المرأة و التغيير



ماري مارديني
2016 / 8 / 19


التغيير هو التطوير و هو التجديد و التحديث و بكلمة اخرى هو بناء و نهضة ، و يبدأ من الذات و من المحيط و التربية ، فالفرد الذي يفكر و يحلل و يربط و يلاحظ و يتقن الاستماع بعقل قادر على التغيير من خلال ما يراه و يلاحظه و يفكر به ، على ان يفكر بحرية و يحلل بحرية و ينقد بحرية و يبني بحرية و ضمير و عقل و انسانية، فإن المحيط فيه الكثير الذي يدعو الفرد على التفكير به و البناء لما هو سلبي او فاسد بالبيئة و المحيط، و المقصود هنا بالمحيط هو المجتمع بشكله العام بكل فروعه و محاوره و مجالاته. و التغيير هو التحرر ، فالمتحررين فكريا هم القادرين على النقد الايجابي البناء و على التغيير ، لكن التغيير بالمجتمعات المتخلفة يحدث ببطء شديد لان التخلف و المتخلفين يحاولون توقيف تفكير الافراد المتحررات و المتحررين الفكر و المجددين و لا سيما عندما تكون المرأة هي المفكر المتحرر و عندما يرتبط تحررها بالمسؤولية و المبدأ الايجابي البناء ، و هي الاتية بأفكار ايجابية حديثة بناءة و هي الناقدة بشكل ايجابي و بناء للسلبيات بالمجتمع المتخلف و المتسيب بأي مجال من المجالات و اي محور من المحاور و على اي مستوى ..لان عقول المتخلفين لا تستطيع استيعاب التحرر و الفكر و الحداثة لاسيما الاتية من فكر المرأة المتحررة الفكر و الملتزمة بالقيم خاصة ان ذلك يفقدهم سلطتهم او مكانتهم الموهومة التي وصلوا اليها عن طريق فرض و حماية التخلف و المتخلفين بالمجتمع الشرقي المليئ بكثير من التخلف و القمع للمرأة المتميزة بإمتلاكها الى مبدأ و قيم و عقل و فكر عميق ، ، فالتغيير يحتاج لفكر متحرر و مجتمع مستعد للتغيير و قابل له اجتماعيا و نفسيا و قانونيا و اداريا و اخلاقيا ، اي التغيير هو الفكر الحر العالي المستوى و العميق الذي لا يستوعبه المتخلفين و المتخلفات او السطحيين و السطحيات . فالسطحي لا يمكنه التغيير، و الغير حر و الغير متحرر لا يمكنه التغيير . ان التقليد للغير لا يعني تغيير و لا يعني تحديث انما هو دليل سطحية و جهل و تخلف و فساد لانه قائم على النقل السطحي دون التغيير العميق الجذري بالمجتمع و افكار افراده و نمط تربيتهم الاسرية و المدرسية و العملية و الوظيفية، ان تكرار افكار الغير او سرقتها من الغير و إلباسها للجهلة و الجاهلات بالظاهر في حين ان البناء الداخلي لهم هو القمع و الجهل و الجبن و الفساد و المصالح التي تهم البعض المستفيد على غير جدارة ..لا يعني تجديد و لا يعني اضافة اتنما يعني فساد ، و بذات الوقت لا يعني عمق و لا يعني تحرر انما يعني سطحية و تصنع و تكرار ليس قائم على عمق و لا على ثقافة و لا على ذكاء او ابداع و لا يسهم في البناء و النهضة، بل يدل على مجتمع متفسخ و نتن تفوح منه رائحة الفساد و الجهل و التخلف. لان التغيير ينتج عمل الجديد الايجابي بإسلوب ايجابي و سليم قائم على اساس سوي، والتغيير هو هادف الى تبديل بالواقع نحو الايجابي دون تقصد اذية الغير الواعي و المتحرر . فهو ليس عبارات و لا شعارات و لا اقوال يحفظها من يكررها غيبا دون فهم لها فتكون بعيدة عن الانجاز القائم على الخير و الحق و العقل و الضمير. و ان الفاسدين مدعين الاصلاح انما يسعون الى تغطية فسادهم و التعتيم عليه و يسعون الى الباس فسادهم اثوابا .. تشف عن الفساد و السطحية و التخلف و الجهل الذي يتصفون به بكل وضوح

بما ان الحياة تسير الى الامام فالتغيير مرتبط بالحياة و استمرارها ، اي ان التغيير و بكل بساطة هو مسألة وقت، فطالما هناك حياة فهناك تغيير مستمر . ان تغيير المجتمع و تطويره و بنائه و اصلاحه و نهضته عمل مستمر و متسلسل مرتبط بالوعي و الثقافة و اعداد الفرد منذ طفولته و هذا يرتبط بما يحيط بالافراد في المجتمع من قوانين غالبا ترفض التحديث، و تقاليد ترفض التطوير ، و عادات لا تناسب الوقت العصر، و افكار و نمط تفكير لا يتناسب مع الزمن و حداثة الحياة و ملائمتها للانسان و العصر و العقل.

