2016 / 6 / 4

آمنت بها بعدما كفرت بكل الآلهة، اعتنقت دينها بعدما أنكرت كل الأديان، قبلت بشرائعها بعدما رفضت كل الشرائع. أطعت أوامرها بعدما تمردت على كل الأحكام والتوصيات. لم أعد أقوى على معارضة عدالة ووسامة إلهة ليست كباقي الإلهات. ليست بأفروديت، إلهة الحب والجمال، ولا كآرتميس، إلهة الولادة والعذرية وحامية البشر والشجر. كما تختلف عن ديمترا وعن إلهة الزواج هيرا وعن هيستيا. تجتمع بإلهتي كل مزايا وفضائل إلهات الإغريق. إنها قائدتهن وملكتهن وحاكمتهن.

إلهتي تشبهها بعض الشيء أثينا لتعدد محاسنها وفضائلها ومهاراتها. استمدت أثينا كياستها من أمها متيس بينما استمدتها إلهتي من بريق أعينها. ارتميس العذراء تطارد الطيور في الجبال بلحظ سهامها و حبيبتي ترميني بسهام نظراتها البهية. آرتميس تهبط إلى أعماق المحيطات لترقص مع الحوريات وحبيبتي تغوص في شراييني لتعزف على أوتاري أعذب الألحان . إنها كالهندية آفاتارا التي هبطت من السماء لخلاص المعذبين في الأرض، إنها خلاصي.

إلهتي محاربة كالحوريات الأمازونيات، مساوية للرجال ومعادية لهم باستثنائي. إلهتي رحيمة بي، هي حاميتي من حروب الدهر. إلهتي أغوتني، أسرتني، عذبتني إلا أن تعذيبها حميد وأسرها رحيم. إنها بحري، لها تعود سكنات حياتي وبفضلها تتحرك أمواجي. كل همساتي تخرج منها وتعود إليها باستحياء.

حبيبتي ليست كحواء، لا تجتذب الرجال باحتوائها ولا بتفاصيلها. رفيقتي جذبتني بإلهامها، بقوة تفكيرها، بعذوبة كلامها، بتناسق أفكارها، بتمردها. رفيقتي حاذقة ومتبصرة بقدر ما هي وسيمة وجميلة. تبدع الأفكار وتقبلها كما تبدع الأحاسيس وتتماها معها. إلهتي مشرقة، ساطعة ومضيئة كالقمر. تهبني نورها ليلا وظلالها نهارا.

لقد ولى زمن الخطيئة، سأقاطع إبليس وسأكفر عن آثامي، لن أقطف تفاحة آدم وحواء بعد الآن. إلهتي بستان سماوي يفوح منه العطر والعبير.إلهتي فاكهة أسطورية.