متزوجون بلا احساس



دهام محمد العزاوي
2016 / 8 / 1

متزوجون بلا احساس
د.دهام العزاوي
كانت خطبة الجمعة لهذا الاسبوع في مسجد منطقتنا مفعمة بالمعاني والعبر حول اخلاقيات الزواج وشروط الزوجة الصالحة وضرورة ان يتحرى الشاب عن اصل الزوجة ودينها وان لايلهث وراء سراب الجمال والمال والنسب الذي سيزول مع تقدم الحياة وتعقد مشاكلها والتي لاتحل الا بزوجة ذات دين وايمان راسخ تعين به زوجها على مواجهة تلك الصعاب والتحديات . الخطبة كانت جميلة بمعانيها ولكن كما كان واضحا في وجوه الكثير من المصلين فقد عكرها استرسال الشيخ في الحديث عن تكاثر العوانس والارامل والمطلقات في مجتمعنا وضرورة ان ينبري الشباب والمتزوجون الى حل هذه الاشكالية الاجتماعية التي تستفحل كل يوم بسبب الارهاب ومايحصده من ارواح عشرات الرجال يوميا قتلا وجرحا وتشريدا وبشكل حول على مدى عقود الاف النساء الى خانة الارامل والعوانس والمطلقات . ولضيق وقت الخطبة فقد فات على شيخنا التعرض الى الحلول العملية التي يمكن ان تتبناها الدول والحكومات لحل هذه المشكلة المتفاقمة فقد فاته ان يتطرق مثلا الى تجربة ماليزيا التي تعاني من قلة الذكور وكثرة الاناث بحيث ان كل ذكر يقابله تسع اناث حيث تبنت الدولة تشجيع الزواج المتعدد بل تغاضت عن ان يقوم المتزوجون بتطليق النطيحة والمتردية من زوجاتهم واستبدالها بعانس او ارملة جديدة . لم يجرؤ الشيخ على طرح هذه الفكرة لعدم جدواها حيث الدولة مفلسة والخزينة خاوية فلادعما حكوميا يرتجى في هذا المجال وانما ترك الباب للمبادرة الفردية للشباب والمتزوجون بحل هذه الافة الاجتماعية ظانا ان كلامه سيترك اثرا في قلوب المؤمنين .لم تكن المشكلة في طرح الفكرة ولكن الذي لاحظته هو الخلل في استقبال المصلين لها فكثير منهم وانا منهم حاول ان لايسمعها وبالعراقي غلس و(اعطى الامام الاذن الطرشة ) والبعض الاخر وانا منهم ايضا طأطأ راسه متسائلا مع نفسه عن الحجة المناسبة الي يفهم بيها زوجته انه لم يكن المقصود من حديث الشيخ .والبعض الاخر تأثر وابتسم واستحسن الفكرة وتجاهل بغباء اساليب الحرمان والتعذيب التي سيلاقيها حين عودته للبيت. ..سلام عليكم .