التغيير ليس كلمة انما سلوك و مبدأ أتيان من التربية المتحررة و الاسرة الواعية التي تؤثر على الفرد و مستوى وعيه و ثقافته ، و من المدارس المتفتحة العلاقات و الثقافة و ان المرأة الاتية من اسرة مثقفة واعية متحررة معرضة لان يفهمها المتخلفين و المتخلفات خطأ ، و معرضة لان يسعى الجهلة الى محاولة إاساءة التعامل معها بسبب جهلهم و تخلفهم و بسبب عدم قدرتهم على استيعاب ثقافتها و وعيها و عمقها، و المرأة لا تعيرهم و لا تعير جهلهم و تخلفهم او حتى تسيبهم اي اهتمام انما تتجاهلهم لانهم لا شيء سوى ألات تخلف تعيد تخلف من سبقهم دون استعمال العقل او المنطق . في المجتمع العربي تتفاوت مستويات الوعي في التربية الاسرية و تتفاوت بين المدارس بسبب نوعية وعي الاسر التي تربي الافراد و ذلك يعود الى التباين بمستوى و طبيعة علاقاتهم و ثقافاتهم و عاداتهم و مبادئهم و مناطق سكنهم و الساكنين و مستوياتهم الحضارية و القيمية و الثقافية و الفكرية و تفتتحهم او انغلاقهم الفكري و الاجتماعي و الحضاري ، و انتماءاتهم و منها و بكل وضوح الدينية حيث اثبتت التجارب ،و منها تجربة قمت بها شخصيا على افراد من انتماءات دينية مختلفة ، ان الدين من العوامل الهامة في اعداد الفكر المتفتح او المغلق و ذلك حسب نوع التربية الدينية و عمقها و صحتها و تفتح فكر المربين و المسؤولين عنها او انغلاقه و وعيهم لهدف التربية الدينية السليم دون تعصب، و كذلك فإن اثر المستويات الحضارية و الاجتماعية و الفكرية و مستويات الاهل الثقافية عند الافراد لها دورها الاساسي الهام جدا ، و بذات الوقت افكارهم المسبقة التي تربوا عليها دون فكر او عقل او وعي او اساس عن الانتماءات الاخرى و افرادها لها دور في تعاملهم مع الغيرـ و المستويات الثقافية لا تعني المستويات العلمية من حيث درجة الشهادة انما تعني الثقافة العامة و الاجتماعية و التربوية و الفكرية السائدة في الاسرة و المدرسة و الجامعة و المحيط . فالمجتمع المختلط اسريا و مدرسيا منذ الصغر حتى الكبر يربي افراده بروح سامية و فكر متحرر متجرد عن الصغائر و الحسيات فينشأ افراده اكثر حضارة و اعمق ثقافة و اسمى من حيث المستوى الفكري العام و الخاص غالبا لان ارواحهم سامية نقية متجردة عن التعصب و الجهل و التخلف و اسمى من التسيب لانهم نتاج مجتمع متحرر الفكر و الثقافة على عكس من ثقافته في مجتمعه و تربيته و اسرته هي ثقافة التعصب و القمع و الخوف، و ان المجتمع الذي لا يعد متجانس التحرر و لا متجانس الوعي و الثقافة هو عبارة عن مجتمع مشتت و غير متجانس بل هو مجتمعات متعددة داخل مجتمع واحد لكل منها صفاته و خصائصه على الرغم من وجود سمات