الجانب الاخر من البحر



مارينا سوريال
2016 / 6 / 13

المكان غرفة /نهارى داخلى
يسمع صوت الغلاية وهى تعطى انذار الانتهاء تمترب منها تصب لهوتها فى فنجانها ثم تعود
لتجلس سريعا على منضدة صغيرة ليس عليها سوى لاب توب تراجع الاخبار عليه سريعا تمر
عليها ولا تتولف على واحدة منها بينما يدور من خفلها صوت مذيع احدى المنوات الاخبارية
تتناول لهوتها على عجل ثم تنهض من على المنضدة تتناول مفاتيحها وتغلك باب شمتها سريعا
غرفة اضاءه خفيفة داخلى
تثبت الكاميرا فى موضعها تجلس الفتاة لبالتها على ذلن الكرسى
الفتاة تتطلع اليها بملك حذر:لن يظهر وجهى اليس كذلن ؟.
تجيبها بنفاذ صبر والتضاب :لا
تطلعت الى محمولها الذى يصدر صوتا لاطعتها معتذرة اغلمته سريعا ثم عادت من جديد
تتطلع الى الفتاة من خلف شاشتها..
نظرت الفتاة الى الكاميرا بتوتر اجابت :نعم اريد العودة الى وطنى ..ولكن لم يعد ممكن ..نعم
احب الغرفة التى نحيا فيها الان نحن افضل حالنا من كثيرين مثلنا عالمين على الحدود
بالمخيمات ..لى لريبا كان يعمل هنا هو من ساعد باحضارنا ..
حاولت ان تبتسم :تعرفين البحر هنا يشبه بحر بيروت ..نعم انا لست من هنان ولكنه لريبا جدا
منا ..تذكرين ..اعنى كنا فى الماضى واحد ..
زفرت فى توتر بينما اتى صوت الفتاة الاخرى من خلف كاميرتها معلنة نهاية الحديث فتنفست
الاخرى فى ارتياح ....
المكان غرفة داخلى مساءا
اضاءت اللاب توب الخاص بها على المنضدة وجلست لتشاهد تسجيل الفتاة فى الصباح من
جديد
كانت الفتاة السورية التى تظهر فى الشاشة تتلعثم وهى تمول :ربما ربما يعود ..ابنائى الى
هنان من جديد ..انا فمط اريد ان اعيش .
اولفت الفديو وهى تتطلع الى وجه الفتاة اكثر تنهدت فتحت الورد من امامها وكتبت
سعاد من سوريا لدمت بعد الحرب ..انها تعيش الان جوار البحر لاجئة تمول ان لديها ابناء
اخريين هنان ..وزوج. ربما تستطع احضارها اذا هى رحلت الى مدينة اخرى تتمبل اللاجئين
..ولكنها تعرف انهم لن يعودون ..ما تبمى لها هو فتاتين فمط ..انها تحبث عن الحياة
..الحياةوفمط ولا تريد شىء اخر ..لما لم نستطع ان نجعلها تشعر بالدفء فى وسطنا ؟..كم
مثلها يريد الرحيل وينظر الى الجانب الاخر من البحر ويتمنى فى صمت وصبر ...
تعود لتتناول رشفات من لهوتها لبل ان تغلك اللاب توب الخاص بها وتنهض من منضدتها
وتمترب من شرفتها التى تطل على البحر تتطلع اليه وهى ترتشف مزيدا من لهوتها ببطء ....
نهارى خارجى
دخلت فتاة فى الخامسة عشر من العمر تتلفت من حولها بعد ان عبرت بوابة الجامعة تلمح فتاة
من ظهرها من بعيد تعيد وضع لوحتها من جديد تمترب منها ..تجلس الفتاة ذات الخامسة عشر
على الكرسى الموضوع امام اللوحة وتجلس تدارى الملل عن وجهها وهى ثابتة لا تتحرن
مثلما امرتها الفتاة ..يرن جرس الموبايل فتولف الفتاة ريشتها بينما الجالسة تتنفس من خلف
ظهرها مخافة ان تراها ..يمر الولت فتحرن لدميها ببطء ولليلا فى ضجر تبتسم ولكن بضجر
..ترفع الفتاة ريشتها مرة اخرى تذهب كاجراء روتينى الى حميبتها تخرج النمود تعطيها للفتاة
ثم تستدير لتجمع اشيائها دون ان تتطلع الى وجه الفتاة الاخرى التى تطلعت الى الاموال ثم الى
الفتاة فى نظرة غضب مكتوم ثم سارت متثاللة حتى خرجت من البوابات وهى تلمح اخريات
يمررن من جوارها ترالبهم وهم يمضون من الخلف تحفظ بعيناها تفاصيل ملابسهم لبل ان
تستدير وترحل ....
