أصفار شهادة الميلاد



شذى احمد
2016 / 9 / 10



للغرب عشاق من يبننا. بعضهم خبره ويدري
الاخر خبره ويدري ويدري انه يدري لكنه بدرايته ضنين
التالي يدري ولا يهمه انه يدري، فليس الدراية اهم من خوفه من الحقيقة فيتستر عنها مغمض العين
واخر لا يدري . ولا يريد ان يدري . وما شانه ان كان يدري ام لا يدري . فكل همه ان يكون هناك فذاك سائح فاتركوه

في مسيرات الانتقال من بلد الى اخر. بعضها انتقائي ربما. والأخر حتمي بسبب قلة الحيلة ،وعدم الاستقرار. التأقلم. فقر هذا البلد الاوربي . شحة فرص العمل. سوء المعاملة مما يضطرهم لمغادرته وركوب الصعب من جديد بحثا عن فرصة حياة افضل ببلد اوربي اخر

عندما يضيع الوطن يصبح البحث داء. وهم المنزل الاول وجع يهرول بكل ما اوتي من قوة ليبرئ منه

حملوا صغارهم ، وانطلقوا بعدما ذاقوا الامرين في معسكرات الاعتقال في ذلك البلد الاوربي . قالوا دعونا نجرب السويد . هي بلد شاسع ، ناسه طيبون كما سمعوا. المهاجرون يحصلون غالبا على فرص طيبة بالعيش والعمل

لم يكن يرغب بالحصول على مقعد بالبرلمان.ولا بامتلاك شركة سيارات. كان همه مطعم بتزا ، او صالون حلاقة .. هاتان المهنتان اجادهما وبرع فيهما !!. وهما من المهن المرغوب بها في كل زمان ومكان

ونجح في الوصول اليها. في تلك المدينة الجميلة كان السكان لطفاء . وميسوري الحال. اغدقوا عليه وعلى اسرته بالكثير من التبرعات ، التي راح يقبلها مجبرا بطيب خاطر

مرت الايام والشهور. وهو من دائرة الى اخرى. ينتظر قرار الحكومة المحلية في قبول لجوءه .. لكن لا تباشير أمل تلوح في الافق
زوجته اثقلت بالحمل الجديد. واقترب المخاض. في ذلك اليوم كانت لوحدها عندما داهمها المخاض. تبرع البعض بإيصالها للمستشفى .. مرت الساعات عصيبة .وضعت الصبي الذي تنص قوانين الدولة على اعتباره مواطنا منها، لأنه ولد على ارضها. لكن هيهات

جاءت ملاك الرحمة بكومة اوراق.واستطاعت بحذلقة معرفة نوع اقامة الام على الاراضي السويدية .. اذن هم ليسوا مهاجرين شرعيين

فما العمل
فكروا مليا !!. اعطائهم امتياز القانون للوليد يعني شرعنة بقائه على اراضيهم ، ومنحه الجنسية. وهذا ما لم يرق لأحد من ملائكة الرحمة في ذلك المشفى

لكن لا بد من اخراج شهادة ميلاد
فالتفتوا الى حل يحسدهم عليه ابليس نفسه !!. فما الذي فعلوه؟

اقروا بميلاده في مشفاهم .. فذاك ما لا يستطيعون انكاره. لكنه لم يعطوه رقما تسلسليا أسوة بباقي مواليد البلد
فجاء في شهادة ميلاده 00000000
عددا لا يحصى من الاصفار
كتبوا اسمه كما اختاره والداه
اسم امه المهاجرة غير الشرعية
ثم ذيل بتوقيع وختم المشفى

للاعتراض يستلزم محام ،وحبال طويلة مع محاكم البلد . ومصاريف من جيوب خاوية الا من الاعانات الاجتماعية
بعد ايام بتت الدائرة الرسمية برفضها قبول لجوءهم على اراضيها
حملوا الرضيع ،وشهادة ميلاده المجهولة باحثين عن ارض اخرى علها تقبل بهم . وتمنحهم رقما لشهادة الميلاد..فتسمح لرب الاسرة بإعداد عجينة البتزا الشهية. او اظهار مواهبه بالحلاقة . لا يريد إلا هذا ..مؤكدا في كل مرة يروي بها قصته انه لا ينوي الترشيح للبرلمان ، او الحصول على وظيفة مدير شركة كل همه مكان أمن لأسرته، وفرصة عمل عوضا عن تلك التي التهمتها نيرات الدمار في وطنه