عذرية وبكارة العراقيات كما افهمها



نوري جاسم المياحي
2016 / 8 / 22

التخريب والتهديم أسهل الاف المرات من البناء والتعمير ...ومنذ فترة وليست بالقصيرة يلاحظ ان العراق وشعبه مستهدفان بالتدمير المبرمج وبأيدي عراقيين اما عمدا واما جهلا ...وهذا التدمير شمل كل مجالات الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية واخطرها الاجتماعية والأخلاقية ... وبكل اسف يلعب الفاسدين من رجال السياسة والدين والثقافة دورا قذرا في هذا المجال التخريبي ...
قد يكون العرب والمسلمين عموما مستهدفين وليس العراق وحده ولكن انا كعراقي يهمني مستقبل الشعب العراقي واطفاله ومستقبله المجهول في المرحلة الحالية لأنه يتعرض لأشرس هجمة عدوانية تخريبية عرفها التاريخ ...
لفت انتباهي فيديو نشره احدهم على صفحتي في الفيس بوك واضطرني الى الغاء صداقته بسبب الفيديو لمقابلة تلفزيونية مع فتاة تقص قصة عارها وبلا خجل او حياء وكيف فقدت عذريتها وغشاء بكارتها من قبل زميلها في الجامعة بحجة الوعد بالزواج وحملت منه سفاحا وكيف تخلى عنها وبعد ان طلب منها اسقاط حملها فلجأت الى صديقة سوء لها فوصفت لها طريقة سهلة جداكما تدعي وبدون مراجعة الطبيب واسقطت جنينها ...بهدوء وراحة بال وكان شيئا لن يحدث ...
وبعد فترة تقدم لها انسان مخدوع اخر وأيضا لجأت الى صديقة السوء طالبة منها المساعدة في حل مازق بكارتها والتي ارشدتها أيضا الى طريقة بسيطة وسهلة لتوحي للزوج ان زوجته لازالت عذراء وشريفة ولم يمسها رجل وأيضا دون الرجوع الى الطبيب ...وهي تتباهى بكون الطريقة جدا سهلة وامينة ... ولنعد الى مقدم البرنامج هو والدكتورة الضيف على البرنامج يشرحان الطريقة الأمينة والسهلة والبسيطة وبالتفصيل للتعويض عن غشاء البكارة وبحجة انهما يحذران الفتيات بينما هم بالحقيقة يروجان لتشجيع الفتيات على ممارسة الجنس قبل الزواج ولايتخوفن من الممارسة حتى لو فقدن غشاء بكارتهن ...
من البديهي في حديثي هذا انا لم اتطرق الى تفاصيل الطريقة التي شرحوها بالتفصيل كما في البرنامج لكي لا اساهم في نشر الرذيلة كما فعل مقدم البرنامج وطبيبته سواء عن جهل وعلى الأكثر عن قصد ولو بعض الظن اثم كما يقال ...
وقد يدعي هذا مقدم البرنامج او صاحب الفضائية ان نواياه بريئة وشريفة ولكني شخصيا اعتقد انه يلعب دور تدميري تخريبي لتدمير الروابط الاسرية والقيم الأخلاقية التي توارثناها عن اباءنا واجدادنا وكأنه يلعب بعقول البسطاء من الناس كما يفعل دعاة الضلالة والفساد الأخلاقي بترويج الفتاوي بتحليل زواج المتعة والمسيار والوقتي والعقدي وعلى الماشي وعلى الطاير ونكاح الجهاد وبقية الأسماء التي ما انزل الله بها من سلطان ...وعلى قدر فهمي المتواضع والبسيط فان الإسلام بريء منها جميعا ومن دعاتها ...
وكما تعلمون ان الفتاة والفتي الذي لم يمارس العملية الجنسية قبل الزواج يسمون تكريما لهم (فتاة بتول) و(فتى بتول) ...ولهذا اعتبرت (البتولية) منذ القدم في الكثير من الثقافات كفضيلة وعنوان للشرف والاخلاق، وخاصة في المجتمعات التي تقصر العلاقة الجنسية ضمن إطار الزوجية. حيث قد ترتبط عذرية المرأة بالشرف الشخصي أو العائلي في الكثير من المجتمعات خاصة ولاسيما في مجتمعنا العراقي المحافظ والتي يعتبر فيها فقدان العذرية قبل الزواج الخزي والعار للفتاة وأسرتها.
اما بالنسبة للولد في المجتمع العراقي فليس عيبا او عار عليه او على عائلته ان صادق بنت الجيران وحتى لو أزال بكارتها بل يعتبر شطارة وسباعية لوغية ورجولة والفتاة هي من تتحمل وزر الخطيئة والعار لوحدها وربما تقتل غسلا للعار حتى لو اغتصبت قهرا وبالقوة ومن أكثر من رجل ...ويتناسون ان العملية الجنسية يتشارك بها الرجل والمرأة وكل المؤشرات تؤكد ان الرجل هو من يغوي المرأة وليس المرأة ومن الظلم ان تعاقب المرأة ويترك الرجل بدون عقاب ...وهنا يضيع العدل لان المجتمع ذكوري ...
ولا يخفى على المتابع كيف ان البعض من الفتيات في شمال العراق وفي انحاء متفرقة من العالم وحتى في أيامنا هذه يختن بإزالة الجزء المثير جنسيا في المرأة الذي وهبه الله لها بينما الولد يختن كي يكشف الجزء الحساس للإثارة الجنسية عند الذكر وهنا يبرز التناقض بين معاملة الرجل والمرأة والتي تعتبر هي الأضعف بين الاثنين ...
ومن الملاحظ اليوم أيضا ان بعض الشركات تتفنن في إيجاد البدائل عن غشاء البكارة ...وانا اسأل ...هل هذه العملية عفوية ومن اجل الحفاظ على حياة الفتاة ...ام لإفساد المجتمع من خلال افساد العائلة وافساد ام أطفال المستقبل ؟؟؟ ولماذا تستهدف المجتمعات المحافظة والإسلامية بالذات ؟؟؟
بالتأكيد الأهداف واضحة للعيان وضوح الشمس وكل من لديه ذرة من وعي يدركها ...المجتمع العراقي والاسرة العراقية والعذراء العراقية بالذات كلهم مستهدفون بشرفهم وعرضهم ومن خلال الأفلام الإباحية والجنسية والبرامج التلفزيونية والانترنتية الموجهة لكل الاعمار وللجنسين الذكر والانثى ...
وكحقيقة توصلت اليها ان ما خربه البرنامج الذي حدثتكم عنه في ربع ساعة سيحتاج الى محاضرات ومقالات لسنين كي تمحوا أثره في نفس فتاة صغيرة للتو تفتحت ازهار عذريتها او شاب مراهق شجعه على إزالة بكارة أي فتاة ينفرد بها مادام الحل موجود وسهل وفي متناول اليد كما سوغ له البرنامج ...ولكل من شاهد هذا الفيديو ...
المجتمع العراقي والاسرة العراقية وأطفال العراق امانة في اعناقنا وعلينا ان نعي وندرك أهمية الحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا واخلاقنا ..لان مستقبل الأجيال متوقف عليها ...
اللهم احفظ العراق وأهله أينما حلو او ارتحلوا ..