الطائرة الورقية 4



مارينا سوريال
2016 / 8 / 17

كانت "م" مثلها فى الحرف فقط بينما هى اخرى تخاف ان تغضبها بعمر ابنتها تأففت فهى تكره ان تنجب فتيات كانت تشعر بالزهو لانها انجبت صبيين ..تاكدت من نظافة مكتبها جيدا وضعت لها طعامها امامها فى عناية خاصة "م" ليست مثلها بحاجة الى مزيدا من الاشياء للصغير ولكنها ايضا تعمل مثلها حارسا ينقل التهافت ولغة العيون والهمس الدائرة بين الموظفين بحرفها وهمسها الى مكتب المدير ..بعضهم يقول صبية ويصدقها ..تذكرت عندما كانت صبية تركض مبتعدة عن اسوار المدرسة تبكى تتحمل الضرب كى لا تذهب حتى نسوا امرها ..ليتها ظلت صبية هناك معهم ..تعلم ان ابوها احبها ولم يمقتها كانت الصغرى فتدللت ندمت ليتها اكملت هناك وسط الاقلام والكلمات لتتعلم ..مسحت المكتب امامها جيدا راقبت الكل فى ضيف ..الكل يعمل ياكل فى نهم لا احد منهم يتألم مثلها ..قالوا تسرق شعرت بالنيران تكوى صدرها انا من اطعمهم هنا واحضر لهم الاشياء كيف اسرقهم ؟ انا ايضا اعمل مثلهن بكت لدى"م" ذكرتها ان هناك ذلك المعلم ينتظرها بالخارج هى فقط من راتهم معا ...
كان العيد فاحضرت اطباق الحلوى غالية الثمن ووضعتها امام مكتب المدير راقبتها الاخريات فى حسد وضعت لكل منهن قطعة تذمرن تضن علينا ونحن مثلها وتحضر الحلوى الى المدير حتى "م" مثلهن ..تسمعهن تأمر اذنها الا تفعل هذا من جديد ستحضر للصغير مزيدا من الملابس اليوم ..وربما شىء لام الصغير انها لاتعتنى بالصبى ولا ابوه جيدا ..صرخت فى وجهها صباحا حافية احضرتك وحافية ساعيدك اذا نظرتك تراقبين الشارع من النافذة من جديد انت لذلك الرجل الذى احضرتك لاجله ولست لاجل من تختاره عيناك من الشارع ..ان كان ولدى لايسمع فامه تفعل...مثلما احضرتك ستعودين فى اكياس لامك من كفر السوداء احضرتك ولا تستحقين ..تتبختر الفتاة تعلم ان العجوز تغتاظ تصرخ لست عجوز بل اكثر شبابا منك تضحك الفتاة من جديد ..
تراقبها فى الاعلى من جديد ترت-ى ذلك الفستان الضيف تقف تراقبها الاعين فى الحوش المقابل يضرب البائع بقدميه ،ترتفع اعين الميكانيكى تسمع سباب النساء فى النوافذ المقابلة تركض على الدرج تسبها لانها تركت الابواب مفتوحة ..تسحبها بذراعها من خصلات شعرها التى تركتها للعيان الى الداخل ..تصرختظنين عجوز مريضة قصيرة لن تقدر عليك ..كفى يا امى لم افعل شىء
من امك انت ؟
كفى لم اصنع الخطا ان منذ ان احضرتنى اعرف واجبى
تكشفين لمن فى الحوش اخبرتك هنا لسنا كبلدك هل كانت لديك نافذة تطلى منها هناك ساعيدك الى هناك واخبر اباك بفعلتك وولدى ساحضر له اخرى اجمل منك لتحبه اتفهمين ستحبه يا حافية القدمين
تسمع صراخ الصغير يراقبهما من بعيد تترك شعرها يفلت من بيد يديها تركض ترفعه من علىالارض لحضنها تهمس جوار اذنه ان يهدا فقد احضرت لاجله طعاما لذيد..