ترحل وقيودها معها



شذى احمد
2016 / 8 / 28



تحتاج بعضهن لبعض العبارات الرقيقة على غير المعتاد حتى تصر بعض متاعها للهجرة. والاخرى لا تحتاج الاالتبليغ بلحظة التنفيذ لقرار رب الاسرة وسيدها. ثالثة تظن انها فطنة كفاية باطلاعها على مجريات الامور ،فتسارع بالاعداد للرحلة الطويلة بهمة وحماسة

لكن كلهن يلتقين بالنهاية على ارض غير ارضهن ،واجواء تهدد باصابات خطيرة في الروح قبل الجسد. وانتكاسات امرهن في بلادها الام اهون من التي تلقاها هناك حيثما حلت برحلها

هناك لا ملامح لحسناوات الشاشة الفضية وانتصاراتهن الوهمية في قصص هوليوود . هناك لا اثر لسطور الكتب عن عدالة الحياة واحقية الانسان ومساواته في الميادين والظروف

هناك بعد ذل السكن الجماعي المفصول بستائر في قاعات كبيرة . الانتقال لملاجئ يتمتعون فيها بغرف تكبر وتصغر حسبما يقرر لهم وما يتوفر

ورحلة لا تنتهي من اوراق ، ومشاوير استدعاءات محاكم جلسات استماع لا تنتهي

ليعدن في اخر النهار لمطابخ مشتركة يتقاسمن فيها مع مثيلاتهن من كل البلاد المبتلاة بالمتشددين والحروب يتقاسمن الحكايا وتفاصيل الرحلة.هموم النسوة. وهواية المشاجرات التي كانت بعض افضل امتيازاتهن مع الجارات في بلادهن التي صارت بعيدة كنجوم هذه السماء الباردة على الدوام

بعضهن يشعرن لبعض الوقت بالثقة ، عند زيارتهن لدورات تعلم اللغة فبعدها ستفتح لهن الحياة ذراعيها . ولكنهن يدركن بعد مضي الاشهر ان اللغة تستعصي عليهن ،وتتكشف لهن حقائق المجتمع وقساوة ظروف العمل . واي نوع من الاعمال بانتظارهن

يهملوهن على الاغلب . لا احد يشدد على تعلمهم اللغة او متابعتهن . فلا عقوبة تذكر على عدم انضباطهن في التعليم. فيكون سببا في تراخيهن وعدم اخذهن المسألة على محمل الجد

لابصيص امل ولا خطوات تزيد عن اماكن ثابتة يذهبن اليها. شبابيك الغرف المخصصة لهن في الملاجئ مغلقة على الاغلب .. لا تفاجئ اذا ما سمعت يوما احدهم يوصي زوجته. اغلقي الشباك .. انا لا اخاف الاجنبي بل اخاف العربي الذي يتلصص عليك!!!. وتزداد حيرتها وانكماشها على نفسها. واذا ما وفقت في ايجاد وظيفة او عمل فهي باحسن الاحوال في الدوائر الخدمية في التنظيف وغيره

وتتسائل لما كان عليها المغادرة ،ومن المسؤول عن حرمانها حتى من ابسط هواياتها وعاداتها اليومية التي صارت اليوم اثمن اللحظات لذاكرة عليها التنحي لعبث الضياع في الغربة