سيكولوجية العلاقة بين الام وزوجة ابنها



سيد جلوب سيد الكعبي
2016 / 8 / 13

سيكولوجية العلاقة بين الام وزوجة ابنها


الام تعتقد ان الابن جزء منها لا يتجزا في اي حال من الاحوال متزوجا كان ام اعزبا شابا ام كهلا ولا تنظر الى مايصل به العمر او مايطرأ عليه من تغيير فسلجي او جسمي او نفسي او اجتماعي فهي تراه ذلك الصغير الذي يتيه منها في السوق ويتعثر في خطواته ويصرخ حينما لاتلبي له حاجه وهو ذلك المسكين صاحب الضحكة البريئة والعينين البراقتين .

نعم الام تفرح وتسر سرورا شديدا في الايام الاولى لزواج ابنها لكن هذه الفرحة سريعا ماتقل حينما تجد ان كل اهتمامه صوب زوجته والابتعاد عن حضنها الحنون الذي مادام السكن الدافي له اذ تجد ان الابن يقضي معظم اوقاته مع زوجته مما يشعرها انها فقدت شخصا عزيزا دائم القرب منها لا يترك حضنها ابدا يستشفي بها حين يمرض ويطلب الدعاء منها عند الشدائد فاذا استغنى عن كل هذا يزداد لديها الشعور بالعزلة عن ابنها بعد سنين طوال من الاتصاق بها وتشعر ان هذا اليوم هو يوم الانفطام الحقيقي عنها فيتولد لديها كرها شديدا لزوجته فتحاول ان تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في كل مايخصها وما لايخصها وتتمنى ان تضع اسلوبا لابنها في التعامل مع زوجته وتعد الخروج عن هذا الاسلوب عقوقا لها ويصل بها الامر ان تسيء لابنها و زوجته فتضر به وبحياته الزوجية
وان هذا العداء للزوجة وان كان فيه قسوة وكره شديد من جانب الا ان الجانب الاخر يمتلىء حنانا وعاطفة للابن وتعتقد ان تدخلها في حياته الزوجية مسموح في كل الظروف وان اتفق الزوجين فيما بينهم على امر ما وهذا الحال ليس عند كل الامهات فمنهم من تتدخل بشكل ايجابي وقد يكون بطلب من الزوجة لاصلاح شؤون ابنها اذا اختلف الابن مع زوجته ولكننا نؤكد على الجانب السلبي الذي يعد شكوى لكثير من المتزوجات الجدد ولاسيما على الذين يطلبون الاذن من الام في كل صغيرة وكبيرة يفعلها مع الزوجة وينظر الاذن من امه حتى عند الخروج من البيت للتنزه مع زوجته وهكذا شخص لايتمكن من تحمل المسؤولية الزوجية ولايستطيع ان يتوافق زواجيا لحياة زوجية سعيدة .

وفي المقابل بعض الزيجات تتصور ان زواجها من الرجل يعني جعله في عزلة عن اهله واقاربه وعليه ان يوجه كل حبه واهتمامه لها ولاتقبل معها فيه شريكا حتى لوكان هذا الشريك هي الام وتعتقد ان التوجه اليها في ان يترك ذكرياته واحلامه وفضل والديه في تربيته خلفه ويبدا حياة جديدة كأنه مولود الساعة وهي في المقابل لا تتخلى عن اهلها بل تزداد الاتصاق بهم فلا تستطيع فهم حياتها الجديدة مع زوجها
وقد يكون العكس قد يتصور الزوج ان الزوجة عليها ان تتخلى عن كل اهلها من اجله وتنتظر منه الاوامر والاذن في الذهاب لرؤيتهم .

وهناك مفهوم خاطيء لدى غالبية العرسان الجدد ان الله يحاسب الانسان على امه فقط حتى لو كان على حساب الزوجة فالشرع كما يحاسب على اهمال الام كذلك يحاسب على اهمال الزوجة حقوقها من الاهتمام والرعاية لاتقل شانا من حقوق الام والاب بل قد تزداد بتعين خادمة للزوجة واعطاء الزوج اجورا على رضاعة ابنه وهذا لايمنع ان تتصدر الام المكانة الاسمى كما وصفها الامام الصادق ع في حديثه مامضمونه ان الام والاب عملان صالحان فلاتفقدهما وتحرم نفسك من اجرهما في الدنيا والاخرة .

وماقيل في الام اكثر مماقيل في الزوجة من شعر ومقال وادب ومادام الادب الشرقي يتغنى بامه ويستحي ان يتغنى بالزوجته اذ عد البعض ان اكثر الاشعار تاثرا بالانسان تلك التي تصف الام فحنان الام لايقف عند سن معينا فالانسان وان اصبح كهلا حينما يتذكر امه يشتاق اليها ويتمنى ان يرمي نفسه في احضانها وصدق الشاعر الذي قال

أَحِـنُّ إِلَى الكَـأْسِ التِي شَـرِبَتْ بِهَـا
وأَهْـوَى لِمَثْـوَاهَا التُّـرَابَ وَمَا ضَـمَّا



كيف يدير الابن العلاقة بين امه وزوجته ؟
اولا :على الابن ان يوازن العلاقة بين امه وزوجته فلايميل الى الزوجة ويصبح ملام من الاخرين ولايميل الى الام ويمنع حقوق الزوجة وان يعرف ان للزوجة حقوق لاتكون على حساب الام وللام حقوق لاتكون على حساب الزوجة .

ثانيا : ان يسعى الى تقوية العلاقة بين الام وزوجته فمثلما يشتري لزوجته فستان يشتري لامه حاجياتها ويشجع الزوجة على الاهتمام بامه وقضاء وقت الفراغ معها .

ثالثا : يشرك امه باتخاذ بعض القرارات في تربية ابنائه ولابد ان تكون القرارات غير مصيرية وقرارات بسيطة مثل الموافقة على تنزه الاولاد عند اجدادهم او غيرذلك من القرارات.

فيما يخص الزوجة :
فان مفتاح الحل بيدها حينما تقدم خدماتها لام زوجها كانها امها الحقيقية وتصل بها الزوجة المدركة ان تتعارض مع زوجها من اجل مصلحة الام وعدم تشجيعه عن عقوق امه بوجودها لان الام غالبا ما ترى ان عقوق الابن ارضاءا للزوجة .

ولا تقف الحلول الى هذا الحد فهناك طرق وسبل كثيرة تعتمد على ذكاء الأفراد في إيجاد الحلول لمشكلاتهم وأفضل حل هو الحل الذي ياتي من صاحب المشكلة نفسه لانه اعرف بظروف حياته ومعيشته وما يكون غامضا على المرشد الاسري يكون مكشوفا لصاحب المشكلة .