عامة للمجتمع ككل بكل ما يتضمنه من مجتمعاته الفرعية سواء كانت مجتمعات متباينة الثقافة او التحضر او الانتماء بكل اشكاله. ان التربية الدينية تختلف بعمقها و نوعها و مرتكزاتها و اهدافها فالتربية المعنية بالقيم بشكل عام و متجرد عن المادة و الشيئيلت انها اسمى التربيات و اكثرها تجرد و رفعة بالنفس الانسانية و يستطيع افرادها الاشتقاق من قيمها و التعلم منها ما يؤهلهم من التعامل مع كثير من الامور المختلفة و الافراد المختلفين في الحياة و تربتهم تدفعهم للرفعة الروحية و الفكرية و التجرد .. . اما التربية الدينية التلقينية و المغلقة و التكرارية و المتزمتة فهي تنشء افراد غير قادرين على التعامل مع الاخر و لا على استيعاب اختلاف ثقافة الاخر بل قد تتوجه قصدا لاذى و ازعاج الاخر بسبب اختلافه فقط..و بسبب عدم المقدرة على فهمه و فهم وعي و رقي ثقافته.

التغيير هو التقدم و المرونة و الاجتهاد و النظرة العميقة التي قد يفهمها العاديون بطريقة خاطئة ، و هو التفكير بطريقة خاصة بالامور و الظروف و التخطيط و العمل على اشتقاق الجديد منها و بشكل ايجابي نافع و غير ضار بأحد، فهو يبدأ من التجرد من الخاص الى العام لكن بعقلانية، و على المجتمع ان يحترم عقل و فكر الافراد و ثقافاتهم و عقل و ثقافة المرأة بكل المجالات . اي ان التغيير هو هدف للافضل . و المقصود بالافضل اي الافضل العام و بتجرد عن الذات او الانتماء. التغيير يرتبط بثقة الفرد بنفسه بأفكاره و معرفته لما يخطط له و لطريقته بذلك مهما اساء الاخرون فهمها و مهما عجز السطحيون و السطحيات عن استيعابها، حيث ان سطحيتهم و تخلفهم و جهلهم غالبا يدفعهم الى التسيب و الى التفكير السلبي و السلوك السلبي مع المتحررات و المتحررين و سوء فهمهم لا غير ، و ليس الى التفكير الايجابي ، و ليس لديهم قدرة على استيعاب فكر المتحررات من النساء لان تربيتهم هي تربية جهل و تربية ذكورية تكرارية تقوم بها اسرهم الغير متحضرة و السطحية جدا بشكل عام، فالمرأة المتحررة الواعية الواثقة من نفسها و من فكرها و اسلوبها و عمق ثقافتها تدرك ان الجهلة و المتخلفين و الجاهلات و المتخلفات و المتسيبين و المتسيبات لا يستوعبون عمق ثقافتها لانهم سطحيين و سطحيات فتتجاهلهم بعد ان تعرف سطحيتهم و جهلهم و تثبت ذلك عليهم و بعد ان يثبتوا سلبية تفكيرهم و فساد اهدافهم و تخلفهم و ربما تسيبهم، و بعد ان تثبت لهم انهم لا يسعون الا الى التخلف و الجهل و الفساد و ربما التسيب الذي ربما تربوا عليه ..فتتجاوز بوعيها و عمقها تخلفهم و جهلهم و فساد مجتمعهم و تتابع مسيرتها الراقية الثقافة و الايجابية المستوى و الهدف و الاصل و الغاية.
