- المرأة العربية عقلية دون الظرفية المعاشة .-



مهدي جعفر
2016 / 6 / 23

يقول * حافظ ابراهيم * :
" المرأة مدرسة إذا أعددتها ... أعددت شعبا طيب الأعراق "

الداعي الذي يجعل العرب اليوم لا يتقدمون إلا في السن دون عطاء فكري أوحضاري ، هو عدم اقتناعهم بضرورة صياغة سياسة متفتحة يقف وراءها كل من الرجل و المرأة على السواء دون تسلط أو تغول لحقوق بعضها البعض ، و أن يكون مبتغى هذه السياسة اللاإقصائية هو بناء مجتمع يرقى إلى قيم الحضارة و الإنسانية ( ... ) فما هي العقبات التي تواجه العرب للحيلولة دون سقوطهم في وحل "سياسة الإقصاء" و الإكتفاء بالجنس الواحد في معظم هوامش الحياة الإجتماعية ؟؟

1) الدين و المرأة :
ممكن أن نقول أن ظلم المرأة يبدأ من التفسير الخاطئ للدين، إن بعض التأويلات الفقهية في مراحل تاريخية مختلفة أسهمت في تكريس دونية مكانة المرأة في المجتمع الإسلامي ، فحتى لا أتجنى على معتقدي ، فالظاهر من تاريخ المرأة العربية أنها كبرت سنا و لم تكبر عقلا ولا فكرا ، فلم يتغيرلا تفكيرها و لا عقليتها و لا نظرتا لنفسها و لا للعالم من حولها، كذلك لم يتغير حتى لباسها على فكرة ، لباس و عقلية و عصبية البدو لا زال حاضرا في كبرى حواضر العالم العربي ، و هو ما يشي بتجمد فاعلية المرأة في مجتمعاتنا الذكورية ، ذلك وكنتيجة لهذا التفسير الخاطئ والعادات الجاهلية و الفكرالبري أصبحت المرأة حبيسة المنزل تتعرض لشتى أنواع الظلم والضرب والاهانة بدعوة تطويعها وتأديبها حتى لا ترتد عن ما دعاها الله إليه ، و أنت يا رجل من يطوعك إذا ما ارتددت عن ما دعاك الله إليه ؟ الشيطان !!

2) المرأة و راهنيتها :
إن معظم النساء العربيات لا زلن يعانين قصورا في اكتساب وتوظيف القدرات البشرية في مختلف المجالات منها : التعليم الصحة الاقتصاد والسياسة ، و يرجع هذا إلى أن معظمهن لا يهتمن أصلا بالتعليم الصحة الاقتصاد والسياسة إلا سطحيا ، و هذا يعني أن لهن مدارك أخرى ، فمن خلال الملاحظة بالمشاركة نجد أن المرأة العربية مشغولة بجسدها ( كوافور-مانكير-بديكير-تكاشط- الملابس ... ) ، ناهيك عن مسألة أخرى ابتلينا بها للأسف ، حيث شغلت المرأة بشكل مريع وهي "مسلسلات الغرام" المكسيكية سابقا و التركية حاليا ، الذي لا تعرفينه يا سيدتي هو أن نسبة مشاهدة المسلسلات في تركية لا تعادل 10/ من نسبة المشاهدة فقط في دول الخليج ، يعني صنعوا لك أحذولة لتغييبك عن مشاركتك في صناعة القرار و تدبير شؤون بالغة الأهمية حيث الآن لا تدركينها أصلا . فلك أن تتسائلي إلى أي مستوى وصلت المرأة التركية قياسا بما حققته أنت كعربية ؟
هذا بالإضافة إلى أمور أخرى ما يجعل المرأة فعلا تكبر في السن فقط دون أي دور خارج الأدوار التقليدية المعتادة ، فهذا بمثابة مخدر و حجاب يدلس الواقع والغايات ، فكم هي حسرتك عن عمرك القصير ، لذلك ندعوك إلى تغيير أوسع وأعمق ، و إلا فهو الخراب .

3) المرأة و التغيير :
عندما نرى أن المرأة الكوتية مثلا ممنوعة من حق التصويت في القرن 21 فهذه جناية في حق المرأة ، عندما نلاحظ أن المرأة السعودية ممنوعة من قيادة السيارة فهذا تجني عن حق مجتمعي وجب أن تتيحه الدولة لكلا الجنسين ، عندما نسمع أن امرأة واحدة فقط في عقد أو 3 عقود في موريطانية هي من تتحصل على شهادة دكتوراة و أغلبهم في الدراسات الإسلامية . فهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن المرأة العربية انسان ميت الفاعلية لا عنوان حقيقي له .
إن حتى دمج النساء في الحياة الرسمية العربية جاء تحت ضغط الغرب والمنظمات الدولية مما جعل سلطة النساء اللواتي يتم تعيينهن في مواقع القرار لا تعكس سلطة فعلية مؤثرة باعتبار أن تعيينهن يبقى محدوداً بحقائب وزارية غير مؤثرة ، مثل وزارتي شئون المرأة والشئون الاجتماعية . نريد أن تتحمل المرأة مقاليد أكبر و أوسع من الشؤون الإجتماعية .
وأخيرا نريد أن نقول للمرأة انظري أبعد من جسدك ، و إن مطالعة كتاب خير من ألف مسلسل تركي ، تطلعي للمشاركة بشكل تنافسي في الحياة السياسية والعلمية و الإجتماعية ، و اجعلى أحلامك بحجم السماء .
و نقول لصناع القرار في الدول العربية : إن المرأة ليست نصف المجتمع بل أكثر من ذلك ، هي التي يتم الاعتماد عليها في تهيئة وتنشئة الأجيال و العالم ،هي الساعد الأيمن للرجل ، هي المثبتة لأركان المؤسسة الزوجية والميزان الزئبقي لاستقرار العائلة العاطفي والنفسي . فإن صلحت علاقتكما صلح المجتمع كله و إن تلاشت واضمحلت ، سار المجتمع بخطوات متسارعة نحو الفساد .

فنرجوا أن لا تدخلناهذه العلاقة الضرورية للوجود و الحياة في سباق نحو الخلف .