طائرة ورقية 2



مارينا سوريال
2016 / 8 / 11

تسير فى حارتها الضيقة متباهية بارجوانيتها غير مبالية باصوات النسوة فى السوق كم عمرها المتصابية؟
تفتح البوابة الكبرى تسعد بتلك اللحظات الصامتة ،تشعر انها صاحبة المكان فلا احد هنا غيرها تبدل ملابسها الزاهية باخرى زرقاء تذكرها بلون ما يرتديه السجين فى الافلام القديمة التى تواظب على مشاهدتها مع القنوات الدينية فى المساء ..تسب زوجة ابنها وتلعنها بصوت مرتفع تستمتع بصوت سبابها عاليا دون خوف من ان يسمعها احد غيرها فيضحك او يحاسبها ..عليها ان تنظف مكاتب الموظفين اولا قبل ان يصلوا ثم تهرب من وجه زميلتها احلام قبل ان تاتى مطالبة اياها بحصتها الشهرية من الجمعية ..زوجت ابنها الاخر رقصت يومها فرحا ستتمكن يوما من ان تعود لمدينتها من جديد..
تسمع اولى الخطوات خطواتها تندس وسط القادمون تهرب بين الطوابقوالمكاتب تختفى عن اعينها ولكن الى متى لا تدرى..فقط تتذكر انعليها الانصراف مسرعة لتشترى تلك اللعبة التى يحبها الصغير ستفاجئه بها اليوم وتسمع صوت ضحكته الصاخبة العالية ترن البيت ..لا عبء بحسد جاره فهى تعلم كيف ترد الحسد لصاحبته تعلمته عبر السنون ومن اجل هذا الصغير ستفعل اكثر مما فعلته لولدها ..تبكى حينما ينطق الصغير بابا بينما ابيه لا يستطيع ان يخرج الحروف من فمه ولا ان يسمع بوضوح انها تشير له ترسم علامة قلب فيبادلها الابتسام تطعمه وتراقبه وهو يغادر مع اصحابه الى العمل صباحا يضحك يتناول فى لهفه تساله اين زوجتك لما لا تطعمك الجاحدة من اقصى الجنوب حملتها بلا حذاء قدما مشققة علمتها كيف تطرى جسدها كالنساء وهاهى نائمة تتركك جائعا وولدها ..تسب تبصق على الارض وهى تغلق باب البيت وترحل لعملها ..تتدراك نفسها تهرب صوت صاحبتها يقترب منها من جديد ...لما تهربين تصرخ بها الا ترى اننى اعمل ستعملين عملى اليوم فلنبدل للارتاح راحتك يا سمينة ...تسمع اصوات فم تلك المراة بينما ترفع الاكواب من على مناضد الموظفين ...
هيا انت من سيدفع تلك الجمعية تحدثى يا عجوز؟
ابى هو من طلبها وقد مات
مات ابوك يا عجوز اكان حيا
امد الله فى عمر ابى من بعد امى سنوات ولكننا تركناه مل العجوز تزوج تلك الجمعية له اذهبى لزوجته واسأليها ما شأنى انا . انا سأعود لبلدى هذااالبحر ليس لى.. بحرنا غير هذا البحر
ما شانى وبحرك لمااتيت الينا ..عشنا وسطنا لسنوات وتنعتين بحرنا ولم يعجبك لصة سرقتنا وسترحلين
سارحل يا لئيمة واخبرتك مالك لدى زوجة ابى
تراقب الساعة تخرج قبل ميعادها العمل لا ينتهى ابدا قالت لنفسها كانت تبحث بعيناها عن لعبه الصغير سعرها ارتفع كيف هذا فى يومين لم تبالى لم تعد تسمع الجمارك الضرائب وما شانى انا تمتمت فى حسرة خرجت تفكر كيف ستحضر الفرق لاجل الصغير انه ينتظرها ..
دخلت لبيتها متسللة بعد ان تاخرت فى السوق الصغير سينام لن ينسى لعبته سيقول جدتى كاذبة مثلهم ايضا وهى لن تسمح بهذا ..
.