-بائعات الهوى في الاردن .. من المسكوتات عنها-



بلال الذنيبات
2016 / 8 / 12

في تقريرٍ إستقصائيٍ لقناة اليرموك المحلية تناول إحدى الصُحَفيين موضوع "بائعات الهوى" التي تنتشر في البلاد مؤخراً و تحديداً في العاصمة الاردنيىة عمان تبعاً لطبيعة المدينة و إكتظاظها بالسكان.
و في المقابل يكشف تقرير صحفي أخر أن هذه الظاهرة المُغلفة بالطمس الإعلامي و المحاربة من قبل الأجهزة الأمنية تتمظهر أساساً نتيجة الحالة المتردية للمُمتهنين لها و أحياناً بتدعيمٍ أهلي لجلب المال و لا غروا في ذلك ، إذ أن ساعةً واحدة من ممارسة الجنس بين بائعة هوى و "زبون" تتقاضى عليها الفتاة 50 الى 100 دينار.
و لعلنا نتفق نحن الكتاب المُختصين بدراسة المجتمع و سبر كُنهه على أن المجتمع الاردني متحول و نتيجة لذالك فإنه يمر في بعضِ أجزائه بتحولاتٍ قيميةٍ و سلوكية إن كانت مُغلفة أم لا مما ينتج عن ذلك بروز مشكلة نطلق عليها "التراجع القيمي و التحول نحو المادية المبالغ فيها".
و ربما لا يحلو للبعض الربط بين قيم الرأسمالية و تفشيها بصورةٍ مُريبة في المُجتمعات النامية عموماً و الاردن بطبيعة الحال مُجتمع ناميٍ كما نعلم و ظهور إنتكاسات قيمية و أخلاقية مما أدى لظهور مهنة تجارة الهوى أو تجارة الجنس كما يحلو للبعض تسميتها.
و في المقابل و رغم الجهود المبذولة في المكافحة إلا أن الكشف عن هذه الحالات و ضبطها يصطدم بطبيعة الكثافة السكانية العالية في العاصمة "حسبما أرى".
و في المقابل نجد تقارير إخبارية أُخرى تربط بين اللجوء السوري و هذه المهنة المُستحدثة في مُجتمعٍ مُحافظ كالأُردُن و هنا تختلف بعض التحليلات إذ أنني أعزُ ظهور بائعاتٍ للهوى من اللاجئات السوريات الى الأثار النفسية المصاحبة للجوء و على الرغم من أن الاردن يوفر الامن و الأمان لهؤلاء إلا أن من تركنَ بيوتهن قصراً في سوريا يواجهن مُشكلة نفسية مُتمثلةً باليأس و التمرد على القيم الإجتماعية ، و يأتي دور الإقتصاد و البحث عن المال من أهم المُحركات لهاؤلاء كما سبقَ إن تحدثنا.
وحتى من لم تكن هذه المهنة مهنتها في بلدها الأم إلا أن الظروف دفعت بها في مهالك الشر و الرذيلة و تعريض نفسها ليس فقط لتسليع جسدها فحسب بل صحتها و تعريض نفسها للإصابة بأمراضٍ جنسية كالإيدز و غيرها من الأمراض.
و في المقابل و في قراءةٍ لهذه التقارير نرى حجم التأثيرات المصاحبة للحرب الدائرة في الشرق الأوسط منذ إنطلاقة الربيع العربي المشؤوم ، إذ أن هذه الظروف السياسية في الشرق الأوسط عموماً و دول الربيع العربي خصوصاً أفرزت إنتكاساتٍ إجتماعية في القيم و الأخلاق.
و نتيجة تمظهرات الحالة الاقتصادية في مُجتمعاتٍ عربية أُخرى دفع البعض خاصةً من غلبة لديه المادية على القيم و المبادئ الى مسالك الدعارة و هذا بالطبع ينعكس بشكلٍ أو بأخر بمستقبل الأجيال القادمة و تراجع دور الأسرة التربوي في مضاعفة لمُعرقلات دور الاسرة التربوي الناشئ عن التحولات المُتسارعة في المجتمع العالمي و الإنساني ذاك نتيجة أننا نعيش في مُجتمعٍ معولم.
و في المقابل نجد كم نحن بحاجةٍ لوقفة تأملٍ سريعة و ثاقبة لمنع مزيدٍ من التراجع و التدهور في المنظومة القيمية العربية و الاردنية خصوصاً منعاً للإنجراف نحو الهاوية مُستقبلاً و هذا دور المُثقفين و المُتَنورين للعمل على مُحاربة السلوك المرضي و الذي يهدد المجتمع الاردني بكافة قطاعاته الصحية و الأمنية على وجه الخصوص.