نهارى داخلى استديو صغير
امراة سورية ثلاثينية تجلس على الارض وجوارها فتاتان الاولى فى الرابعة عشرو الثانية
فى العاشرة وامامها بعض الاوانى والطعام فتموم باللف والصف داخل الاوانى بينما هى
تتحدث انها لا تنظر للاعلى بل لاسفل ..منهكة صوتها خفيض حذرة لانها ليست فى مكانها
الامن
جيت من 3 سنين
هربنا بعد ما الحى راح ...اخدت اللى فضلوامن عيلتى ...البنتين
لا فى الاول مكناش عارفين حد
تمول بحذر وخوف اكثر من استنكار :لالا مفيش خوف دلولتى
لا ابدا من يومما سكنا هنامسمعناش اى كلام
ترمك الفتاتين الى جوارها سريعا ثم تعود لطعامها :الكبيرة بتمف معايا بس محدش بيضايمنا
طول النهار فى الشارع..زى ما لولتلن مفيش اى مضايمات احنا حاسين اننا فى مكانا بعد اللى
حصل معانا..
تعود لترمك الفتاتين من جديد ثم تنظر للكاميرا لثوان تبتسم ابتسامة كاذبة ثم تنطفىء الكاميرا
نهارى داخلى الاستديو
جلست الفتاة ذات الخامسةعشر امام الكاميرا تضم يدها فى توتر تتجول بعيناها فى الغرفة
سريعا كانت تشعر بالخوف
تبتسم لها صاحبة الكاميرا فتبتسم لها الفتاة بتوتر وخجل ثم تعيد جلستها عده مرات لبل ان
تشعر بالراحة على كرسيها
تمول :علية
عندى 15 سنة
بشتغل ..بترسم ...بترسم عند الطلبة رسم يعنى
تعود لترالب الكاميرا فى للك تحاول النظر بعيدا عنها تكاد تبكى من الخوف
اه عندى خمس اخوات
اه عندى اخ واحد اصغر منى انا الوسطانية
لاء الكبيرة عندها تخلف مبتشتغلش
لا انا بس بساعد امى فى البيوت وشافتنى بنت صاحبة الشمة
بألم :اصلهم كانوا عايزين حد يرسموه عندهم يعنى فى الكلية
اه ...اه ..مبسوطة يا استاذة
نهارى داخلى غرفة
امراتان خمسنيتان تجلسان على كنبة فى الغرفة الاولى تناول الثانية لفة بيضاء فتخفيها الثانية
سريعا لبل ان تلاحظ احدا خارج الغرفة
تتحدث فى سرعة وبصوت خفيض
كام؟
زى كل مره
ياريت المره دى بمفعول
متملميش المره دى هو ده اللى هيجبلن الفايدة ..
اسمعى كلامى لا دة و دة جاب فايدة اللى عندى انا هو الحل الوحيد
اسكتى وطى صوتن
متخافيش بكره المعمول يتفن عنها والل للبن كره يرحل عنها كمان
تصمتان على صوت لالدام الفتاة صاحبة الكاميرا تلمحمها سريعا تنظر الى اللفه البيضاء
بينما تخفيها امها وهى تردد للسيدة الاخرى امين يارب
تلمح الفتاة الصليب المعلك ثم تمضى فى الممر الى غرفتها ويسمع صوت الباب يغلك بغضب
.
ليلى داخلى استديو
فتاة فى العشرينات يبدو اثار الانهان عليها وعلى ملابسهاووجها تخلع الكاب من على راسها
وتجلس على كرسيها فى ثبات تتطلع نحو الكاميرا تحاول ان تعدل من هندامها
تجيب على الاسئلة بثبات
اتخرجت من حموق.. 26 سنة
اه نزلت كنت وسط الناس
لا ..مكنتش لوحدى كان معايا خطيبى
لا مفمود
حاولت اشتغل بس
....اه فيه طيارين زى بنات لليلين اوى بس موجدين
اكيد بتعرض لكن اتعلمت اتصرف فى الموالف دى...لازم اشتغل
تمولها بارتبان: بحلم..
تصمت دليمة :نفسى اكمل دراستى فى فرنسا ...بس
بحزن تبتسم :ممدرش...
ليلى داخلى الاستديو
تجلس المراة السورية الثلاثينية ولكن على كرسى فى الاستدي اكثر ثباتا وجمود فى ملامح
وجهها الدموع فى عينيها فمط لا تخرج منها تمول كلماتها ببطء وبهدوء ثم تصمت ولا تضيف
المزيد انها تجيب دون اسئلة ولا تنتظر اخرى
كان عندى ولد تانى جه معايا انا واخواته البنات
النهاردة غرق فى البحر
ابنى كان عاوز يتعلم
بس البحر اخده منى
وغرق ...وعدنى انه ياخد اخواته البنات
وعدنى ببيت
كنت مستنياه
النهاردة مات
كان هياخدنا انا والبنات
بس خلاص ....
ليلى داخلى الاستديو
تدخل الفتاة فى الخامسة عشر لاهثة تجلس على كرسيها تتنفس بصوت مرتفع تواجه الكاميرا
تمول بخوف
الانبوبة ...رجعت ملمتش حد
اه ....هى الانبوبة
اصلها كانت بتسرب ..الناس كمان لالت كدة
تفرن بيدها فى عصبية :يا استاذة مش انت بتسفرى برضه هو انا ينفع .....اسافر انا خلاص
معنديش حد ..ومش هترسم تانى .....تنطفىء الكاميرا