فالتغيير هو اصلاح للمجتمع الراكد و ربما الفاسد و الجاهل و المتخلف. فذات الحدث قد يلاحظه فردان احدهما يراه بشكل سطحي و شخصي ، و الاخر يحوله الى مشروع و هدف للتغيير الايجابي و البحث و التطوير مهما كان ذاك الحدث معبر عن سلبيات مجتمع او مجموعة معينة و فسادهم، ـ و قد قامت الكاتبة لهذه السطور بالبحث بفساد اساتذة جامعة و اعلاميين و مدعين ثقافة و صل فسادهم الى الانترنت ليحاولوا تغطية فسادهم المكشوف الغبي و طائفيتهم و تخلفهم و تدنيهم من خلال اعتمادهم على اسلوب و هدف فساد جديد سعوا اليه تم اثباته عليهم من خلال الاستمرار بالبحث عليهم و هم غافلين ليعبروا عن سطحيتهم و جهلهم و تخلفهم و فسادهم و اهدافهم التسيبية و مستواهم الصغير القدر و بيئتهم الفاسدة النتنة بمحاولاتهم الخائبة التي ثبتت فسادهم و تخلفهم و تسيب اهدافهم عليهم و تم كشف هبوطهم و هشاشتهم الفكرية و الاجتماعية و الثقافية و الروحية و الانسانية لانهم تفوقوا على الحيوان بتدني مستواهم و قلة عقولهم و سوء نفوسهم و سوء نواياهم و قد تم اثبات ذلك عليهم ببحث قامت الكاتبة به ـ و معبر ايضا ربما عن تعصبهم و تخلفهم فيصبح مشروع بحث لاجل الفهم و معرفة الخلل بالفاسدين و الفاسدات بأي مجال كانوا به و يصبح هادف نحو التطوير و التغيير ـ فالتغيير هو انجاز لفكرة معينة تلمع بفكر احد ما و غالبا تلمع الافكار الحديثة من المرأة المتحررة المثقفة المتسامحة و الواعية و الدقيقة الملاحظة و الناقدة لسلبيات المجتمعات لانها ترى الامور بطريقة و عمق يختلف عما يراه الاخرون و الاخريات . فرؤوية المرأة اكثر بعد و عمق من رؤوية الرجل لان المرأة اكثر حساسية و اكثر إلتزام بالفكر و القيم عندما تكون من اسرة متحررة مثقفة و واعية و ذات قيم، اما المرأة التي من اسرة جاهلة او مدعية الثقافة و مضمونها سطحي فهي لا تستوعب عمق ثقافة المرأة الواعية المتحررة و الباحثة بتخلف و فساد و تسيب المجتمع و الباحثة بسطحية من يدعون الثقافة و هم بحقيقتهم جهلة و جاهلات .

التغيير هو من سمات و لوازم و طبيعة الحياة . و بكلمة اخرى التغيير هو نمو، و النمو يختلف من مجتمع لاخر، و من فرد لاخر من حيث نوعه و وقته و سرعته و مستواه و عمقه. و ان التغيير مرتبط بالانسان . فكل انسان قادر على التغيير و كل انسان يقوم بالتغيير و بمستويات مختلفة ، فقط المجتمعات الجاهلة المتخلفة هي من تخاف من الافراد المتحررات و المتحررين و القادرين على التغيير لذلك تسعى الى ازعاجهم بقصد او بجهل لان المجتمعات المتخلفة تخاف التغيير و تخاف الافكار الواعية الجريئة و المتحررة و لا سيما الافكار الاتية من المرأة الواثقة من نفسها و من معرفتها لما تقوم به من سعي لايجاد الخطأ و السلبيات بالمجتمع و نقدها ايجابيا نحو هدف الاصلاح للتغيير و التبديل و التطوير . فالمجتمع المتخلف يخاف من التغيير الاتي من افكار المرأة الواعية العميقة الثقافة و المتينة القيم و عندما يخاف المجتمع من وعي المرأة يسعى متخلفينه لازعاجها او مضايقتها بسبب وعيها و ثقافتها و ايجابية تفكيرها و التزامها بمبادئها ،مما يشير الى جهل من يسعى لذلك الازعاج و المضايقة لها من الافراد سواء كانوا رجالا او نساء من الذين يعبرون عن جهلهم و تخلفهم بتلك الاساليب الازعاجية ..

ان المرأة بشكل عام اقدر على التغيير من الكثير من الرجال . و اقدر على ان تحول سلبيات المجتمع الى ايجابيات لانها اكثر حساسية و اعمق رؤوية للسلبيات و اسبابها و اقدر على ايجاد الحلول المفيدة لكل ما هو سلبي بالمجتمع. لكن اول من يعادي المرأة هم الرجال المتخلفين و الفاسدين و النساء المتخلفات و الفاسدات و هذا بحد ذاته يدفع المرأة الواعية اكثر الى البحث بتخلف مجتمعهم و مرضه و كشف فسادهم و اسباب تخلفهم و تخلفهن و يدفعها الى ايجاد اسباب تخلفهم، و ثم لايجاد وسائل تغيير لكل ما هو سلبي يتسم به المجتمع المتخلف." النامي" لكن الرجال و النساء المتربين و المتربيات تربية متعصبة مغلقة و قد تكون تربية كارهة للاخر يسعون لمعاداة المرأة الاتية من انتماء اخر عندما تكشف ـ بغض النظر عن انتمائهم الديني ـ عندما تكشف تخلفهم و فسادهم ببحث فإنهم يفسرون ذلك بطريقة تعصبية تكشف طائفيتهم و كرههم لعقلها المتنور و المنير و فكرها و قيمها العالية و اسلوبها الثقافي العميق المستوى الذي كشفهم و كشف تخلف تربيتهم العقلية و الفكرية و الثقافية وٍتعصبهم و سعيهم الى الفساد لانهم لايملكون الا الفساد و الجهل و التخلف و التسيب، و يزداد التخلف وضوحا عندما يتماشى مع الطائفية.. فالتخلف يرتبط بالتعصب و الطائفية .

ان المرأة مفكرة بطبيعتها، و عندما تتربى المرأة في بيئة متفتحة و مختلطة و واعية و سامية المستوى الحضاري و الفكري و الروحي و بتحرر مسؤول فإن مخزونها الحضاري و الثقافي و الروحي و الفكري و الاجتماعي قادر على نشر افكار ايجابية لتغيير نمط تفكير البعض و طريقة نظرتهم للامور ، و ان التغيير بشكل عام تكون المرأة عامل اساسي به ، فلا تغيير دون المرأة ، و ان المرأة قادرة على الملاحظة و التجربة و البحث بسلبيات المجتمع و افراده و تحويل سلبياتهم الى مجال بحث فتبحث بسلبياتهم لمعرفة اثر تخلف تربيتهم على سلوكهم ، و اثر نوع تربيتهم على نفوسهم، و اثر بيئتهم على تفكيرهم، و رؤويتهم للاخرين من غير بيئات ، تبحث بتجرد و تسامي عن سلبياتهم التي تعبر عنهم و عن مجتمعاتهم و تربياتهم التي تلقوها في بيئاتهم المتخلفة . فربما سلوك ما او كلمة او نظرة او سؤال غريب من فرد جاهل او متخلف او فاسد قد يكون سبب بحث و مشروع بحث متشعب لامرأة متحررة متفتحة الفكر والتربية و المجتمع و واعية عميقة التفكير تقوم بالبحث على ذلك الفرد و مجتمعه بكل بساطة و كل رقي و سمو و رفعة دون ان ينتبه لا هو و لا اي احد من امثاله الجهلة و الجاهلات من مجتمعه و اشباهه المتخلفين و المتخلفات و الفاسدين لان لها طريقة تفكير و عمق ثقافي لا يدركه الجميع، و قد يسيئون فهم ما تقوم به بسبب سطحيتهم و بيئتهم المغلقة على الجهل و التخلف و التعصب الغبي . فالفاسدين لا يرغبون ان ينكشف فسادهم و تخلفهم و تسيبهم .

التغيير عبارة عن سلسلة متكاملة يجب ان تشمل كل حلقات المجتمع و فئاته بحيث يكون المجتمع متناسق و متوائم . و التغيير يتم ببطء و على مراحل مدروسة و تخطيط لكي يكون ناجحا و بوعي و شفافية لكي يكون صادقا و مجديا فهو مشروع و هو تتابع يتم مع استمرار الحياة. التغيير اسمى من الانانية و المصالح و اسمى من الصغائر و لا يأبه بالتفاهات و التافهين لانه قائم على فكر و وعي للضرورة لتطوير المجتمع بشكل ايجابي . ان من يسعى لمنع المجتمع من التغيير هم المستفيدين من جهل المجتمع و تخلفه و ربما من فساده. و ان التغيير يحتاج الى تربية مخططة و الى عمل من كافة المجالات في المجتمع و على كافة المستويات، و ان التغيير ثقافة و دليل على حضارة و فكر المجتمع عندما تكون اهدافه و اساليبه سليمة و متجردة عن التعصبات و الغش و الانانية و القمع و الاستغلال الغبي لفكر الاخرين المتحررات و المتحررين . ان كل فرد قادر على التغيير و التطوير بغض النظر عن العمر او الجنس او الدرجة العلمية او اي صفة اخرى لان التغيير من طبيعة الانسان و هو استمرار و نمو و طالما ان الانسان موجود فالتغيير مستمر. كما ان المجتمع الواعي هو من يشجع على التغيير المدروس الواعي القائم على النقد بشرط ان يكون التغيير ايجابي و تدريجي بشكل عقلاني و متكامل على ان يكون سلسا و موضوعيا. و المجتمع الذي يحترم نفسه و له حضارة و ثقافة و مثقفين حقيقيين هو من يحترم المرأة المثقفة و المتحررة و الناقدة الايجابية و العاملة الى كشف الفساد و التخلف و العاملة الى التحديث الفكري الايجابي و السمو الانساني

التغيير لا يتم الا من خلال غربلة الواقع و تقده بشكل بناء ايجابي ، و لا يتم الا بتقبل المجتمع و الدوائر و المؤسسات للنقد من الافراد ، فلا تغيير عندما يكون الفساد هو المسيطر ، و لا تغيير عندما يتسرب الفساد الى دوائر الدولة او مؤسساتها من قبل صغار و ضعاف النفس . و لا تغيير و لا بناء عندما يكون الطالح محل الصالح.

ان الفساد يتسرب في شرايين المجتمع الشرقي و ينتج عنه محاولات هدم و تشتيت للطاقات الايجابية بالمجتمع و الفرد ، و احيانا يتقصد البعض الى ترسيخ الفساد و الفاسدين في المجتمع ، كما ينتج عنه تخريب لمستقبل المجتمع من خلال وجود الاشخاص الخطأ بالاماكن الغير مناسبة لهم بسبب الفساد المتسرب و المرتبط بمجتمع تعصبات و طائفيات و عقول قبلية تمجد الفكر التهديمي السلبي و اللعب على القانون و شراء ألسنة و نفوس المتكسبين المعدومين العمق الثقافي و الفكر العالي و البعيدين عن الفكر البناء و الايجابي و المحاربين لمن لديها فكر ايجابي و بناء ناقد و مجدد. ان مثل تلك الصورة عن المجتمع الفاسد المتخلف و السطحي تسعى الى استعمال الفساد لمحاربة الفكر و لتخريب الثقافة و تشويه المجتمع بالفساد و التعصب و الطائفية و التخلف. و ان مثل هذه الصورة و المجتمع المليء بالفساد و الطائفية و التعصب يسير التغيير به نحو التخلف و نحو الوراء و نحو الاسفل و الاسفل من المستويات ليبعد افراده عن الفكر و الثقافة و التحرر و الحضارة و الانسانية و عن النقد لان ما يسود به و ما يوجه مسيرته هو الفساد و محاربة الفكر و الثقافة و المفكرين و المثقفين و المفكرات و المثقفات الحقيقيات ، و هنا تكون الاقليات المثقفة و المتحضرة و الفكر الايجابي و التحرر و بشكل خاص المرأة المثقفة و المتحررة الايجابية فئات يسعى الفاسدين و الفاسدات في مجتمع الفساد لمحاربتهم بأساليب مريضة مكشوفة و مخالفة للعقل و القانون و القيم و الثقافة الحقيقية.
ان التغيير يتطلب ازالة الفكر الفاسد من خلال تربية العقول و النقوس منذ الصغر بدء من المدارس و المنهاج التخلفي الذي يثير و يربي الفكر المغلق و التكراري و الطامس للاخر و للمرأة و للثقافة الواعية المتحررة و المتجاهل وجود الاقليات. فيجب ابداله بزرع فكر ايجابي متحرر و واعي و مسؤول و علمي و موضوعي و انساني لدى الافراد منذ الصغر لتتفتح الافكار الايجابية و الفكر الانساني و لينشأ بدايات للنهضة الحقيقية التي لا تحتوي روح فساد و لا تخلف و لا تسيب و لا طائفية و لا جهل و لا عدائية للاقليات او المرأة و بشكل خاص المرأة الاتية من الاقلية المتحررة الواعية. و لكن طالما المجتمع هو مجتمع متخلف يغص بالفساد و مجتمع طوائف و تعصب و خرق قانون بسبب الفساد و فساد من يدعي محاربة الفساد و فساد من يدعون انهم مع المرأة و هم بحقيقتهم اكثر الناس ضد المرأة فإن المجتمع يبقى متخلف و فاسد و لا يتحرك نحو الايجابي و ينبع فساد و تخلف و تسيب بشكل عام و لا يوحي بفكر متحرر و لا بمجتمع سليم . فلا تغيير دون وعي و تحرر و لا تجديد و لا بناء دون نقد و بحث بسلبيات المجتمع و العمل على بنائه بدء من اساساته التربوية و المدرسية و الادارية بشكل سليم، و بدء من المساواة و تربية الافراد مدنيا على ان العقل و الفكر و النقد و البحث صفة انسانية و ليس مرتبطا فقط بالرجل الا بنظر الرجال المتخلفين المقموعين و الجهلة الاتين من بيئة متخلفة لا تحتوي نساء مثقفات او متفتحات الفكر ، و بنظر الرجال المتلقين تربية سلبية متعصبة متخلفة و بيئة مظلمة فلا يقبلون تفوق عقل المرأة على تخلفهم او تسيبهم او جهلهم و سطحيتهم وفسادهم، و يسعون خائبين الى إلباس المرأة المثقفة و المتحررة ذات القيم سلبيات ليست بها انما بهم عندما تتتمكن من ان تثبت سلبياتهم عليهم من خلال عقلها و ثقافتها و وعيها و قيمها الراقية، فمجتمع متخلف فاسد يحتوي تلك الامثلة الرجالية اللذين تقوم المرأة قبل الرجل في بيئتهم بتربيتهم على تلك الصورة انه مجتمع يحتاج الى اعادة بناء تربوي و فكري و قيمي و انساني ليتمكن من النهوض و التفتح. و يحتاج الى المزيد من الابحاث عليه ليتم تغييره و بنائه بشكل صحيح بعيدا عن التخلف و التسيب و بعيدا عن الطائفية و الفساد بكل انواعه و مجالاته بكل الدوائر و الجامعات و المؤسسات .. .